23 ديسمبر، 2024 2:03 ص

هم يزرعون الإرهاب ونحن نحصد ثماره الحلقة الأخيرة

هم يزرعون الإرهاب ونحن نحصد ثماره الحلقة الأخيرة

في العراق نخبة من الكتاب والقراء لا تفوتهم عبارة دون أن يتمحصوها بدقة، وهم المقصودون في المثل العراقي الشائع (مفتح باللِبن) كدلالة على الرشد وقوة الملاحظة والبصيرة الثاقبة وعدم انطلاء الحيل والخدع عليه. سألنا عدد من القراء والكتاب الأفاضل عما يقف وراء ندرة إطلاقنا وصف الإرهاب على تنظيم الدولة الإسلامية وعلى زعيمها أبو بكر البغدادي في مقالاتنا السابقة عن الإرهاب، وان كان ذلك يعكس نوعا من التعاطف مع التنظيم أم هناك أسبابا أخرى؟
بالطبع ليس هناك أي تعاطف مع تنظيم الدولة الإسلامية بأي شكل من الأشكال، وموقفنا واضح من كل التنظيمات المتطرفة بغض النظر عن هوياتها الدينية والطائفية والقومية. وإنما الأمر يتعلق بإزدواجية المعايير في التعامل مع الإرهاب فهناك أوجه تشابه كبيرة ما بين أفعال داعش من جهة وميليشيات الحشد الشعبي من جهة أخرى، والغرابة ان تنظيم دداعش يعتبر إرهابيا، والحشد الشعبي يعتبر مقدسا كما يزعم زعمائه وذيول إيران، وسنوضح الأمر بين طيات المبحث.
الحقيقة تكمن في إننا لا نأخذ بالتوصيفات الأمريكية للإرهاب ولا أيضا بالتوصيفات الأوربية والأممية والعربية ومنها حكومة الإحتلال في العراق، لأنها جميعا تدور في فلك التفسير الأمريكي ولا تحيد عنه قيد إنملة بسبب التبعية السياسية العمياء لهذه الأطراف وهي تبعية مخزية سيما بالنسبة للأمم المتحدة والدول الأوربية، أما الأنظمة العربية فقد غسلنا أيدينا منهم وتطهرنا بحمد الله من نجاستها. مع ملاحظة إن التصنيف الأمريكي بحد ذاته يتعامل مع الإرهابيين بمعايير مختلفة وتثير السخرية أحيانا، سنقدم مثالا بسيطا جدا، الأمريكان كما يدعون في تصريحات متكررة انهم لا يتفاوضون مع الإرهابيين وجاء هذا على لسان الرئيس السابق (جورج بوش) وكبار المسؤولين في البيت الأبيض، ولكنهم تفاوضوا على رهائنهم في إفغانستان مع من يسمونهم بالإرهابيين، وفي العراق تفاوضوا أيضا مع ميليشيا عصائب أهل الحق وأطلقوا سراح زعيمها الإرهابي (قيس الخزعلي) وأخيه (ليث الخزعلي). ومثال أقرب يثير التقزز وهو ما نقلته وكالة رويترز عن تصريح فريق مراقبي الأمم المتحدة للعقوبات المفروضة على إيران بأن” قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني تم تصويره وأخذ تسجيل فيديو له في مناسبات متعددة في العراق، ويتواجد في المنطقة الخضراء قرب السفارة الامريكية، بل ان القوات الامريكية أمنت له الغطاء الجوي في معارك الموصل، هذا يمثل خرقاً لحظر السفر مع تجميد أمواله المفروض منذ عام2007 من قبل مجلس الأمن”. ومن المعروف إنه في عام 2007 صنفت الإدارة الأمريكية وتلاها الإتحاد الأوربي في عام 2011 قوات فيلق القدس كقوة داعمة للإرهاب.

من هم جيران الجنرال سليماني في المنطقة الخضراء؟
إقرأ ما صرح به النائب السابق مثال الآلوسي، وكان عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي تعقيبا على تصريح الفريق الأممي، حيث ذكر” إن سليماني لا يحتاج إلى إذن من أحد لدخول العراق والخروج منه، بل أعلن سليماني عن مشاركته في المعارك الدائرة ضد تنظيم داعش، وسليماني يملك بيتًا في المنطقة الخضراء في بغداد، التي تضم مقرات الحكومة والسفارة الأميركية نفسها”. بمعنى إن السفير الأمريكي والسفراء الأوربيين وممثل الأمم المتحدة في العراق هم جيران سليماني في المنطقة الخضراء! ويطلق النائب رصاصة الرحمة في قلب الأمم المتحدة بقوله ” إن سليماني الذي يعرف أن عليه حظرًا للسفر لا يمكنه أن يجازف لولا أن هناك رضا أميركيً عن وجوده في العراق وتحركاته المكوكية، وبالتالي فإنه يشعر بالأمان نتيجة لوجود توافق أميركي – إيراني بشأن العديد من القضايا المهمة في المنطقة. إن سليماني كان يتحرك بإشارة من الرئيس السابق أوباما، في إطار صفقة بين واشنطن وطهران”. هذا الحديث من نائب في البرلمان العراقي، وليس من أعداء العملية السياسية وأزلام البعث والتكفيريين والظلاميين حسب تعبيرات أتباع آل البيت في وصف خصومهم.
لا أحد يجهل بأن الحزبين الكرديين حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الراحل جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني هما على اللائحة الأميركية الخاصة بالمنظمات الإرهابية منذ عام 2001، ولم يُشطب الحزبان من القائمة إلا في نهاية عام 2014 حيث أعلن نائب الموفد الرئاسي الخاص لأعضاء التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش السفير (برت ماكيرغ) ذلك. بمعنى إن الطالباني والبرزاني إرهابيان وفق اللائحة الأمريكية، لكن هل عاملتهما الولايات المتحدة حقا كإرهابيين أم كحليفيين مقربين لها؟ ولولا تعاونهما في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية ما شُطب الحزبان من اللائحة الإرهابية. وإلا ما الذي إختلف اليوم عن البارحة فيما يتعلق بطبيعة الحزبيين؟
عندما تصنف الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية وأتباعها الأوربيون والعرب كافة الميليشيات العراقية بصفة الإرهاب دون إستثناء، ولا تقتصر التسمية على تنظيم الدولة الإسلامية، فهذا أمر يمكن قبوله لأنه يتوافق مع الحقيقة والعدالة، وإلا كانت المعايير مختلة وغير مقبولة. عندما تقطع داعش رأس جندي عراقي أو أحد عناصر الميليشيات تعتبر عمليه إرهابية، ولكن عندما تقطع الميليشيات الشيعية رأس داعشي فهذا ليس إرهابا!عندما تقتل داعش الناس الابرياء فهذا عمل ارهابي بشع، وعندما تقتل الميليشيات الشيعية الابرياء فليس هذا بإرهاب! وعندما تحرق داعش المراقد الدينية وتدمر المتاحف وتسرق الآثار يعتبر عملها إرهابا، وعندما تحرق الميليشيات الشيعية مساجد أهل السنة وتسرق الآثار وتهربها فهذا لا يعتبر إرهابا! عندما يحرق داعش المزارع يعد هذا ارهاب، وعندما تحرق الميليشيات الشيعية بساتين أهل السنة، فهذا ليس إرهابا. عندما يهجر داعش أهل السنة من بيوتهم ويستولي عليها فهذا ارهاب، وعندما تقوم الميليشيات الشيعية بنفس العمل فهذا ليس بإرهاب. وعندما يهجر داعش المسيحيين والإيزيديين يعتبر هذا إرهابا، وعندما تهجر المليشيات الشيعية أهل السنة في جرف الصخر وديالى وصلاح الدين واطراف بغداد وغيرها لا يعتبر هذا إرهابا! عندما يأخذ داعش أتاوات من أهل المناطق الخاضعة لنفوذه فهذا ارهاب، وعندما يقوم الحشد الشعبي بأخذ الأتاوات فهذا ليس بإرهاب.
كيف يمكن قبول هذه الفكرة؟ أما جميع هذه الأعمال إرهابية أو جميعها غير إرهابية! وأما جميع الميليشيات المسلحة في العراق بلا إستثناء هي إرهابية أو جميعها غير إرهابية! لا توجد منطقة وسطى ما بين الإرهاب وغير الإرهاب! ألم يصرح الرئيس جورج بوش” أما مع الإرهاب أو ضده” وصارت قاعدة عمل؟
عندما يُصنف الجنرال سليماني ومقتدى الصدر وقيس الخزعلي وهادي العامري ونوري المالكي وإبراهيم الجعفري وباقري صولاغ وسعدون أبو ريشة وحاكم الزاملي وكاظم الصيادي وواثق البطاط وعباس المحمداوي وبقية الرهط من ذيول الخامنئي في العراق كإرهابيينّ، عندها سيكون زعماء داعش ارهابيين. أما أن تُفصل بدلة الإرهاب حسب المقياس الأمريكي، فهذا ما لا يقبله العقل والضمير والحق والعدل.
ومن الجدير بالإشارة ان المادة/4 ارهاب التي سنها القضاة الشيعة تشمل أهل السنة فقط، ولم يتهم أي شيعي بالإرهاب حتى وان قام بأي عمل ارهابي، بحيث صار العراقيين يتندرون على المادة بالقول (المادة/4 أهل السنة)، واي سني يتهم بالإرهاب بمجرد وشاية من المخبر السري، وان كان بريئا اوجريمته جنائية، وغالبا ما تنتزع منهم الإعترافات تحت التعذيب بإعتراف المنظمات المعنية بحقوق الإنسان. الغريب في الأمر ان القضاء العراقي لم يتهم اي من القوات الأمنية وعناصر الميليشيات الولائية بالإرهاب بالرغم من إغتيال واختطاف واغتصاب المئات من الناشطين والناشطات، بل تم قتل وجرح عشرات الآلاف من المتظاهرين السلميين من قبل هذه القوات الأمنية والحشد الشعبي دون القاء القبض على مجرم واحد فقط، علما ان بغداد مليئة بنقاط التفتيش، فما بين سيطرة وسيطرة توجد سيطرة، والشوارع مكتظة بالكاميرات ورجال الجيش والشرطة والأمن والحشد، مع هذا لم يتم إلقاء القبض على مجرم واحد!! الأغرب منه ان المجرمين يرتدون بدلات عسكرية، ويحملون باجات أمنية، ويقودون سيارات مصفحة رسمية، ويحملون كواتم صوت مرخص بها، ويعملون بحرية تامة!! فهل يعقل هذا في اي بلد مهما بلغت فيه الفوضى والعبث.

الإرهاب صنيعة الفساد
الفساد هو أحد مصادر الإرهاب، وربما المصدر الرئيس للإرهاب؟ هذا ما صرح به مستشار رئيس الجمهورية (شروان الوائلي) في 9/14/2014 بقوله ” الفساد اليوم هو المشكلة الأولى والأخيرة في العراق، فكل المشاكل السياسية والأمنية والخدمية، هي نتاج الفساد بكل أنواعه السياسي والإداري والمالي”. بمعنى أدق الإرهاب من مخرجات الفساد، وهذه حقيقة غير قابلة للنقاش. والفساد هنا لا يعني الجانب المالي فحسب بل كل الجوانب الأخرى المرتبطة به، كالقتل والخطف والتهجير والتزوير والنهب والعقود الوهمية والرشاوي والجنود الفضائيين وتعيين الأقارب والتهريب والإعتقال على الهوية خارج القضاء وحرق المزارع والبيوت والمحلات بعد سرقتها، والإغتصاب داخل السجون، وقصف المدنيين والخطابات التحريضية من قبل المرجعيات الدينية، وإطلاق الحرية للميليشيات الولائية للعبث بالأمن الوطني وفتح الحدود كبيوت العاهرات لكل من هب ودب بلا ضوابط، وتسخير الأموال العامة لخدمة الطائفة كما يحصل في مراسيم عاشوراء، وميزانية الوقف الشيعي وتجارة المخدرات والأعضاء البشرية وتجارة الرقيق، والإفتقار إلى السيادة الوطنية وغيرها. إذن إنتهاء الإرهاب مرهون بإنتهاء جميع هذه المظاهر الشاذة. فهل عملت إدارة الإحتلال وحكومة العراق الطائفية على إنهاء الفساد أم شجعته؟
نخلص الى أن من يرغب بتجفيف منابع الإرهاب فعلا، عليه أولا أن يوحد معايير الإرهاب ولا ينتقِ المعيار الذي يتوافق مع أهوائه وميوله المذهبية والقومية والعشائرية والمناطقية.
من يرغب حقا بتجفيف منابع الإرهاب عليه أن يجفف مصادره اولا، وأهمها الظلم والفساد الحكومي والإضطهاد والتهميش والإعتقال على الهوية، والأهم منها مزاد البنك المركزي ببيع العملة وغسيل الأموال، فالعراق عام 2020 أدخل في القائمة السوداء بسبب غسيل الأموال وتمويل الإرهاب! فكيف يحارب الإرهاب من جهة وهو يموله من جهة أخرى؟
من يرغب حقا بتجفيف منابع الإرهاب عليه ان يجفف النهر كله، وليس رافدا منه، كحزب الله والحوثيين وجيش المهدي وعصائب أهل الحق وفيلق بدر والحشد الطائفي وجيش المختار وغيرها من الميليشيات، فهي كلها روافد تصب في نهر الإرهاب وليس تنظيم داعش فقط!
من يرغب فعلا بتجفيف منابع الإرهاب عليه أن يشخص العلة ويعرف أسبابها، لا أن يهتم بأعراض المرض ونتائجه فحسب، إن بقيت الأسباب كما هي فإن رحم التطرف سيلد ألف داعش وداعش، وربما يترحم الناس على داعش كما ترحموا على تنظيم القاعدة مقارنه به.
من يرغب فعلا بتجفيف منابع الإرهاب عليه أن يُفصله عن الدين ويضعه جانبا، فلا علاقة للإرهاب بالدين والجنس والقومية والجغرافيا. الإسلام نفسه كان أول ضحية من ضحايا الإرهاب الدولي، بل إنه الدين الوحيد الذي لصق به الإرهاب غصبا رغم أنف المسلمين وزعمائهم الضعفاء. مع إن هناك إرهاب فضيع يمارس من قبل اليهود والنصارى والبوذيين والهندوس وغيرهم ضد المسلمين. يذكر المحلل الستراتيجي (اولريخ فون شفيرين) المتخصص في شؤون آسيا الوسطى بأن ” مسلمي الصين يبادون بهدوء مصحوبا بتعتيم اعلامي وبدم بارد، فقد وصل عدد القتلى منهم خلال عام 2013 الى حوالي(4328) شخصا بينما وصل عدد الذين تم تهجيرهم خلال العام المذكور الى حوالي الفي عائلة ووصل عدد الذين تم تهجيرهم منذ استيلاء الصين على مقاطعة كسيانغ عام 1949 الى حوالي ست مليون نسمة ، إن وضع المسلمين الاجتماعي والاقتصادي في تلك المناطق يرثى له”. بالطبع هذه الأرقام تصاعدت بشكل مخيف عام 2019 مما حدا بالأمم المتحدة والولايات المتحدة واوربا ان تحذر الصين من هذه الإبادة الجماعية. في الوقت الذي تقف ايران المسلمة بكل قوة مع الصين.
ثم أين محاربو الإرهاب مما يحدث للمسلمين في بورما؟ أليس هذا إرهاب بوذي ضد المسلمين؟ اليس الإفعال التي يقوم بها الصهاينة في الأراضي المحتلة هي إرهاب بل إبادة جماعية؟ لماذا لا يسمونه إرهاب يهودي وإرهاب بوذي ومسيحي إسوة بالإسلامي؟ لماذا هذه المعايير المزدوجة في التعامل مع المسلمين وتسميتهم بالإرهاب دون غيرهم؟
ليسمع الرئيس الامريكي وجواريه في أوربا وغلمانه العرب هذه الشهادة التي يذكرها مهدي حسن في كتاب (الإسلام للمبتدئين) حول مذكرة سرية تسربت عام 2008 أعدتها وحدة العلوم السلوكية لجهاز الاستخبارات البريطاني (أم أي5) جاء فيها” أن عددًا كبيرًا من المسلمين المتطرفين هم من الذين لا يمارسون شعائرهم الدينية أو لا يمارسوها بانتظام، ويعاني العديد منهم من الأمية الدينية، ويمكن اعتبارهم مبتدئين دينيًا”.
لاحظ إن الإرهابيين لا يمارسون شعائرهم الدينية! أو لا يمارسونها بإنتظام! بمعنى إن الدين ليس عاملا فاعلا ورئيسا يقف وراء تطرفهم.
من يرغب فعلا بتجفيف منابع الإرهاب، عليه أن يجففه وهو جدول صغير قبل أن يتعاظم ويصبح بحرا هائجا يهدد الجميعبالغرق. فأين كانت الولايات المتحدة والدول الأوربية قبل نيسان عام 2014 وظهور داعش؟ ألم يكن هناك إرهاب في المنطقة سيما في فلسطين العراق وسوريا واليمن وجنوب لبنان؟ لماذا ولدت صحوة الضمير بعد نيسان عام 2024 أو بالأحرى بعد أن وصلت قوات داعش إلى مشارف أربيل وهددت الحزبين الكرديين؟ هل أربيل وكوباني تستحق صحوة الضمير الأمريكي، لكن غزة والموصل والأنبار وحلب وصنعاء لا تستحق صحوته المتأخرة؟
من يرغب فعلا بتجفيف منابع الإرهاب عليه أن لا ينتهج الحل العسكري فقط، فقد أثبت فشله بجدارة، فهذه قرية كوباني أبرز دليل على الفشل العسكري، بالرغم من الضربات الدولية لقوات التحالف التي شملت كل شوارع وأزقة المدينة، ورغم إشتراك قوات متعددة من البيشمركة الكردية من العراق وسوريا وحزب العمال التركي، فما تزال داعش حية ولم تمت، ولم يفلح التحالف والقوات المساندة له من دحرها بعد. أما السبب فلأن الحل العسكري لا يكفِ! داعش عبارة عن فكر وثقافة وتنظيم وإقتصاد وهذه عوامل لا بد أن تؤخذ بنظر الإعتبار عند محاربته.
من يرغب فعلا بتجفيف منابع الإرهاب، عليه أن يتعامل معه بطريقة عصرية وعلمية، ولا يتعامل مع داعش كإنهم جنس من المتوحشين الذين تصورهم إفلام مليون سنة قبل الميلاد. الغرب نفسه يعترف بأن الآلاف من مواطنيه قد إنضموا ألى داعش، أي إن هناك عامل جذب في داعش يستقطبهم ويجعلهم يتمردوا على حضارة الغرب ويفضلوا الموت في البراري على الحياة العصرية الأوربية والمزايا والحريات التي يتمتعون بها، ولابد من كشف عووامل الجذب ومعالجتها.
ان سحر داعش وقوة جاذبيته لمختلف الفئات العمرية والجنسية سيما للأوربيين لم تبحثه مراكز البحوث والدراسات الأمريكية والأوربية.
وأخيرا لماذا فشلت الدول العظمى في إعادة صياغة وصقل عقلية مواطنيها الذين إنضموا إلى داعش؟ ومن المسؤول عن هذا الإنفصام في التعلمل مع الإرهاب؟