23 ديسمبر، 2024 7:57 ص

هل يُزاح العبادي .!

هل يُزاح العبادي .!

كانَ من المفترض أن يضحى العنوانُ ويُستبدل بعنوانٍ آخرٍ عنوانه ” العبادي في الميزان ” , لكنّ افرازات وتداعيات انقلاب مقتدى الصدر على تحالفه الأصلي والمفاجئ , قد اضطرنا لتغيير العنوان , بالرغمِ من العلاقةِ الجدليةِ بين العنوانين > ..

ومرّةً أخرى أجدني اُسجّل واُؤشّر بأنّي لستُ من انصار العبادي ” ولا من محبّيه او مريديه ” ولا حتى أيّاً من كان وسيكون من ساسة المنطقة الخضراء ” التي تصفّرُ ساعةً بعد أخرى ” , واحتفظُ بأستقلاليّتي في السياسة والصحافة ..

لابدّ للنظر الى ولاية السيد حيدر العبادي منْ زواياً متباينة , وهي ليست كافّة الزوايا ” ولربما هنالك زواياً غير مرئيةٍ لغاية الآن .! ” , وعلى الرغم من الأنتصار الساحق على الدواعش وتحرير العراق منهم , والذي هو محسوبٌ ومسجّلٌ لصالح العبادي كقائدٍ عام للقوات المسلحة ” مع أخذٍ بنظر الإعتبار لما قدمته الولايات المتحدة من دعمٍ استخباريٍ هائل في مجالات التصوير الجوي والإسناد والمعلومات الستراتيجية الحربية الأخرى ” , ومع أخذٍ لإعتبارات اخرى لأدوارٍ مزدوجةٍ قد تلعبها الأدارة والقيادة العسكرية الأمريكية , وايضاً دونما تقليلٍ من الكفاءة القتالية لقوات الجيش العراقي والشرطة الأتحادية في عمليات التحرير , فهنالك شبه اجماع لدى الرأي العام بفقدان العبادي لقوة العزم في مكافحة الفساد التي طالما تحدث عنها , وهو محاط بحيتان الفساد التي لم يزّج أيٍّ منها خلف القضبان , بالأضافة لأفتقاده للقدرة على التخلص من ضغوطات وتأثيرات حزب الدعوة المتمثلة بنوري المالكي بشكلٍ خاص وكذلك من قياداتِ احزابٍ وتنظيمات اخرى ولاسيما ذات الفصائل المسلحة ! , بالأضافةِ الى العديد من الملاحظات النقدية له في وسائل الإعلام , واستقباله لها برحابة صدر .! حيثُ يُصَنَّف السيد العبادي سيكولوجياً بأنه ليس AGGRESSIVE – أي لا يمتلك طبيعة وسلوكاً عدوانياً .

وبالرغم ممّا كتبته الصحافة والسوشيال ميديا بالضد من العبادي , لكنه وللأنصاف وللحق فقد قدّمَ انجازاً كبيراً للشعب العراقي وتجاهلته الجماهير وسط زخم الأحداث ومن دون عمد , والأنجاز الكبير هذا هو لإلغائه حظر التجوال المفروض قسراً على المواطنين منذ سنواتٍ بعيدة ولم يشأ ايّ رئيس وزراءٍ سابق بألغائه , حيث كانت الناس واصحاب المحلات والمطاعم والكافيتيريات يسارعون بالشروعِ بالعودة الى منازلهم بعد الساعة العاشرة مساءً قبل حلول موعد حظر التجوال في منتصف الليل , وقد عزّز السيد العبادي انجازه هذا بأنجازٍ آخر عبر منع ووقف حملات المداهمة والتفتيش في ساعات متأخرة من الليل والتي كانت مصدر ازعاجٍ وقلق للمواطنين , كما يُسجّل له ايضاً الغاء العمل بأجهزة ” السونار ” العاطلة عن العمل اصلاً في كافة نقاط السيطرة والتي كانت تستنزف صبر ووقت المواطنين ودونما هدف .

ومن الملاحظ أنّ السيد العبادي لم يستثمر أيّاً من انجازاته المذكورة في حملته الأنتخابية – الدعائية الأخيرة قبل إحراق الصناديق , ولسببٍ مجهول .!

التحالف الأخير والمفاجئ بين < الفتح وسائرون > قد قلّل من الرصيد الأنتخابي للعبادي لكنه لم ينهيه , وعلى الرغم من أنّ حسم نتائج الأنتخابات سيستغرق وقتاً طويلاً , لكنما يبدو أنّ السيد حيدر العبادي هو أقرب الى نقطة التوازن المتأرجح لغاية الآن .