العراق اليوم على مفترق طرق . وكلها تؤدي الى ولادة . فهم أما أن يكون تحت ظل ذات العقول التي تحكمه طوال السنوات الماضية وهنا تكون ولادة لموت سريري للعراق وشعبه . وأما ان ينظر الشعب الى حقيقة الثورات وكيف يكون النصر فيها ويسلم بالأمر الذي يقول أن أي ثورة على الطغيان لابد أن تكون لها قرابين يدفعها الأحرار المضحين .
منذ العام 2011 أنطلقت الحركة الأحتجاجية الشعبية العراقية لتقول للظالم كفى ظلم وعليك مغادرة أرض كتب الله لها أن تكون للأنبياء والأوصياء والرسل والأنبياء . الحراك الشعبي المعارض لسياسات الأحزاب الطائفية أشتد على خلفية عمليات نفذها النظام الحزبي الجديد لتدمير العراق ونهب ثرواته ونشر الجهل والتخلف في ربوعه . لكن الجلاد الذي نفذ جرائم بحق العراقيين راح يشتري الذمم ويستأجر شيوخ العار ليأتي بهم الى ساحة التحرير ليعتدوا على المتظاهرين المحتجين والرافضين لتلك السياسات التي سببت المآسي للشعب العراقي .
نفذ المالكي سياسة قمع واضحة لأيقاف حركة الأحتجاج عام 2011 وقد نجح في ذلك بعد أن تعاونت معه أحزاب النهب والسلب فضلاً عن تعاون أيران التي لا تريد للعراق أن يكون مستقراً آمناً ومتطوراً فالمالكي فتح الحدود مع أيران وجعلها المورد الوحيد للمواد الغذائية والوقود والسيارات وغيرها من البضائع اليائسة وبالمقابل كان جزء كبير من مليارات العراق تذهب لأيران التي كانت تتعرض لحصار اقتصادي كبيبر من قبل أمريكا وحلفائها !
أستمر ظلم حكومة المالكي ونهبها لثروات البلاد وفي ولايتيه نتج عن ظلمه نشر الفقر والتخلف والعشوائيات وبشكل كبير جداً ومتعمد للأفادة من سكانها السذج أنتخابياً فهو أثناء حكمه كان ينشر افكاراً حزبية تقول بأبعاد الكفاءات والأهتمام بالولائات وانتشر الموت والرعب بين شرائح المجتمع وما أن اقترب موعد الأنتخابات وشعر أنه منبوذ من الشارع ودول العالم حتى راح يشعل فتيل صراع داخلي بين المكونات لتنتهي بقيامه بتسليم نصف مساحة العراق للأرهاب دون قتال أملاً في الحصول على الولاية الثالثة . وسيكتب التأريخ حجم الجرائم التي أرتكبت في زمن حكم المالكي ليكتشف العالم حينها أنه مجرم بأمتياز حين حول العراق من بلد غني بثرواته الطائلة الى بلد يقترض من البنوك العالمية بينما الأموال العراقية قد وزعها بينه وبين شركائه في جرائم تدمير العراق والعوائل القريبة منه وأقاربه ايضاً !
وقف العالم كله ضد تولي المالكي ولاية ثالثة رغم كل عمليات التزوير في الأنتخابات الأخيرة لكنه لم يتمكن من اقناع العالم للحصول على مايتمنى . لكن خطأ آخر قد حصل حين تم ترشيح بديل عنه من نفس حزبه وهو حيدر العبادي . ومنذ تولي العبادي رئاسة الوزراء قلت أنه جزء من منظومة خربت البلد وسرقت قوت شعبه . ومع انهيار اسعار النفط انكشفت عورات العبادي وحزبه وبافي الأحزاب ولم يتمكن العبادي من تحقيق شيء للشعب رغم أنه قد وضع برنامج حكومي مثالي لكنه كان كذابا ولم يحقق شيء ليخرج الشعب في تظاهرات احتجاجية من جديد تواصلت وتتواصل منذ أكثر من 8 أشهر .
اليوم بعد ان انضم التيار الصدري للحراك الشعبي والمطالبه بتغيير شامل ينقذ العراق نجد ان قيادات مايسمى بالتحالف الوطني ترفض الأصلاح وتتمسك بما تسميه استحقاقها الأنتخابي رغم أن الأستحقاق الأنتخابي قد أنتهى منذ اللحظة التي خرجت فيها الجماهير وهي تحتج على سوء الأدارة .
كل ماتعرض له الشعب من قتل وحروب مجانية وفقدان للثروات بينما المجرمين مصرين على البقاء كوزراء بينما الشعب يعتصم بقيادة مقتدى الصدر الذي يطالب بسلمية الحراك . والسؤال هنا هل تنفع السلمية مع من دمر العراق وقتل أبنائه وهل تنفع السلمية مع مجرم مع سبق الأصرار والترصد وقد قتل الآلاف احتقاناً وطائفية .
وبالخلاصة . هل ينفع السلام مع من زرع ويزرع الآلام ؟؟؟؟؟؟