23 ديسمبر، 2024 5:07 م

هم ونحن

هم ونحن

لكل امرئ لحظات يخلو بها مع نفسه مستذكراَ تارةَ ومتأملاَ تارةَ اخرى, مفكراَ في همومه وهموم شعبه ووطنه وامته, جلست وتأملت وتألمت ومااكثر ماجلست وللنفس حاسبت ولحديث رسول الله (ص) تذكرت (من بات ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم)! فهل امتثل كل واحد فينا لهذا الحديث الشريف ذو الرأي السديد؟ وأنا اتأمل واتألم جال في خاطري كلمتان هما (هم ونحن).      فها هم الناخبون في مدينة سان فرانسيسكو الامريكية يرفضون أطلاق اسم بوش الابن على مركزٍ للصرف الصحي في مدينتهم بحجة ان اسمه يعد ملوثاَ للبيئة اكثر من الصرف الصحي !! أما نحن فنستقبل بوش بالقبلات والاحضان واختيار اروع المفردات , فهذا يرقص معهُ وهذا يهديه سيفاَ وهذا يهديه صقراَ وهذا يسمي شارعاَ بأسمه وهذا يسحق ابناء جلدته من أجله, وهل نسيتم ان اهل سان فرانسيسكو ادرى بشعابها فمالكم تنافقون ولاقدام البغاة تقبلون فهل انتم حاكمون ام محكومون وبالخنوع وبالخضوع راضون؟!    

 وها هو رامسفيلد تستقبله امرأة عند دخوله احدى القاعات في احد الفنادق الامريكية صارخةَ بوجهه أن (اخرج يامجرم الحرب, اخرج ياقاتل الشعب العراقي!) ثم تأتي الشرطة الامريكية لتخرجها من القاعة بكل ادبٍ وانسانية أما نحن فكنا نستقبل رامسفيلد على انه (محرر) وليس سارق ومجرم وغازي ومستعبد وأنهُ صاحب اقبح الانتهاكات الاخلاقية في سجن (ابو غريب).    وها هم الصحفيون الامريكيون يسألون المتحدثة بأسم الرئيس الروسي بوتين عن حقيقة فشل صفقة الاسلحة الروسية العراقية وهل حقاً انها اجهضت؟فتجيبهم كلا انها لم تجهض بل ازيدكم علماً ان قيمتها تتجاوز الاحد عشرَ مليار دولار, فيسألها احد الصحفيين (أذن لماذا قاتلنا في العراق)؟! أنه اعتراف من هذا الصحفي الامريكي ومن دولته من انهم قاتلوا لسرقة العراق والاستيلاء على ثرواتهِ ومحو حضارتهِ وتاريخهِ واجهاض ثوراتهِ العلمية والادبية, في حين ان بعضنا يقول ان امريكا جاءت محررةً!!!     وهاهو بوش الابن وفي احدى خطبهِ يقول ويعترف بخصوص النفط العراقي(مالذي سنقوله الى الاجيال القادمة اذا لم نوفر لهم النفط)؟! ليأتي بعضهم من العراق ويقول ان امريكا ليست بحاجة الى النفط العراقي.لماذا تخدع نفسك ياأخي فهل جاءت امريكا لسواد عيونك؟!      

وهاهم الامريكان يجبرون (قطرائيل) عفواً (قطر) على شراء الدبابات الامريكية الصنع لارسالها الى الحرب الطاحنة في سوريا عبر تركيا لذبح الشعب السوري البطل وزرع الفتن والشقاق ونحن نتهافت على زيارة امريكا وتركيا مثلنا مثل المثل العراقي القائل (البزون تدعي على اهلها بالعمى)!وهاهي (اسرائيل) تخشى العرب وتحسب لهم الف حساب بعد تموز 2006 وبعد تشرين الثاني 2012 بعد البطولة في غزة والبطولة اللبنانية أما وزير خارجية قطر السابق فيصف العرب (بالنعاج)! نعم يأخي في الانسانية انك تصف نفسك وتصف من هم على شاكلتك وكل اناءٍ بالذي فيه ينضح.فهل نسيت ان المستشرقين يقولون ان شمس العرب تسطع على الغرب؟وهل نسيت ان العرب هم من صنع البوصلة وهم من رسم الخرائط؟ التي استخدمها اسيادك للوصول اليك وجعل قطر اكبر قاعدة عسكرية في الشرق الاوسط ومادمتم الحاكمون فيوم (قطرائيل)قريب قريب قريب ان شاء الله حيث سيزلزل شعبها الارض عليك وعلى النعاج امثالك.   

 وهاهي ليز تشيني ابنة ديك تشيني وزير الدفاع الامريكي الاسبق تُستقبل في الكويت وتلقي المحاضرات وتفاخر بأنها سحاقية وضد الزواج!ثم تزور المؤسسات التعليمية والتربوية في دول الخليج العربي لترشدهم وتوجههم بحذف هذا المنهج او ذاك وبالابتعاد عن القرآن الكريم! (والعرب )صاغرون مذلولون فهل يٌسمح للعربي بالتدخل السافر في وضع مناهج الولايات المتحدة الامريكية او اي دولة اوروبية؟! انهم يعملون على توسعة بلادهم والتضحية من اجلها ويضحي بعضنا من اجل بيع بلاده ونيل رضا الساسة الامريكان!!   

 وها هن زوجات وبنات الملوك والامراء والرؤساء (العرب)يصرفن ملايين الدولارات في تبضعهن وتصرف احداهن ثمانية مليون دولار للحفاظ وتجميل مؤخرتها في حين اُقيلت عمدة ستوكهولم السابقة لانها استغلت مركبة الدولة لامر شخصي رغم أنها دفعت ثمن الوقود من مالها الخاص؟!     

وهاهي الشهادات تباع لدينا وتزور في العالمين العربي والاسلامي وفي وضح النهار ويحتل المزورون الوزارت المهمة والمواقع المهمة وتُرفض اطروحة الدكتوراه لوزير الدفاع الالماني السابق لانهُ لم يوثق سطوراً كان قد اقتبسها واعترف بأقتباسه لها فلم يشفع له اعترافه بالخطأ وعليه لم يمنح الشهادة أما نحن ……    ها هم وها نحنُ فخطاهم افضل من خطانا في خدمتهم وتضحيتهم من اجل اوطانهم اما نحن فسائرون الى…[email protected]