عمليات التغيير الديموغرافية واسعة النطاق التي تقوم بها الميليشيات الشيعية المندسة بين قوات الحشد الشعبي ضد المناطق ذات الغالبية السنية، حيث تطال هذه المناطق حملات هدم البيوت و جرف البساتين وإستقدام عوائل شيعية لإسکانهم محل العوائل الشيعية کما حدث في مدينتي السعدية و جلولاء بعد طرد عناصر داعش منهما بحسب ماأکدته مصادر عدة، هي عمليات باتت تثير الکثير من القلق و التوجس لدى ليس أبناء الطائفة السنية وانما لدى مختلف الاطياف و الشرائح المکونة للشعب العراقي لأنها تفتح أبوابا لحالة من الفوضى و الفتن و المواجهات و الاحقاد لايمکن لأحد أن يتوقع نهايتها.
العشائر السنية التي هبت لمقاتلة تنظيم القاعدة لأعوام خلت ضمن ماسمي حينه بالصحوات و طرده من العراق، لاتجد دافعا و محفزا قويا يدفعها لمقاتلة تنظيم داعش الارهابي و طرده من البلاد وهي ترى مايجري حاليا من جرائم و تجاوزات و إنتهاکات واسعة النطاق بحق الطيف السني في العراق، خصوصا في المناطق التي يتم إخراجها من تحت سيطرة تنظيم داعش، والانکى من ذلك أن هذه العشائر خصوصا و ابناء الطائفة السنية عموما عندما يعلمون بأن الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الايراني قد فتح غرفة عمليات جديدة له في ديالى تفرعت عنها غرف عسکرية في مختلف مناطق ديالى مهمتها(إعادة ترتيب البناء الديموغرافي لتلك المناطق)، فإنهم يعلمون بأن داعش کعدو أمامهم و الميليشيات الشيعية کبحر ورائهم و ليس أمامهم من خيار سوى الموت و الابادة، ولذلك فإنهم لايجدون أي جدوى او فائدة في الاشتراك في حرب لاناقة لهم فيها ولاجمل وانما الاذى و الموت الزؤام!
التصريحات الاخيرة لمفتي العراق الشيخ رافع الرفاعي و التي سلط فيها الاضواء على دور النظام الايراني في العراق و إعتبره المجرم الحقيقي، لأنه المسؤول المباشر عن کل مايحدث من عملية إصطفاف سياسي و مذهبي في العراق وان المساعي الحثيثة التي يبذلها النظام الايراني من أجل إحتواء العراق و فرض الهيمنة المطلقة عليه و عدم السماح لإي صوت معارض و مخالف له، هو مانجده مجسدا في هذا العدد الهائل من المجندين في الميليشيات الشيعية الموجهة من قبل قاسم سليماني شخصيا و الذي يبدو أن منظمة الامم المتحدة قد صحت من غفلتها کالزوج المخدوع لتعلن بأن لديها أدلة على تواجد سليماني في العراق وإنه”أي سليماني”، مفروض عليه حظر دولي من السفر!
لايمکن إعتبار کل سني داعشي مثلما لايمکن أيضا إعتبار کل شيعي ميليشياوي، لکن وکما يبدو واضحا أن هناك مسعى مشبوه و محموم بهذا الاتجاه يبذل حاليا في العراق حيث يراد من وراءه إعادة سيناريو فترة القتل على الهوية و
لکن بصورة أبشع و أکثر فظاعة، واننا نرى ماقد ذکرته الزعيمة الايرانية المعارضة مريم رجوي في خطابها الاخير أفضل رؤية و تقييم و تحديد لهذا المسعى عندما أکدت في مؤتمر(المسلمون متحدون ضد إستغلال الاسلام من قبل المتطرفين):” ليس الاصطفاف في هذه المنطقة بأسرها بين الشيعة والسنة ولا حتى بين المسلمين والغير مسلمين ولا بين الشعوب في الشرق الأوسط والدول الغربية. لا، وإنما الصراع الرئيسي هو بين نظام ولاية الفقيه وحلفائه نظير دكتاتور سوريا والميليشيات التابعة لهذ النظام في كل من لبنان والعراق وسوريا واليمن والتيارات المتطرفة والمتشددة من جهة وشعوب المنطقة أجمعين من جهة أخرى.”.