10 أبريل، 2024 2:55 م
Search
Close this search box.

همسات قبل الشروق

Facebook
Twitter
LinkedIn

انا الان اعيش فجر يوم الخميس وقد نويت صيامه تطوعاً من كل اسبوع كالمعتاد اسوة بيوم الاثنين.. وشكرا لله سبحانه وتعالى عما اعطانا من نعمه ومازلنا نعيش بفضله…
وتشير الساعة الخامسة صباحاً هنا في مدينة الموصل قبلة العلم والعلماء ومدينة الاتقياء والاولياء. وانا بانتظار صلاة الفجر التي سوف تؤذن لها المنابر بعد دقائق…
الاجواء ممطرة ورائحة المطر في مدينتي مختلف جدا فهو ازكى من رائحة العنبر لمن يميز بين الروائح الطيبة.. والشارع خالي من المارة والهدوء يسود على منطقتي السكنية الواقعة في الجهة الغربية للمدينة…
ومع اجواء المطر والغيوم الملبدة في السماء وسماع اصوات المنابر في المساجد وهي تسبح لله قبل آذان الفجر وشعور الانسان بوجوده في هذه الحياة وكرم الخالق عليه بالصحة والنعم الكثيرة… كل هذا ينبئك بيوم جميل مهما كانت فيه من معرجات الحياة فلابد لنا ان نعيش حياتنا بكل تفاصيلها بلا كلل او ملل بأنين او سعادة نعشقها بآلامها واتراحها مثلما نحبها بأفراحها….فالسعادة لا تأتي الا بعد المعاناة والفرج لا يأتي الا بعد العسر…
كلمات نكتبها ستقرأها الناس اليوم او غداً او ربما بعد حين نذكر فيها جزء من ليالي عشناها اليوم والامس ولانعرف اين يكون مصيرنا في الغد.. ليس من باب الشؤم وانما من باب الايمان بالأقدار الربانية…
الغيث مازال ينزل من السماء يبشرنا باللباس الاخضر الجديد للأرض ورذاذ المطر هو علاج ورحمة للمخلوقات جميعاً….. مازالت الشوارع خالية من المارة ولكنها بعد ساعات من الآن وخاصة يوم الخميس المميز لدى العراقيين تجدها مزدحمة جدا والاسواق تعج بالناس وحركة السيارات ولكثرة اعدادها تسبب في ازدحامات واختناقات مرورية كما يسمونها في المصطلحات الرسمية…
عندما تتذكر الامس واين كنت في مثل هذه الأوقات ذاهبا الى العمل او ملتحقاً الى وحدتك العسكرية بنهاية الاجازة الدورية او العكس قادماً الى عائلتك ومن شدة الفرحة في عينيك ترى ان كل البشرية الذين تشاهدهم فرحين مثلك.. نعم انها اقدار الحياة ولكل زمان دولةً وفرسان…
لقد تغير الكثير والكثير في حياتنا ايها الصباح ولقد غيرنا الليل الذي جعله الله لباساً اي سترا للانسان الى سهر وجلوس والتحدث مع الانترنيت فيما ابقينا النهار لقضاء ساعات طويلة من النوم…
متغيرات كثيرة نعيشها مع صخب هذه الحياة نعيشها متقلبين بين سنينها وفصولها… تقهرنا وتفرحنا وتضحكنا وتبكينا.. ونبقى متعلقين بآمالها مهما كانت قساوتها….
ما اجملك ياصباح نينوى.ام الربيعين.. صباح مدينتي الموصل الحدباء.. صباح الاهل..
ما اجملك وانت تنتظرين اهلك وابناءك ان يعودوا من غربتهم الى احضانك وينجمع الشمل من جديد وتعود اعيادنا بعد رمضان مع سفرة الكليجة الموصلية وشواءها عند صاحب فرن الصمون.. ما اجملك واهلك يعيدون لك اعمار الشوارع والطرقات والبنايات التي هدمها الحرب..
والله اكبر يصدح صوت الآذان والى صلاة الفجر يرحمني ويرحمكم الله… ومدينتي نحو الاجمل والافضل ان شاء الله وان بعد العسر يسرا……

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب