18 ديسمبر، 2024 7:19 م

ارى البعض من الناس يحتفلون بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش العراقي عام1920 دون أن يعلموا ان الجيش العراقي منذ تأسيسه ولحد هذه اللحظة لم يكن يوماً ولائه لا للوطن ولا للشعب بل كان ولائه للحكومات المتعاقبة العميلة ولم يكن الجيش حاميا لسور الوطن كما يتصور البعض .
في الاصل الجيش العراقي كان نقمة على الشعب العراقي منذ عام 21920 ولحد 2015 .
فالجيش العراقي خاض حروباً في فلسطين  لا ناقه  لنا بها ولا جمل والتي تكبد بها خسائر كبيرة في الارواح والمعدات على ايدي الاسرائيليين والانكليز ، ثم جاء صدام الى الحكم وكان الجيش العراقي مواليا له  واداة لتنفيذ جرائم وحروب ومغامرات صدام سواء ضد الدول المجاوره او ضد الشعب،فالجيش العراقي خاض حرب استمرت ثماني سنوات ضد الجاره الجمهورية الاسلامية الايرانية وقام بغزو دولة الكويت الشقيقة والاعتداء على اهلها الامنيين .
اما في الداخل فكان الجيش العراقي اداة لقمع الشعب العراقي وأبادته ، لقد قام هذا الجيش بقمع الانتفاضة الشعبانية عام 91 التي قام بها اهالي الجنوب ضد الطاغية صدام، وقتل المئات من العراقيين ودفنهم احياء في مقابر جماعية واعتقل الالاف منهم وزجهم في السجون الظلامية للنظام المقبور والاعتداء على المراقد المقدسة وهدمها في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة .فكان الجيش مجرم واداة لتنفيذ مآرب الحكام والطغاة وجعل من نفسه وسيلة لقمع الشعب الذي يطالب بالحرية والكرامة وحتى اخر لحظات من قبل سقوطه عام 2003 كان جيش متهاوي وضعيف وهو غير قادر على خوض اي حرب خارجية وكان المنتسب في هذا الجيش غير قادر على توفير اجرة السياره للالتحاق بوحدته، وسقط هذا الجيش من اول ثلاثة ايام من الحرب التي شنها الامريكان على العراق عام 2003 جارين خلفهم ذيول الهزيمة .
أما بعد سقوط هذا الجيش على ايدي الولايات المتحده حاولت الحكومات المتعاقبة ما بعد 2003 جمع شتات ما تبقى من هذا الجيش واعادة صياغته من جديد   لكنه للاسف لم يكن بمستوى الطموح حيث  كان ضباط الجيش  وولائهم لقومياتهم ومذاهبهم واحزابهم التي أتت بهم الى هذه المناصب ، بالاضافة الى فسادهم وسرقاتهم لقوت الجندي المسكين والتي وصلت السرقة الى علبة القيمر التي قيمتها 250 دينار عراقي اي ما يعادل 25 سنت امريكي !
كما ان الواقع الامني للعراق في الفتره الاخيرة اثبت ان الجيش العراقي اضعف مما كان عليه سابقا رغم المليارات التي صرفت عليه وتجيهزه بأحدث الاسلحة المتطورة الا انه أنهزم في محافظة الموصل امام مجموعات مسلحة متطرفة ترتدي الثياب الافغانيه وذات لحايا طويلة لا يتجاوز عددها العشرات تاركاً أسلحته ومعداته العسكرية التي لا تعد ولا تحصى وتقدر بمليارات الدولارات اما جنوده وضباطه خالعين ملابسهم العسكريه ومرتدين الثياب المدنيه هاربين منهزمين بارواحهم تاركين خلفهم ثلثي اراضي العراق تحت سطوة وسيطرة المجموعات الارهابية القادمة من الشيشان وافغانستان والسعودية .
[email protected]