23 ديسمبر، 2024 9:59 ص

هناء أدور أم رحيم العكيلي

هناء أدور أم رحيم العكيلي

إن العراق اُريد له في العام ٢٠١٩م أن يعيش الانقلاب العسكري المباشر ، المشابه لانقلاب السيسي في مصر ، لولا انكشاف الشخصية العسكرية العراقية الرمزية المتعاونة مع السفارة الأمريكية ، بتعاون ومعلومات من الاستخبارات الايرانية ، فيما لم يستطع المصريون كشف دور ( مدير المخابرات الحربية السيسي ) رغم أنه كان قبل سقوط مبارك بليلة في الولايات المتحدة الأمريكية .

فتم زج العراق بتجربة دكتاتورية أبطأ وأقل عسكرية ، هي التجربة التونسية ، التي اعتمدت النظام الرئاسي ، وحلّت البرلمان ومجلس القضاء وهيئة الانتخابات والتعددية السياسية ، وصارت البلاد تدار من قبل شخص واحد ، مريض نفسياً بحسب ما تقول رئيسة ديوانه السابقة ، يخاف من الفرنسيين حد الارتجاف ، قد اوصل البلاد إقتصادياً إلى حد الإفلاس ، وتراكم الديون الأجنبية ، بعد أن وعد الشعب بالحريات والثروة ومحاسبة الفاسدين .

والنظامان المصري والتونسي متشابهان في أنهما اغرقا بلادهما بالديون الأوروبية ، ويسعيان في بيع اصول الدولة السيادية ، ويحظيان بدعم العسكر ، ويعاديان الدين ، ولديهما علاقات واسعة بالخليج .

فيما يحظى امراء الحرب الأكراد في شمال العراق بالدعم الذي تحظى به مليشيا ( خليفة حفتر ) في ليبيا ، من قبل الغرب والخليج ومصر ، رغم كونه من الرموز العسكرية البائسة لنظام القذافي الدكتاتوري ، ورغم فاعليته في وأد وتخريب التجربة الديمقراطية في بلاده ، ومحاولة تقسيمها ، وسيطرته على ثرواتها بصفة مليشياوية تخالف القانون الدولي والقانون الوطني . وهكذا بالضبط هي صفات ومواصفات المليشيات السياسية العائلية الكردية في شمال العراق .

 

إن ( هناء أدور ) – التي ألقت كلمة نيابة عن العراق في ( مجلس الأمن الدولي ) بحضور ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق ( بلاسخارت ) – مسيحية , عضو في الحزب الشيوعي العراقي ، وتلميذة الشيوعية ( نزيهة الدليمي ) التي كانت وزيرة بعد انقلاب ١٩٥٨م على الملكية ، والتي ألغت ( قانون الأحوال الشخصية الجعفري ) الذي كان معمولاً به في ( العهد الملكي ) وسنّت بدلاً عنه ( قانون الأحوال الشخصية العراقي ) الحالي .

وعاشت ادور معظم عمرها خارج العراق في ( المانيا ) ، وفي شمال العراق , علاقتها واسعة بالقوى الكردية البارزانية منذ التسعينات ، ومسؤولة في مؤسسة ( المدى ) الإعلامية المعادية لكل الثقافة الدينية .

وبذلت جهوداً كبيرة مع رفيقتها السابقة ( ميسون الدملوجي ) لنشر ثقافة الانفلات الأخلاقي بدعوى الحريات ومحاربة كل مظاهر الأخلاق العربية والاركان الثابتة لنظام الأسرة العراقية ، ‏وتأخذ راتب وزير من الحكومة العراقية بلا صفة رسمية سوى أنها ( ناشطة مدنية ) .

‏وادور قامت بكتابة ( قانون العنف الأسري ) السيء الصيت الذي لا يتناسب مع الثقافة الشرقية والإسلامية والعربية المحافظة للشعب العراقي ، بالتعاون مع رئيسة لجنة ( المرأة ) السابقة في البرلمان العراقي عن ( التيار الصدري ) الساذجة صاحبة تصريح ” أن القرآن لا يتناسب مع عصر الفيسبوك ” النائبة ( لمى الحلفي ) . والتقت أدور بالسيد ( مقتدى الصدر ) , مثل باقي الحزب الشيوعي العراقي الذي كان يبحث عن النفوذ السياسي تحت عباءة رجل دين محلي وحماية ودعم رأسمالي غربي , لأنه من اجلى صور النفاق في العراق .

‏وأدور غير معروفة في الشارع العراقي ، ولا في الوسط النسوي ، لكنها متنفذة جداً في كل مؤسسات الحكومات العراقية منذ ٢٠٠٣م ، لأنها تحظى بدعم غربي كبير ، ولم يجرؤ أي مسؤول في أي حزب علماني أو إسلامي عراقي على مواجهتها ، وكانت إرادتها الفردية اقوى من كل مظاهرات وتجمعات الشعب العراقي والقيادات الدينية المطالبة بسن قوانين تحترم عقيدة العراقيين ، حيث كان موقف ( هناء أدور ) هو الموقف النهائي .

وحزبها الشيوعي كان أكبر الخاسرين في المنظومة السياسية العراقية منذ ٢٠٠٣م ، وتم نبذه تماماً من قبل الشارع العراقي ، فيما كانت هي شريكة في العمل مع كل الوجوه السياسية الفاسدة في بغداد في الحكومات السابقة قبل ٢٠١٩م ، وصديقة للمنظومة القبلية العائلية الدكتاتورية في اربيل ، وليس لها موقف مشرف من حكومة الغلاء ورفع معدل الفقراء بقيادة مصطفى الكاظمي .

وهي بدل تنبيه دول العالم الى مسببات الموت الحضاري بسبب الجفاف الذي تفرضه السدود التركية على العراق , وعن منافذ دخول الإرهاب الى بلادنا من حدود تركيا والأردن والمناطق المحمية أمريكيا , او الحديث عن قيام حكومة مصطفى الكاظمي ببيع أصول الدولة العراقية الى دول الخليج , او سيطرة الأحزاب الكردية المسلحة على آبار النفط الاتحادية في كركوك , او تسبب هذه الأحزاب في هجرة الشعب الكردي بسبب الفقر والدكتاتورية , وغرق الكثير من هؤلاء المهاجرين في بحار العالم , راحت تتحدث عن مشكلة ( السلاح ) في العراق , كأننا نعيش ظواهر التجربة اللبنانية , من اعلام وساسة يتركون مشكلة لبنان الحقيقية في الانهيار الاقتصادي ويتحدثون عن ( سلاح ) حمى شرف لبنان وحرر ارضه , كما هو ( سلاح ) من تريد لهم ( ادور ) ان يختفوا من العراقيين الذين بدمائهم تحررت ارض العراق , لا بكلمات ( ادور ) .

ان اختيارها من قبل مجلس الأمن الدولي لإلقاء كلمة نيابة عن العراقيين بكل طوائفهم يكشف التدخل السياسي والاجتماعي السافر للأمم المتحدة في تحديد خيارات العراقيين رغماً عنهم . ‏وفي كلمتها دعت صراحة الدول الأجنبية للتدخل في العراق ، في حين كان بإمكانها الدعوة إلى انتخابات أخرى . ‏ونست هذه ( الناشطة المدنية المدافعة عن حقوق الإنسان ) أن تذكر في كلمتها عشرات المحتجين الذين سقطوا برصاص صديقها دكتاتور اربيل ( البارزاني ) الذي تريد من الأمم المتحدة دعمه في تشكيل حكومة لن تكون في احسن الأحوال سوى تحالف للدكتاتوريات العائلية في الشمال والغربية والجنوب .

 

اما ان يقول القاضي السابق رحيم العكيلي عن هناء ادور ” هي امي وام كل عراقي وطني شريف ، خير من يمثل العراق هي ، وما قالته في مجلس الامن يمثلني ويعكس الحقيقة المرة عن واقع بلد حطمه الفساد وانعدام الانصاف والعمالة،، #هناء_ادور_تمثلني ” , فهذا شأنه وحده , وهي ام لأمثاله , لا للعراقيين الوطنيين الشرفاء .