لايقتصر ملف اعادة اعمار المحافظات على المدن التي احتلها تنظيم داعش وتعرضت الى التدمير والتخريب فمدن العراق الاخرى في الوسط والجنوب تئن تحت وطأة الاهمال والنسيان وهناك الملايين من سكان هذه المناطق ما يزالون محرومين من الحد الادني من الخدمات الصحية ويعيشون في احياء فقيرة لم تنفذ فيها مشاريع البنى التحتية وتفتقر الى الكثير من الاحتياجات الانسانية وكان من المؤمل ان يتم الشروع في اعادة بناء مدن الوسط والجنوب مع تخلص العراق من تبعات واثار العمليات العسكرية التي رافقت دخول قوات التحالف الدولي الذي اسقط النظام السابق الا ان انشغال الطبقة السياسية في العراق بالصراعات الداخلية وظهور الارهاب وتمدده في ارجاء البلاد ارجأ من جديد كل الخطط والمشاريع التي اعدت واعلن عنها في وسائل الاعلام وفي المحافل والمنابر الدولية ولم يعد المواطن العراقي يصدق الوعود والتصريحات التي تطلق مع كل مؤتمر او لقاء او اجتماع يهدف الى اعادة اعمار المدن العراقية وبقي ملف الاعمار في العراق والاهتمام بالخدمات محط تجاذب بين الاحزاب والكيانات السياسية وجرى توظيفه والمزايدة عليه في الحملات الانتخابية ولم يتحقق من كل الخطط والمشاريع التي وعدت بها الحكومة الناس الا جزءا يسيرا لايغير من واقع الحال كثيرا ووسط هذا التدهور الكبير في الاوضاع الاقتصادية والمالية يعود هذا الملف الى الحضور مجددا مع اقتراب الانتهاء من العمليات العسكرية في اخر المحافظات.
وقرب تحريرالموصل ليشكل ابرز التحديات الكبيرة امام الحكومة العراقية التي ستجد نفسها امام ملف معقد اسهم الارهاب والفساد في تراجعه كثيرا وبات يتطلب وقتا طويلا ومساعدة كبيرة من المجتمع الدولي لاعادة اعمار اربع محافظات طالها التدمير فيما تنتظر محافظات اخرى في الوسط والجنوب والعاصمة بغداد الالتفات اليها مجددا واكمال مشاريعها المتلكئة التي توقفت لاكثر من ثلاث سنوات وتشكل هذه التحديات هموم كبيرة للقيادات والادارات المحلية.
وفي نفس الوقت هموما عند المواطن العراقي الذي يعد الايام من اجل ان يرى تغييرا حقيقيا ينهي الواقع المزري الذي يطالعه كل يوم في الشوارع والمدن التي انهكها ا لاهمال وتقادم الزمان على مباني ومؤسسات كالمدارس والمستشفيات والجامعات ودوائر خدمية اخرى وشوارع وجسور مضى على انشائها عشرات السنين وتاخرت الدولة في اعادة اعمارها او الشروع بانشاء مشاريع اخرى جديدة تواكب الزيادة الكبيرة في اعداد السكان في العراق عامة ..ملف كبير يحتاج الى جهد كبير وانطلاقة جديدة طال انتظارها تعلن نهاية الحرب وبداية الاعمار..!!
نقلا عن الصباح الجديد