23 ديسمبر، 2024 11:20 م

هناك فرصة أخرى على الرئيس استغلالها

هناك فرصة أخرى على الرئيس استغلالها

الى الان والفرص لازالت تتوالى وتطرق ابواب رئيس الوزراء العراقي السيد العبادي لينهض بالعراق ويحدث تغييرا كبيرا ليتجاوز أخطاء سلفه وببساطة ,,كل الذي يحتاج له السيد حيدر العبادي هو القراءة المتأنية للواقع في العراق الان ليعلن انه يستطيع أن يفعل شيء مغاير وبدون ادنى شك فقط يحتاج الى تجاوز بعض من الضغوط التي لا ترقى الى ان يتوقف عن أداء مهامه وعدم استغلاله وانتهازه لمثل هذه الفرصة المتاحة والتي هي بمتناول اليد .
من المؤكد ان السيد العبادي يكاد يكون الرئيس الوحيد ومنذ عقود نال تأييد وتفويض المرجعية والشعب العراقي وأعطاه كل مفاتيح التخويل لا بل أن هذه الدفوعات من قبل الجهتين استمرت بتقديم ومد يد العون له ..فالمرجعية الرشيدة أعلنت وللمرة الاولى موقفها من السيد العبادي وأمرته بالضرب من حديد وهي والشعب خلفه وكذالك الشعب ايضا ومظاهراته العارمة ومنذ اكثر من شهرين تقريبا وفي كل جمعة تصدح بالتخويل وتذكره بأنه لازال بيده كل القوة النابعة من رغبة الجماهير والقضاء على كل ما يعكر ويسرق صفو هذا البلد الذي عانى الكثير ,, لكن من الواضح أن السيد
العبادي يعيش في واد وما يجري في واد أخر وهو لا يستطيع ان يتخذ بعض القرارات الصائبة والقوية بحق العابثين رغم كل ماقدم له من تسهيلات جماهيرية وبوضوح جدا وكما يبدوا ان القائد العام للقوات المسلحة يحتاج الى الشجاعة ليترجم ما يريده منه الشعب ..
ربما هي الشجاعة التي تستطيع ان تتفوق على الضغوط ولا يستطيع السيد العبادي ان يتعايش معها او ربما هي هزالة التوقعات المستقبلية التي يخشى السيد العبادي الوقوف بوجهها ناسيا انه يتبوأ منصب رئيسا لوزراء العراق وبيده صلاحيات كبيرة لا يستطيع الدنو منها لعدم استطاعته التقدم خطوات أكثر مما هو عليه الان ..
اعتقد أن السيد العبادي بدأ يفقد بعض من ثقة المرجعية والمواطن اللذين عولوا عليه كثيرا في بادئ الامر وهم ينتظرون اصلاحات منه ولو بسيطة وليس بمستوى المطلوب فبدأت تنساب من بين يديه تلك الفرصة الذهبية فتصبح من الماضي ومن المؤكد أن ضياع هذه الفرصة من يده ليس فقط خسارة للعراق بعدم معالجة مشكلاته بل أن السيد العبادي سيخسر هو الاخر وبالتالي سينقلب عليه من وقفوا معه ويصبح الرئيس الفاشل رقم واحد ليغادر مكانه ويأتي شخص آخر بقدر هذه المسئولية من التخويل والوقوف بوجه هذه التحديات .
اليوم تلوح للسيد العبادي فرصة أخرى وهي ذهبية ايضا كسابقاتها وهي تتحدث عن نفسها وتعلن عن وجودها لكن فقط تحتاج لبعض العمل الغير المضني لاستغلالها وبالتالي ربما تكون هذه الفرصة المشجعة للسيد العبادي ليعيد ويوقظ مافاته من تخويل المرجعية والشعب الذي بدأ اشعاعها يخفت خلف جدران المنطقة الخضراء الذي يقبع السياسيين العراقيين المتنفذين والصادين لأي أصلاح للعبادي ..
الفرصة الحالية هي التدخل الروسي في سوريا والإشارات التي بعثتها موسكو للسيد العبادي بأنها على استعداد للاستجابة لطلبه اذا اراد من روسيا التدخل لضرب معاقل داعش بالطائرات الروسية فوق اجواء العراق وخاصة مدينة الموصل الحاضنة والمعقل اليوم لداعش في العراق وربما في العراق وسوريا بعد ان يهرب هؤلاء من سوريا بسبب القصف الروسي المكثف واتخاذ الموصل عاصمة الخلافة بعد فقدانهم لأدلب وحلب وحمص ,,معروف أن امريكا لها برنامج أعلنت عنه منذ فترة ليست قصيرة على لسان نائب رئيس اوباما بايدن وإعلانه في أكثر من مناسبة أن العراق لايمكن ن يكون كما كان
ابدا وأن الاقاليم هو الحل الافضل والامثل وامريكا سائرة وبخطى ثابته نحو هذا الهدف سنوات مضت وامريكا تعمل على هذا المشروع وهلل وصفق ووافق الكثير من الساسة العراقيين اللذين يتمنون أن يروا العراق جاهزا للأقاليم ومنه الى التقسيم وفعلا شاهدنا أن امريكا بتحالفها الاخير الذي يضم أكثر من 60 دولة لم تقدم الكثير ضد داعش بل حاولت جاهدة في السر والعلن تقوية داعش من أجل احياء مشروعها وتنظر بعين الريبة من القوات الشعبية (الحشد الشعبي) الذي بدأ يقوض هذا لتوجه الامريكي لكن الذي يجري ان أمريكا لا تريد ان تظهر بقوتها المعهودة والذي يعرفها
العراقيون منذ العام 91 وكيفية تدخلها وضربها بطيرانها للعراق وبأعداد مكثفة وأهداف دقيقة حتى حققت ماتريد في عهد النظام السابق ,,الى ان ظهرت على ساحة اللعب روسيا وبقوة فغيرت الكثير من المعادلات الامريكية وبدا أن امريكا هي الاخرى تخشى ان يطلب العراق من روسيا ان تتدخل خاصة بعد أن انشأ التحالف الاستخباري الرباعي العراقي الايراني الروسي السوري ..
من هنا يبدأ السياسي المحنك المقتدر العارف بكل بواطن اللعبة استغلال المواقف والتأثيرات وبعثرة الاوراق المشبوهة ثانية والطلب بوضوح من أمريكا او تهديد أمريكا ان العراق سيطلب من روسيا التدخل بضرب الاهداف في العراق مثلها مثل سوريا اذا لم توضح امريكا موقفها الهزيل وتحدد موعد مناسب للقضاء على داعش او على الاقل ان تعمل بقوة كما هو الحال مع روسيا لضرب تلك المواقع للدولة الاسلامية والا فأن البديل موجود للتعامل معه من أجل اخراج داعش من العراق وابعاد الخطر الى خارج لحدود ,,اعتقد أن هذه الفرصة سانحة اليوم للسيد العبادي ويجب عدم اضاعتها
وان تحقق ما يتمناه يبدأ باستعادة بريق التخويل الجماهيري الذي اعطي له من قبل الشعب والمرجعية والعودة بالأمور الى نصابها السابق والظهور بمظهر الرجل القوي رجل المرحلة الذي يستطيع القضاء على كل الفساد وعلى السراق ويضرب من حديد كل من يحاول العبث بمقدرات العراق .

[email protected]