بعد ما خرّبت الأحزاب المُتحاصصة ألذين تحالفوا لقضم البلاد و العباد و أفسدوا في كل شيئ – أكرّر كلّ شيئ – حتى مسخوا أخلاق و قيم الشعب الذي كان أساسا يُعاني آلتشويه و الأعاقة من النظام السابق, بعد كلّ هذه الكوارث؛ إنسحبت معظم الأحزاب من الساحة السياسيّة مُعلنين فشلهم و عدم مشاركتهم في الانتخابات المقبلة بإسماء أحزابهم لِيَقينهم بأنّ الشعب العراقي قد أقسم على رفضهم و محاكمتهم على كلّ فلس سرقوه بقانون (بريمر) حتى أفلس العراق بآلأضافة إلى تحميلهم قروضاً تعجيزية كانوا قد إسْتَدانوها من صندون النقد الدولي, و لم يبقى أمل في النهوض و الأعمار الطبيعي القادر على إعادة العراق 40 سنة إلى الوراء(لأن إعادة الأعمار تعني بناء ما بناه النظام السابق من جديد) و هذا في حقيقته هو التخلف و الرجوع للوراء, و ما بقي أمام الأحزاب المتحاصصة سوى الزوال الحتمي و الرجوع بل التوسل الطوعي مرة أخرى للأرتماء في أحضان آلأستعمار و بيع كل العراق جملةً و تفصيلاً بسبب تلك الديون المليارية و إنتشار الأمراض و الأوبئة و الجوع و فقدان الخدمات و بآلتالي و في نهاية المطاف؛ إستعباد (الدّائنين) و من (إنتخبهم) لحسن ظنّهم بدعاة الشيطان, و بعد ما أثبتوا ذلك, و لم يعد يجديهم حتى التوبة بعد خراب البلاد و العباد!
مِنْ أُولى الأحزاب التي حسمتْ أمرها(1) و موقفها مع العراق و العراقيين بآلأنسحاب هو (حزب الدعوة العلمانية) – ألأسلامية سابقاً, عندما قرّر عدم خوض الإنتخابات المقبلة، تاركاً لأعضائهِ ألمتشرذمين حرية المشاركة الفردية في الانتخابات بعناوينهم الشخصيّة و الترشيح في أيّ قائمة أو ائتلاف أخر حتى لو كان بعثي أو داعشي، كما حسم رئيس الوزراء حيدر العبادي و جوقته ألذين سرقوا قوت الفقراء و المجاهدين علناً أمرهُ بعدم الدّخول في قائمة واحدة مع رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي, حيث يُحاول التقرب للحشد الشعبي الذي رفضه سابقاً من خلال مواقف عديدة.
و لأنني كتبتُ سابقا عدّة مقالات بكون (الحشد الشعبي و قوات بدر) هي الفائزة مستقبلاً, لكونهم بيضة القبان في الانتخابات؛ لذلك من المحتمل أن ينخرط الكثير من الأنتهازيين الفاسدين كرئيس الوزراء و غيره ضمن تحالف جديد معهم, و هو الأمل الوحيد لهم بآلفوز مرة أخرى بعد كل الذي كان, لهذا أُحذّر الأخ العامري و (ليس أبو مهدي المهندس) لأنهُ يعرف الحقيقة كاملة, بل أحَذّر الأخ السيد حسن العامري بعدم التحالف مع هؤلاء الفسقة الفاسدين لأنهُ سيخسر تأريخه الجهادي, لكونه في حال القبول سيُدير ظهره للشعب الذي أقسم على الأنتقام من السياسيين , ثمّ إني متأكد بأن أي تيار في الحشد لو قبل تحالف السياسيين الفاسدين فأنهُ هو الآخر سيخسر الانتخابات و سيكون بمثابة المُضيّع لدماء المجاهدين الذين إستشهدوا ضمن تياره, لأن الوعي الجماهيري بدأ يتصاعد و لو ببطء!
و السؤآل المصيري من الشعب هو: [هل سينجح الفاسدون بعد فشل أحزابهم بتحالفاتهم السياسية الجديدة ألمشبوهة].
أللهم إني قد بلّغت و بيّنت لأجلك بلا أيّ مُقابل .. ألله فإشهد
و العاقبة للمُخْلَصين ألذين لم يسرقوا حتى راتباً واحداً من حقّ الفقراء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اشارت صحيفة “الزمن” الى قول النائب محمد الصيهود: [ان العبادي كان امام خيارين ، اما الترشح عن دولة القانون او النزول بقائمة منفردة او متحالفاً مع قوائم أخرى], و اضاف الصيهود :”[ان الخيار الأخير يتطلب منه الاستقالة، إذ أنّ القانون لا يسمح للحزب بالنزول بأكثر من قائمة في الانتخابات].
من جهته، رأى النائب عن ائتلاف دولة القانون خلف عبد الصمد، حسب الصحيفة : [ان من يخرج من حزب الدّعوة و يشكل تكتلاً إنتخابياً سيكون مصيره الخسارة], و هي إشارة إلى ترك الكثير لحزب دعاة اليوم.