19 أبريل، 2024 3:36 ص
Search
Close this search box.

همسات إلكترونية

Facebook
Twitter
LinkedIn

ما يميز تطبيق ‘همسة’، ويجعله يختلف عن غيره من تطبيقات الشبكات الاجتماعية على الإنترنت؛ هو أنه يمنح المستخدم سرية تامة للاحتفاظ بخصوصياته.

بركان من الأسرار كان ينزل بحممه على الصفحة الرئيسة لتطبيق “همسة”، وهو موقع إلكتروني يحظى بجماهيرية واسعة خاصة بين صفوف السيدات للتخلص من أسرار تطبق على ضمائرهن، أو للتطهر من مشاعر ذنب بسبب أفعال ارتكبنها أو مازلن يرتكبنها في سرية مطلقة بعيداً عن عيون الآخرين، خاصة عيون الزوج!

إحدى السيدات اعترفت بإجهاض جنينها وهي في سن السابعة عشرة ولم تخبر زوجها حتى اللحظة بأنه كان سيحمل لقب أب في يوم ما، وهمست في موقع “همسة”: “لم أخبر زوجي بذلك فأنا لا أستطيع كسر قلبه، يكفيني قلبي الذي كسر”!

بينما اعترفت إحدى الزوجات بأنها تمتلك بطاقة ائتمان سرية تخفيها عن زوجها، وتخصصها لجولات تسوقها الكثيرة حيث تعاني من إدمان التسوق، وأخرى أخبرت زوار الموقع بامتلاكها صفحة سرّية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، للتلصص على حبيبها وتقصّي أخبار مغامراته.

كما اعترفت إحدى الزوجات بأنها أنفقت 2000 دولار في الأسبوع الماضي لتتسوق مستلزمات طفل حديث الولادة، على الرغم من أنها لا تتوقع الإنجاب في هذه الفترة أو أن محاولاتها للحمل كانت فاشلة! وكانت أكثر الاعترافات توارداً على تطبيق “همسة”، هي الاعترافات الخاصة بحالات الحب خارج إطار الزواج ومعاناة سيدات في زواج غير متكافئ. كتبت إحدى السيدات “مازالت مشاعري مع حبيبي الأول الذي تعرفت عليه في الجامعة. زوجي لا يعلم بذلك”، بينما اعترفت أخرى بأنها أطلقت اسم حبيبها الذي مات في حادث على ابنها البكر! وكتبت أخرى “أنا غير سعيدة في حياتي، ولا أستطيع أن أخبر زوجي بذلك لا أحب أن أجرح مشاعره”. ثم دونت إحداهن بانزعاج “زوجي لا يعلم بأني أمتنع عن تناول طعام الإفطار، حتى أوفر وجبة الغداء له ولطفلي الصغير، نعاني ضنك العيش في بعض الأحيان وأنا الشخص الذي يضحي دائماً”، فيما أكدت بعض الزوجات على أنهن يعانين من مشاكل صحية كبيرة ويخفين هذا عن أفراد الأسرة والزوج، كي لا يتسببن في إزعاجهم.

أما الأمور التافهة التي تخفيها بعض الزوجات عن شركائهن في العيش، فتتوزع بين الاحتفاظ ببعض علب السجائر والكحول والوجبات الخفيفة في أدراج المطبخ، بعيداً عن أعين الزوج الفضولية!

وما يميز تطبيق “همسة”، ويجعله يختلف عن غيره من تطبيقات الشبكات الاجتماعية على الإنترنت؛ هو أنه يمنح المستخدم سرية تامة للاحتفاظ بخصوصياته، فهو غير مضطر لكشف هويته، كما أنه موقع يسمح للمشاركين بإضافة اعترافاتهم الشخصية مع تحميل صور أو أفكار من دون أن يطلب منهم معلومات شخصية حتى إذا كانت في صيغة بريد إلكتروني، كما لا يسمح للمستخدمين بالدخول على مستخدمين آخرين في التطبيق أو إمكانية التعرف إلى هوياتهم، والطريقة الوحيدة للتواصل مع المستخدم المجهول هو بالاستجابة لـ”همساته” أو أسراره والتعليق عليها سلباً أو إيجاباً.

كتب القائمون على الموقع الأميركي “Whisper“: أنشئ موقعنا منذ سنوات لمساعدة الناس على إيصال همساتهم إلى العالم أو بمعنى “صرخاتهم” التي يطلبون عبرها النجدة، وهو المكان الأمثل للتعبير عن أنفسهم على الإنترنت، ويتيح لهم التواصل مع الآخرين، واكتشاف أسرار العالم من حولهم من دون الحاجة إلى كشف الهوية. إنه ببساطة، صديق متوفر في أيّ لحظة، صديق يمكنك أن تستأمنه على أسرارك، صديق لا يرى ولا يسمع، والأهم من ذلك، لا يتكلم.
نقلا عن العرب

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب