23 ديسمبر، 2024 6:37 ص

لك الله ياعراق كيف لثورة شعب مظلوم مقهور منكوب مكروب ذاق الويلات و ثار على الطغيان بسلاحه طلبا للحياة  ان تلخّص مأساته بكلمة “داعش” و كأنّ المسألة أمر دخيل جاءه من الخارج  مع أنّ القضيّة تنبع من قلب العراق  من ثنايا روحه و أعمق أعماقه الدامية

إنّ الجهاد في سبيل الله تعالى نُصرةً للمضلومين المستضعفين المغتصبين لا يحق لأيّ مجموعة نسبته لها دون سواها أو احتكاره لنفسها دون غيرها … إنّ هذه الأمة من الصومال إلى بورما إلى السودان إلى إفريقيا الوسطى إلى إقليم شنغاي و بلاد الرافدين و مصر و سوريا و فلسطين تُجاهد .. تناضل منذ سنين طويلة . هذا الشعب ثار على الطغيان و قال لا و قال كفى و أراد الحياة و لابدّ أن يستجيب ربّنا فقد وعدنا بالتّغير إذا غيّرنا و هو لا تخلف عنده العهود . أمّا أن تقوم طائفة بإرهاب المجاهدين و نعتهم بالجرذان و تكفيرهم و تخوينهم و القدح فيهم فهذا لا محالة باطل باطل باطل و نرجوا الهداية العاجلة أو أن يريحنا الله من بلاهم بعلمه و قدرته من يجاهد في العراق الجريح؟  من  يدافع عن شرف الأمة أمام الآلة الفارسية و الرومية و العربية الخائنة من الذين يجب  علينا دعمهم و بذل المال و الدم و الدعوات لهم داعش أو ما أصبح “دولة الخلافة ” مع اعتناء الإعلام بهم  في الحقيقة هم جزء من الكلّ و ربّما لا يتجاوزون الألف على ثقلهم إنّ العراق كله ثائر الصحافيون و السياسيون و العامة و المجاهدون باختلاف تنظيماتهم .. هناك الجماعات السلفية التي تشكلت منذ 2003 ضد الإحتلال الأمريكي كالجيش الإسلامي في العراق التي أسسها ضباط سابقون و أبناء العشائر . وكتائب ثورة العشرين كذلك جيش المجاهدين الذي قاتل في الموصل ضد الإحتلال . إلى جانب هؤولاء نجد مخابرات صدام رحمة الله عليه و الحرس الجمهوري و ضباط الجيش العراقي .. كذلك رجال الطريقة النقشبندية و حزب البعث (الذي انحلّ) .. نصرهم الله على عدوّهم و عدوّنا و وحّد صفوفهم و كلمتهم…
أمّا دولة الخلافة  تمدّدت أو تقلّصت هي ليست بدولة خلافة على منهاج  النّبوّة و نريد أن نذكّرهم حين يمدون أصابعهم بالإتهام إلى غيرهم من المجاهدين أن يراقبوا أنفسهم و يتقوا الله ربّهم و هذه بضع نقاط أتسائلها بين نفسي و بيني :

المنشقون على تنظيم القاعدة في الشام (جبهة النّصرة) المكونون للدولة و المكفرون المستحلون لدماء إخوانهم بحجة العمالة وتهمة أنّهم تسلّحوا من السعودية و قطر .. الخ  . المتهمون لحماس بالعمالة و بالتطبيع مع الشيعة الإيرانين و حزب الله , الذين يخوّنون مرسي و يتسائلون لم لم يحرر سيناء و فلسطين و يبيحون دماء الجيش في بلادي تونس أتساءل في أمرهم .

أم يتحصّل التنظيم سابقا على أسلحته من أمريكا ثم روسيا و الأدهى و الأمر إيران و لا أحد بإمكانه الإنكار بأنّ إيران باعت لهم السلاح,ثم أنّه لا أحد منا حرر القدس و لا القاعدة و لا الإخوان,هي إلى اليوم تناضل بأبطالها البواسل و لو أردنا حقا لقدرنا على شرذمة الصهاينة

لم أطلق سراح العديد منهم و على رأسهم أبو بكر البغدادي من سجون أمريكا و الأردن و بشار … في حين أنّ بشّار كان يقتّل السجناء بالجملة .. مالسّر وراء إطلاق سراحهم في تلك الفترة

كيف هم قادرون على تحريك رتل عسكري رهيب في وضح النهار من العراق لسوريا دون أي مشاكل و كأن لا وجود لأقمار صناعية تأت بالضالة من بطن الحوت

كيف هم قادرون على تحويل تلك الأسلحة الضخمة إلى سوريا رغم احتدام الصراع في العراق

كيف يرمون براية النصرة و يضعون رايتهم عند السيطرة على حقل العمر كان ذلك من أبرز المشاهد التي علقت في ذهني فالرّاية واحدة !!

 

كيف 

كيف يبيعون النفط و يسيطرون على الحقول حتى افتكاكا من إخوانهم بالقوة , كيف يتفاخرون بالغنى وبـ “أغنى التنظيمات في العالم “

كيف يحدث كلّ ذلك .. إلى حدّ الآن لا أجد الإجابة الشافية و لا التفسير المقنع أو بالأحرى يتوفّر لدي تفسير منطقي لكن أختار تجنّب التّسرّع …

ألا يمكننا أن نجاهد و ننصر إخواننا دون تفسيق أو شوشرة فارغة أو تكفير و تخوين بالجملة و بعد الإنتصار نعلن الدولة . دولة توفّر لشعبها الأمن و الأمان و تحرّك أسطولها دفاعا عنه دولة دولة لا ينام فيها صغير جائع في الصومال ,  تدرّس العلم و تنصح و تفقه الناس في دينهم و تعلمهم أصوله وتوفر لهم العمل و العيش الكريم بعدها لن يلومها أحد لو قطعت يد السارق أو رجله أو رأسه. ألا يمكن أن نتحلّى ببعض من الصبر و الحكمة قبل التهديم و التقتيل

يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً

إنّ العراق هو الفيصل كلّ الأعناق مشرئبة إليه و القلوب تبلُغ الحناجر ترقّبا و خوفا و أملا … إنّ العراق محتاج إلينا جميعا نرجوا من الله أن لا يتقسّم ويعود  النّازحون المشردون عن ديارهم و أهليهم و يتوقف نزيف القتلى كلّ يوم على يد العصائب و الميليشيات الطائفية الشّيطانية  و المآمرات الخارجية فأمريكا تسلح المعارضة في سوريا و تسلح المالكي في العراق : يريدوننا أن نتاقاتل إلى أبد الآبدين  و هذه المسألة نناقشها في مقال قادم بإذن الله  و أختم بكلمات قصيدتي التي أختم بها كلّ مرة و هي كلّ الحيلة :

 القصف فيك
يا وطني
في قلبي يهتزّ صداه
و الجمر المسكوب عليك
في أعماقي أُحسّ لضاه
إنّي مثل نخيلك واقف أشهد سخرية القضاء
أشهد اعدام الأجيال و أحفظ أسماء الأعداء
و لا أقبل فيك اللعزاء
إنّي كالنّخل
مكتوف
هل أملك غير االبكاء؟”