فقط في بلادي العراق، حيث يعيش زمن العهر السياسي :ثلاثة عشر عاما والقواد واللص يتبادلان كراسي الرئاسات والوزارات والبرلمانات.
ثلاثة عشر عاما والسماء ترقص على جراحاتنا، وتجلدنا كل جمعة بخطبة نارية عصماء.
ثلاثة عشر عاما وابن المسؤول في الخارج ينعم، وابن العراق بيد الارهاب والبطالة يعدم.
ثلاثة عشر عاما وراتب المسؤول الحقير في الشهر الواحد، يعادل قوت العوائل البسيطة لسنين وسنين.
ثلاثة عشر عاما والشعب العراقي مخدوع بوعد من وغد ساقط هنا، او تصريح من جبان قذر هناك.
ثلاثة عشر عاما والشعب العراقي فاقد الوعي مسلوب الارادة، بسبب حبر الانتخابات البنفسجي اللعين ذاك.
ثلاثة عشر عاما وملفات الفساد تكبر وتكبر، ولا من رقيب او حسيب. وكَأَنَّ لعنة الفراعنة قد حلت علينا.
كل ذلك بسبب ذلك الدستور الجائر الذي تم تدوينه في غفلة من الزمن.
ليغدو كقميص عثمان بيد ساسة الصدفة اولئك، يشهروه بوجهنا كلما علا صوتنا.
فمتى سينتفض الشعب العراقي لنفسه يا ترى ؟!!…
متى سيعلنها ثورة على الفساد والمفسدين ؟!!…
متى سيحرق ذلك الدستور الذي غيب اراته، وصادر حقوقه، وكتم صوته ؟!!…
واخيرا……..
متى سيقطع رقاب لصوص الخضراء بدم بارد، كاستعداده لقطع اصبعه الذي خانه وانتخبهم في يوم من الايام ؟!!…
يقول الشاعر معروف الرصافي :
قد كان لي وطنٌ أبكي لنكبته..
واليوم لا وطن عندي ولا سكن.
ولا أرى في بلاد كنت أسكنها..
إلا حُثالة ناس قاءها الزمن !.