9 أبريل، 2024 6:50 ص
Search
Close this search box.

هم في النعيم يزايدون علينا ونحن في الجحيم نناقص

Facebook
Twitter
LinkedIn

تستفز المواطن العراقي الآن، طريقة كلام المسؤولين كلهم، عن معاناتهم في سبيل خدمة الشعب، بينما المفسدون يعيقونهم عن تقديم تلك الخدمة النزيهة، في حين يرى الجميع بأعينهم، المسؤولين ينعمون برفاه قاروني.. كسروي.. فرعوني.. مبطر، فاق صدام وعدي ولويس السادس عشر، طغيانا على أناس يتضورون جوعا ومهانة وإنعدام الخدمات، و… هيلة على مواطن يراجع دائرة.. أية دائرة، ولسوف يرى الويل.. عشرات يتدافعون وراء نافذة لا تروج معاملات.. زحام مفتعل من مدير عام الدائرة؛ بقصد إبتزاز المواطنين.
الفساد يشمل وزارات الدولة كلها، والمسؤولون كلهم يدعون انهم يخدمون لكن المفسدين يعيقون نزاهتهم.. طيب ما هو التعليق!؟ مع من يتحدثون؟ هل يتصورون الشعب مغفلا؟ بنفس الدرجة التي ينشر معها عدي صدام حسين، ان بطاقته التموينية ضاعت، خلال الحصار، طالبا ممن يجدها تسليمها الى جهة الإصدار “وله الأجر والثواب” لأنه لا يملك مالا يكافئ به من يجدها.. إعلان مشفوع بلقاء معه، على صفحات جريدته الشخصية “بابل” قال فيه: “لا يملك والدي من حطام الدنيا، سوى قطيع غنم ورثه عن ابيه، باعه وزوج بثمنه أخي قصي”.
هل الزمن يعيد نفسه، ونحن نرى سفرات النواب ولهوهم بالقوارب على شواطئ بحار العالم وجزر تاهيتي وقصور فارهة في نخلة الامارات وتكساس ولندن وسيارات فخمة و… يدعون العناء والنزاهة، بينما المفسدون يمنعونهم.. “كلكم حواريون، فمن يهوذا؟”.
 
سمك القرش
تشظى صدام حسين في مئات الطواغيت، بعد 2003، بسبب سوء إدارة أمريكا للبلد.. تخبطات إنتهزها شذاذ الآفاق، الذين تهافتوا من كل حدب وصوب، مثل سمك القرش نحو الدماء.
التطبيق المجتزأ وغير الجدي للديمقراطية، والسماح لمن هب ودب بالنفاذ الى العملية السياسية، وعدم محاسبة من تثبت جاسوسيته للبعث والقاعدة و”داعش” كلها عوامل أسهمت بإنهيار العراق في أحضان المفسدين!
الأمور تسير في البلد بعجالة هوجاء، فالحرامية لا يتورعون عن التعاقد مع شركات وهمية، بشكل علني لتقاضي تخصيصات مشاريع، غير قابل للتنفيذ، وعلى هذه الحال، منذ 2003 للآن، من دون ان يعنوا بالإستتار، كما يقول الحديث النبوي الشريف: “إذا إبتليتم فإستتروا” او مثلما ينصح صدام المحيطين به: “اليشرب لبن يمسح شواربه”.
العجالة في تطبيق الديمقراطية، قبل إستقرار البلد، سمح لـ “القفاصة” بالتسلل الى دفة الحكم، وترك لهم الحبل على الغارب، يفسدون ويسرقون ويقتلون، مجاهرين بجرائمهم، من دون حساب، حتى تردى حاضر العراق وأنقطع شعبه عن المستقبل.
 
فتور يائس
لذا ما زلنا بإنتظار إصلاحات ميؤوس منها، أعلنها رئيس الوزراء د. حيدر العبادي، ذرا للرماد في العيون، ولا يبدو عليه أي عزم لتنفيذها؛ إنما إبتسر الأمر بإجراءات مبهمة، حتى بات بحكم اليقين، أن لبن الإصلاحات “حمّض” ولن يتمخض عنه زبد، مهما خضت تظاهرات ساحة التحرير الشكوة (السقة).
المشكلة نفذ اليأس الى عمق مشاعر المتظاهرين؛ فراح يتناقص عددهم من جمعة الى أخرى، بوضوح بان في وهن الشعارات التي كرروها مؤخرا، ببرود تجلى من فتوره اليأس!
تطوحت جموع المتظاهرين، في نزالها ضد الفساد، على حلبة ساحة التحرير، الى أن سقطت بلكمة قاضية، من الحكومة، في جولة عيد الأضحى.
أفلحت الحكومة في إحتواء التظاهرات، بدهاء، تدخل ضمنه إصلاحات العبادي، غير المحددة بسقف زمني، ولا آلية تنفيذ، الى أن أجهضتها بهدوء، وأد نبض حياة الشعب العراقي المطالب بحق، كفلته حكمة الامام علي.. عليه السلام: “ما أجمل كلام السوء من فم مطالب بحق”.

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب