منذ عام واكثر تتوالى التصريحات الامريكية حول هزيمة داعش في الموصل ، وان الاستحضارات جارية لوضع سيناريو محكم لهزيمتها، وان معركة الموصل هي المعركة الحاسمة لامريكا على داعش في الموصل ، وان القضاء عليها في الموصل ،هو القضاء عليها في كل مكان وان معركة الموصل ستكون مفاجأة ، وهكذا تمر الايام والاسابيع وداعش يتمدد في القرى والاقضية ، وسقطت الانبار وقراها واقضيتها وصلاح الدين وقراها واقضيتها وجزء من حزام بغداد ، في ظل صمت امريكي مطبق ، حتى ظهر علينا جيش اخر طائفي ومتطرف مثل داعش هو الحشد الشعبي (واغلبه ميليشيات ايرانية تسليحا وتمويلا وتدريبا)، ليقاتل داعش بحجة تهديد داعش للعتبات والاضرحة لال البيت الكرام ، وهكذا وقعنا نحن شعب العراق كله وبكل طوائفه واقلياته ومذاهبه،ضحية داعش والميليشيات، ودفعنا دما طاهرا لخيرة شبابنا واهلنا بين مهجر وقتيل ومعتقل بريء، اليوم وبعد اكثر من سنة ونصف على سيطرة داعش على اكبر مدن العراق ، واعلان الخلافة الاسلامية عليها ، تم تحرير واستعادة محافظة صلاح الدين والانبار وديالى ، وبقيت الموصل تئن تحت وطأة وظلم واجرام تنظيم داعش،الذي (ذبح نحرا) من ابناء الموصل الاحرار اكثر من (5000)الاف بريء بين شرطي وجندي وضابط ومرشح وموظف انتخابات ورافض لمبايعتها، وهو رقم مخيف لم تدفعه اية محافظة عراقية ثمنا لرفضها مبايعة داعش وخلافته المزيفة ،ويأتي سياسي فاسد وحاقد لئيم ونغل من انغولة ايران ليقول (ان جميع اهل الموصل دواعش)، ويقطع عنهم الرواتب والغذاء والدواء ويجوعهم حد الموت،كما يفعلون الان مع الفلوجة الباسلة ، ومع اعلان التحالف الدولي الامريكي بدء عمليات معركة استعادة الموصل من براثن داعش، وتسمية المعركة بمعركة (الفتح)، لابد من تحليل المعركة ونتائجها ، ومجرياتها العسكرية ، وتوقيتاتها ، بعيدا عن التكهنات ،ونتساءل هل ستهزم امريكا داعش بالموصل وتقضي عليها نهائيا،كما هي خطة المعركة التي وضعها اهل البنتاغون،وهل هناك مفاجآت امريكية في المعركة كما وعدونا ، وماهي تلك المفاجآت، نعم المعركة التمهيدية بدأت من ثلاثة محاور انطلاقا من قصبة مخمور،تواجد القاعدة الامريكية النارية(بيل)، باتجاه ناحية القيارة وقاعدة (صدام الجوية ) تحديدا، وهي العقدة الاستراتيجية العسكرية ومفتاح دخول الموصل واستعادتها الرئيسية ، ومهبط الطائرات الامريكية العسكرية فيما بعد ، ومشاركة كثيفة جدا للطيران الامريكي ، ولاول مرة تشارك طائرات الشينوك والاباشي في معركة عراقية ضد داعش، فيما قاد الجيش العراقي والحشد الشعبي العشائري وقوات البيشمركة المعركة البرية من محاورها الثلاث، وتم تحقيق تقدم واضح وصولا الى جسر القيارة الرابط بين القيارة والساحل الايسر لهاعبر نهر دجلة ، والقوات لم تشتبك مع داعش وجها لوجه، هناك تراجع وهروب لعناصر داعش من المنطقة لكثافة الهجوم ، جوا وبرا ، من يعيق التقدم نحو القيارة وحسم تحريرها هم حجم الالغام والمفخخات المزروعة في الطرق والعقد واطراف القرى المحررة والاشجار والبيوت وغيرها ، ووجود عناصر القناصة المهرة جدااافوق اسطح بيوت القرى والوديان ، مع ارسال مجاميع الانتحاريين ، والسيارات المفخخة باطنان المتفجرات نحو الجيش، هنا من يقول وكيف اذن ستصل الارتال والجيوش الى الموصل وتحررها ، اعتقد ان المعركة اولية ، ولم تشارك بها محاور اخرى من جوانب المدينة مثل الفرقة الذهبية للبيشمركة والحشد الوطني لاثيل النجيفي وقوات الشرطة المحلية في محاور اخرى من جانب سد الموصل وتلكيف وبعشيقة لتطويق الموصل عسكريا ، واعلان الهجوم الرئيسي، قلنا هذا هو الهجوم التمهيدي التعرضي، وسيلحقه في وقته المتفق عليه الهجوم الاكبر، عند استنزاف داعش وانهاكه في اكثر من معركة في وقت واحد ، في الانبار وقواطعها وفي صلاح الدين بمكحول وحولها ، ومن ثم معركة الموصل الرئيسية، الان تم قطع امدادات داعش بشكل نهائي بين الموصل والرقة، وهذا هو مقتل داعش ، لانها ستقاتل في الموصل ربما لشهر واكثر وتنتهي ، بفعل محاصرتها وقطع الاتصالات والامدادات العسكرية واللوجستية عنها والمقاتلين الاجانب، لتعتمد على الاطفال المجندين بداخل الموصل، او من تجبرهم على البيعة والقتال ، وهذا قد يطول زمن المعركة ، امريكا الان حقيقة وضعت كل جهدها في معركة الموصل وهي جادة (لاول مرة ) بالقضاء على داعش في الموصل ، كيف ،لقد وضعت خطة محكمة عسكرية لذلك ، اضافة الى جهد اعلامي استثنائي قناة فضائية باسم الحدباء ، وقمر صناعي يبث واذاعة وانترنيت مجانا ، واوجدت ممرات امنة للمواطنين واشركت طائرات واسلحة حديثة خاصة لمعركة الموصل، وانزال قوات برية امريكية كبيرة في اطراف الموصل، وانشاء قاعدة عسكرية نارية متطورة في مخمور ، واستدعاء قوات النخبة والفرقة البحرية 26 ، وتواجد الفرقة المجوقلة 101 في بغداد واطرافها ، اذن كل متطلبات ومستلزمات المعركة متوفرة ، ناهيك عن الجيش العراقي والحشد العشائري والوطني وحتى الشعبي منه في قضاء الشرقاط واطراف الموصل، اذن جدية ادارة اوباما واضحة على الارض ، في استعادة الموصل بكل ثقة واصرار، والسبب ان اوباما لابد ان يودع وقد حقق نصرا بعد هزائم كثيرة في المنطقة ، وما حضوره القادم لاجتماع مجلس التعاون الخليجي شخصيا ، الا دليل على ايجاد تحالف امريكي خليجي عربي جديد في المنطقة ، امس وقع وزير الدفاع الامريكي اتفاقا عسكريا وتحالفا عسكريا مع السعودية للقضاء على الارهاب ، ومواجهة خطر ايران وتدخلاتها في المنطقة ورعايتها للارهاب، كل هذا يشي بان شيئا وتحلا كبيرا سيحصل في المنطقة ، نتيجة التحالف الامريكي العربي –الامريكي للحد من التدخل الايراني بعد انسحاب روسيا وبوتين عن سوريا ورفع يده عن التحالف الرباعي لفشله وانتهاء مفعوله لروسيا، نحن امام تحولات كبرى في المنطقة ، مع بروز التحالف الاسلامي العسكري، والتحالف مع التحالف الامريكي والدولي لمواجهة الارهاب بشقيه داعش والميليشيات وحزب الله ، اما ذراع ايران الحوثيون فقد انتهت مهمتهم بالفشل وهم الان في طريقهم لتسليم السلطة للشرعية اليمنية ، واعترافهم بقرار مجلس الامن الدولي، بقيت معركة الموصل الفاصلة والاخيرة بالنسبة لامريكا، كي تعلن الانتصار النهائي على الارهاب وتنظيم داعش، وتترك بقية المعركة مع الميليشيات وحزب الله للتحالف الاسلامي العسكري بقيادة السعودية ، وما اجراءات دول الخليج ومجلس التعاون ووزراء الداخلية العراب وقرار الجامعة العربية، جعل ميليشيات حزب الله اللبناني، الا خطوة في الاتجاه الصحيح والمؤكد، لتحجيم والقضاء على بؤر الارهاب الذي ترعاه ايران في العالم كله ، من خلال احزابها وميليشياتها وخلاياها النائمة في الدول العربية ،اعتقد ان استحضارات امريكا العسكرية تدخل مرحلة التنفيذ في معركة الموصل ،من خلال اشراك المدفعية الحديثة وطائرات الاباتشي والشينوك لاول مرة، لحسم المعركة في المرحلة الثانية ، وهي استعادة قاعدة القيارة الاستراتيجية وناحية القيارة ، والتوجه الى الموصل لخوض المعركة الاخيرة هناك، المعركة في بداياتها ، ولايمكن التكهن لمجرياتها والمفاجآت التي تواجه المهاجمين ، لاتساع رقعة المعركة وصعوبة التقدم بسبب زراعة العبوات والمتفجرات وارتال الانتحاريين الذين ينتظرون دورهم وهم بالاف في محيط قرى الموصل ، مازلنا في ايام المعركة التي ستطول حتما لاشهر اخرى ، ولكن في النهاية اذا لم تحصل مفاجآت الانهيار الكامل لداعش فسيكون داعش كله محاصر داخل الموصل ويتم القاء القبض عليه، بعد وصول القطعات العسكرية الى داخل الموصل وانتفاض اهل الموصل ضد داعش ،الذي نتوقعه غاضبا جداااااا ،عندها لن يجد داعش نفسه الا امام خيارين الموت او الموت ، وبهذا ستنطوي صفحة من احلك صفحات التاريخ سوءا واسودادا على اهل نينوى ، وعندها سنكون في مرحلة اخرى هي اصعب واعقد من سابقتها ، واقصد بها الاعمار الذي طاله الدمار والخراب بسبب التحرير، واول اعمار واخطر واصعبه ،هو اعمار النفوس التي عانت وضحت وخسرت عوائلها واملاكها وشرفها (نساؤها وبناتها)، عندها نحتاج الى ثورة كبيرة لاعادة(لحمة اهل الموصل) ،واخراجهم من هول المأساة والاحتراب الطائفي ،وايجاد عقد اجتماعي عشائري وحكومي ودولي، ملزم لجميع الاطراف ،يضمن حقوق جميع الاطراف والضحايا ، ويعيد نينوى لاهلها ويبعد الاشرار عنها ، معركة الموصل ستهزم فيها داعش طال الوقت ام قصر، لان الجميع يريد هزيمتها ولم يبق لها اية حاضنة ،معركة الموصل الاخيرة قادمة ولكن النصر فيها بعيد….