23 ديسمبر، 2024 5:52 م

هل ينجح فائق الشيخ علي في أداء مهمته الوطنية ؟

هل ينجح فائق الشيخ علي في أداء مهمته الوطنية ؟

يتنقل الأستاذ فائق الشيخ علي في كافة أنحاء العراق ليروج الى حزبه ” حزب الشعب ” ومن خلال قراءتي الى نظامه الداخلي وأفكاره وخططه المستقبلية لبناء العراق أجد أن هذا المشروع لو كتب له النجاح لإستطاع أن ينقذ العراق من ماهو عليه ’ هنالك فرق كبير بين من ينظر لأجل الوصول الى غاياته المريضة القائمة على السلب والنهب وتحقيق الأطماع الشخصية التي يتمنى أن يحصل عليها نتيجة ذلك التنظير وبين من ينظر لدواعي وطنية يريد من خلالها أن ينهض بواقع بلده الذي يتعرض الى أبشع السياسات الأنتقامية القائمة على التجهيل والحقد والكراهية ولغة الدم والقتل والفتنة والطائفية والتقسيم .

 لم أكن أتصور في يوم من الأيام أن أقتنع بخطاب سياسي جديد ولم أكن أتصور أن هنالك مشروعا حقيقيا لبناء العراق من الممكن أن يطرح ولذلك كانت نظرتي سوداوية لمستقبل العراق لأن كل المشاريع التي كنا نتغنى بها وكنا كعراقيين نتمناها أن تصل الى الحكم ولله الحمد وصلت  لكنها فشلت فشلا ذريعا بسبب أنحرافها عن مسارها وخطابها وتحولها من مشاريع  في غاية من الروعة والجمال الى مشاريع  مصالح شخصية لابل فساد وسرقة أموال الدولة والهروب من العراق للتسكع في بلدان الخارج

لم تكن قراءتي لأفكار فائق الشيخ قراءة ذات طابع ديني أو طابع مصلحي فأنا لايمكن أن أنجر وراء أقاويل كبيرة جدا طرحت علي ً لكني رفضتها لإداركي بأن من يقومون في التطبيق سوف ينحرفون عن تلك الأطروحات التي يطرحونها ولذلك كانت قراءتي مجردة من كل تأثيرات وهذا النوع من القراءة لو أتبع في كل القراءات لما وصلنا الى التخلف الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية , يقول السيد أحمد القبانجي في أحدى محاضراته “يجب أن ندرس الدين من خارج الدين ” وهو تعبير رائع لكي تتضح لنا الرؤية  ويتضح لنا الصح من الخطأ , القاعديون والمفخخون والتكفيريون لو درسوا الفتاوى التي تدفعهم الى قتل الأبرياء من خارج مراكز الأفتاء لما أقدموا على ما أقدموا عليه , فالفكر الذي يطرح بعد 2003 أغلبه لايختلف عن فكر القاعدة والتكفير فأغلب الأحزاب الأسلامية العراقية تورطت بدماء العراقيين نتيجة فكرهم الطائفي الذي قرأوه وآمنوا به ونفذوه على أرض العراق والدليل على ذلك هو تحول بيوت الله  الى مراكز للتفخيخ والقتل وماأشارت اليه الأستخبارات العراقية والأمريكية الى تواجد المسلحين داخل هذه الأماكن المقدسة دليل واضح على سذاجة القراءة التي قرأها من إنتمى الى تلك الأحزاب  ’ فالقراءة العمياء الى فكرمعين تؤدي الى تدنيس المقدسات والى التهلكة ولذلك كنت حذرا في قراءتي الى ماطرحه فائق الشيخ حتى لاأكون فريسة سهلة المنال له ولمصالحه ولكني وجدت الرجل موضوعيا في طرحه فأيدته ولم أعبده

قراءتي لأفكار فائق الشيخ علي كانت على النحو التالي

1:- من هو فائق الشيخ :- سياسي عراقي عارض الظلم والطغيان الذي كان يمارسه صدام حسين وزمرته وكذلك عارض سياسة الطائفية والتخلف والقتل والسلب والنهب المبرمبج في الحكومة التي سماها   “حكومة حكام مابعد صدام ” وهذه ميزة لاتتوفر في أغلب السياسيين العراقيين لأننا كشعب أصبحنا أمام سياسي يؤمن بالدكتاتورية وماجرى على العراقيين أثناء تلك الفترة الدموية وبين سياسي آخر يدين تلك الفترة المظلمة لكنه يريد أن ينهب العراق وأموال الشعب ويريد أن يتصرف على أنه الراعي الوحيد الذي يجب أن يصول ويجول دون أية محاسبة من الشعب 

لكن فائق الشيخ كسر هذه القاعدة وجعل من نقسه مدافعا عن الشعب العراقي وعن المماراسات اللاوطنية التي تمارس على الشعب قبل وبعد 2003 وهذا مايجعل الكثير من العراقيين  يلتفوا  حوله أذا ماأرادوا الخروج من المأساة التي يعانون منها

2:- ماهو حزبه  :- لقد قام فائق الشيخ بدراسة جميع الأطروحات السياسية العالمية وإستخلص منها ماينفع للشعب ومايمكن تطبيقة في العراق لذلك أسماه حزب الشعب

3:- هل هو طائفياً :- لم أسمع يوما من الأيام أن فائق الشيخ  قد أنجر الى خطاب طائفي ولذلك عندما تنظر الى أفكاره وأطروحاته ولقاءاته المتلفزة لم تشم منها أية رائحة للطائفية وإلا لوكان  الرجل طائفيا لأصبح رقما صعبا في المعادلة السياسية الحالية مثلما أصبح من هم أقل  كفاءة وخبرة  منه أرقاما صعبة في لعبة مابعد 2003

4:- ماسر علاقته بالكويت وماطبيعة أتهامه بالعمالة للكويت : – كل أنسان منصف عندما ينصف قضية من القضايا يتعرض الى أبشع الأتهامات والتشهير على مر العصور ولم يكن فائق الشيخ وحده  فالسيد علي الأمين  هو الآخر من تعرض الى هذه  الأتهامات والتشهير لالشيء الالأنه يطرح أفكارا للتقارب المذهبي بين السنة والشيعة وأتهموه بأنه عميلا للنظام السعودي ! قضية أتهام فائق الشيخ بالعمالة للكويت كانت نتيجة لمواقفه  الإعلامية التي عارضت غزو صدام للكويت وعارضت تلك المماراسا ت اللاأخلاقية التي مورست بحق الشعب الكويتي الشقيق وهذا الوقوف مع شعب مظلوم آمن دخلت عليه هجمة بربرية وحشة سرقت ممتلاكاته وأمواله يجب على كل منصف أن يدين تلك المماراسات وكان فائق الشيخ أول من أدان هذا  الغزو فهل يعتبر هذا الموقف عمالة ؟ فأذا كان هذا الموقف الأنساني يعتبر عمالة فأنا أول العملاء نيابة عن فائق الشيخ علي

5:- ما موقفه من الدين :- لم يكن فائق الشيخ  ملحدا ولا مسلما لا سنيا ولاشيعيا ولامسيحيا ولاأزيديا ولاصابئيا وهذه النقطة الجوهرية التي يجب على جميع السياسيين ان يسيروا وفقها فلايمكن أن يكون السياسي يعمل وفق دينه الخاص فالأديان كلها  محترمة والسياسي يجب أن يكون الضامن لجميع هذه  الأديان وهذا ماقرأته لفائق الشيخ وهذه خطوة رائعة  تجعل منه رمزا وطنيا

الرمز الوطني الحقيقي  لايمكن أن يرى النور في ظل أجواء ديمقراطية إلا في ما إذا منحناه الثقة للسير وفق هذا المنهج  وهنالك العديد من النقاط الجوهرية التي يعالجها الأستاذ فائق الشيخ علي خير معالجة لاأريد ذكرها هنا لداعي عدم الإطالة  داعيا جميع الوطنيين العراقيين الى دعمه والوقوف الى جانبه من أجل أنضاج مشروعه الذي جاء به  للعراق الجديد إبحثوا عنه فستجدونه القلب الواسع الذي يستمع لكل أبناء الشعب  و يرد عليكم فردا فردا لأنه يعتبر نفسه إبن الشعب لاإبن المنطقة الخضراء ولاإبن الكرسي سترونه ساخرا من الخرافات الدينية ومتألما على مايمر به العراق

إنجاح مشروع فائق الشيخ علي هو إنجاح للمشروع العراقي الوطني الذي يصلح لبناء العراق الجديد القائم على المساواة والعدالة بين العراقيين والمتطلع الى بناء دولة مزدهرة تضاهي الدول وهذا ما يقع على عاتق النخب الوطنية من حيث قراءة المشروع أولا ومن ثم الترويج له لأننا نريد أن نبني دولة قائمة على القراءة والتشخيص لا على المحاباة والمجاملات لأن المشاريع التي قامت على تلك الأساليب البالية  أنهكت العراق والشعب العراقي .

[email protected]