(يجب الإلتزام بحقوق المؤمنين في التزاور، والتعاضد، والتراحم، وقضاء الحاجات، وإغاثة الفقراء، والملهوفين منهم، وإرشادهم، وهدايتهم، وصيانة حرماتهم، وأعراضهم من الهتك والغيبة وغير ذلك، وكتمان الإسرار، والمحافظة على الأمانات والعهود)، كما أنه قال:(عندنا أولوية الإهتمام الجاد بالشرائح الفقيرة، وعوائل الشهداء، والمضحين، والمهجرين، والمهاجرين، وضحايا المقابر الجماعية، وضحايا الإرهاب، والسجناء السياسيين)،كما دعا قدس سره (لإقامة عراق واحد، وشعب واحد، وأرض واحدة، لا نسمح أو نقبل بتجزئة العراق ليصبح دويلات)، هيهات أن يكون لأعدائنا، ذلك فنحن حسينيون.
ذكر شهيد المحراب(قدس)مسألة خطيرة، وحدثت بعد مرور ثلاثة عشرة سنة على إستشهاده، حين قال:(إن أزلام النظام السابق، والمجموعات التي تمثل بقاياه، يستهدفون المؤسسات المدنية التي تربك الحياة العامة للناس، ويقومون بأعمال عنف ليبقى الوضع غير آمن وبلا إستقرار، وهدفهم إفشال التجربة السياسية الجديدة، وليقول الناس:الأوضاع في عهد صدام، كانت أفضل من هذه الأوضاع)، وهو فعلاً ما قام به زبانيته، فإنتشر الفساد والخراب في مفاصل الدولة، فتردت الخدمات، وتاهت الحقوق، وباتت المكاسب والمناصب همهم الأول والأخير.
لا شرف أعظم من خدمة الناس، وتضميد جراحاتهم، من خلال تبني رؤية واقعية، ومنهج منتج يقدم مشروعاً إصلاحياً متكاملاً، يأخذ على عاتقه تقديم الخدمات للوطن والمواطن، وبالتالي يشعرنا بالحرية والكرامة، فالحكيم القادم من الجنوب، في صورة زمن حسني وحسيني تليد، يعمل صادقاً إنما يكون عمله بعين الله، لذا فالإخلاص ينتج الخلاص بوجهتين، الأولى: القضاء على الطغيان والظلم، والثانية: التوجه والزحف صوب مملكة الشهادة، التي لاينالها إلا ذو عظيم، عليه رحل حكيمنا وترك لنا وصاياه الخالدة.
الإرهاب بعثر خيمتنا وحاول تمزيقها، وجعل كل واحد منا يخبز عجينه بشكل مختلف عن الآخر، وعصفور النار يتجول أنحاءنا، على أن السيد محمد باقر الحكيم وعزيز العراق(قدس سرهما)، كانا يؤكدان دوماً، أن العراقيين يمتلكون كل مقومات النجاح، وإن كانت مبعثرة، فالثالوث المرعب(المحاصصة والطائفية والفساد)إبتلع خيراتنا، لكن شجرة الدماء صنعت الإنتصار من رحم المعاناة، وظل أبناؤه وأنصاره يبذلون الجهود، من أجل لملمة خيمة الوطن، ليكون تيار شهيد المحراب مصداقاً للتغيير، وسراياه الجهادية بوابة من بوابات التحرير.
المواطن البسيط يحتاج لمَنْ يحمل همومه، ويشاركه في الملمات، لذا يجب أن يكون الوطن همنا الأول، ونلتقي في المنتصف، ونلبس الحكمة، ونمضي قدماً نحو التعايش، والتسامح، والحوار، ونمتزج سوية بعناويننا الكبيرة، التي يتسع لها عراقنا العظيم، وعندما يكون الوطن آمناً مستقراً، سينام أبناؤه بإطمئنان وسكون، وسينعم بخيراته حيث النوايا الصادقة، وهذا ما حمل شهيد المحراب، على الحضور سريعاً للعراق بعد عام 2003، فهو جسر التواصل والإلتقاء في المنتصف، وبوصلة الإستقرار، فأودع الهوية والقضية بين خافقيه.