19 ديسمبر، 2024 6:22 ص

هل ينجح العبادي في تحدي الفساد؟

هل ينجح العبادي في تحدي الفساد؟

أقبلت الدنيا على رئيس الحكومة العبادي ووهبته نجاحات لم يكن لا هو ولا الشعب العراقي يتوقعها!، مما أغاض أعدائه وحاسديه ومنافسيه من قادة الأحزاب والكتل السياسية وتحديدا من حزبه حزب الدعوة!. حيث كتب على يديه النصر على مجرمي داعش بأعادة مدينة الموصل الى حظن الوطن وتحريرها مع غالبية المناطق التي أستولى عليها الداعشيون في أنتكاسة حزيران عام 2014 وآخرها مدينة القائم ، وقد توج نجاحه على داعش بنجاح آخر أعاد فيه شيئا من هيبة الدولة وقوتها المفقودة منذ عام الأحتلال الأمريكي الأسود للعراق في 2003 وذلك عندما أستطاع من تحجيم سلطة الأكراد وتماديهم ، بعد أن رد على أستفتائهم بقوة فرض القانون والدستور وبأعادة السيطرة على مدينة كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها، والأهم في صراعه مع الأكراد أنه جعل زمام الأمور بيد السلطة الأتحادية في بغداد وفي فرض ما تريد، وهذا ماكان يتمناه الشعب العراقي قاطبة!.ومن الطبيعي أن كل ذلك رفع وزاد من رصيده الشعبي بين العراقيين، ولربما سيصب ذلك في صالحه أذا ما رشح نفسه للأنتخابات القادمة!(الأنتخابات ستجري في آيار عام 2018 ). وقد علق الكثيرون على ما حققه العبادي من نجاحات بكل هدوء سواء على جبهة داعش أو على جبهة الأكراد بالقول ( أنه فعلا القصير الماكر الذي طبخ ناره بهدوء مثل الأنكليز!، ولم لا وهو الذي درس في جامعاتهم وقضى فترة من حياته معهم!).ولكن العبادي وكل العراقيين يعرفون تماما بأن كل هذه النجاحات والأنتصارات التي حققها سواء أكانت على مجرمي داعش أو بعد فرض هيبة الدولة على الأقليم، بأن صورتها لا تكتمل ألا بتحقيق النصر على الفساد والفاسدين، فأن تحقق ذلك فتلك تعتبر ضربة المعلم بحق التي طالما أنتظرها الشعب منذ أن بدأت دودة الفساد تنخربكيان الدولة العراقية وبالبنيان الأنساني للجسد العراقي عام 2003 حتى دمرتهم سوية!. وهنا لابد من الأشارة بأنه سبق للشعب وحتى المرجعية الرشيدة بالنجف أن فوضته عام 2014 بالقضاء على الفساد وضرب حيتانه ولكنه لم يفعل ولم يقدم على ذلك سوى بالكلام فقط!، بل أن الفساد أستفحل كثيرا في فترة حكمه!؟ ترى ما الذي وقع وما الذي حدث وأستجد لكي يعيد العبادي تقليب صفحة الفساد ويتوعد بضرب الفاسدين والقضاء عليهم من جديد؟.قد يعذره البعض، وقد لا يعذره الكثيرين بنفس الوقت على صمته وسكوته على الفاسدين فترة تسنمه منصب رئاسة الحكومة، مهما كانت الظروف والحجج. والحقيقة المؤلمة هو أن الأمريكان هم من شجعوا على أنتشار الفساد في العراق من بعد سقوط النظام مباشرة عندما غضوا النظر عن كل أعمال السلب والنهب والحرق (الفرهود) لكل دوائر الدولة ومؤسساتها ومن ثم فتحت أمريكا وبريطانيا وباقي دول الغرب ومعهم بعض الدول العربية ودول الأقليم أبواب بنوكها لأيداع المليارات من المال العراقي المسروق والمنهوب سواء عن طريق المواطنين العاديين أو بعد ذلك عن طريق السياسيين وتحديدا مزدوجي الجنسية! بعيدا عن (قانون غسيل وتهريب الأموال)!!، الذي يطبقونه على المواطن العادي في حال أيداعه مبلغ 1000 دولار! بسؤاله عن أصل المبلغ ومن أين لك هذا ومن أين جئت به؟!.ويبدوا أن هذه هي لغة العصر ولغة أمريكا وبريطانيا وباقي دول الغرب تجاه الدول الضعيفة المسلوبة الأرادة والتي ليس لها أهل ولا أحبة يحمونها!، بل أن أهلها وناسها هم من دمروها وسرقوها كما في العراق الجريح الذي لا زال يئن تحت وطأة الفساد الرهيب الذي لم يبق فيه أي شيء!؟. ونعود الى صلب الموضوع ونسأل رئيس الحكومة ما الذي جرى؟ وهل هناك ضوء أخضرخارجي لك لمتابعة ملف الفساد والفاسدين من جديد؟!، وهل أنت جاد بالأمر هذه المرة؟ وهل تقدر على ذلك فعلا؟ وأنت تعرف تماما وقد قلتها أمام وسائل الأعلام من قبل بأنك قد تدفع حياتك ثمنا في حال تصديك للفاسدين؟، لاسيما وأن صورة المرحوم الدكتور الجلبي وتهديده للفاسدين في وسائل الأعلام لازالت ماثلة في ذاكرة العراقيين!، حيث لم يمض أسبوع على تهديده، حتى وجد ميتا في مكتبه وعلى كرسيه!!؟.(توفي الدكتور الجلبي في 3/11/2015 ). عذرا سيدي الرئيس أن أقول لك أنك غير قادر في تحديك للفساد والفاسدين ليس لان الفساد تجذر بالعراق منذ عام 2003 ولحد الآن، وليس لكونك كنت جزء من الكابينة الحكومية الفاسدة!( مرة كنت وزير، ومرة كنت رئيسا للجنة المالية في مجلس النواب)!،لأن السبب الرئيس في الفساد هو وجود المحاصصة السياسية والطائفية والقومية والتي صارت ضمن البناء السياسي وآلية الحكم في العراق، تلك المحاصصة التي أنتجت كل هذا الخراب من فساد ودمار وفرقة وانقسامات!، فهل أنت وحزبك قادرون على ألغاء المحاصصة السياسية والطائفية والقومية؟ وهل قادة الأحزاب والكتل والتيارات السياسية يرفضون مبدأ المحاصصة بشكل صادق وجاد بأعتبارها هي أس البلاء، أم يصرحون بذلك أمام وسائل وكاميرات الأعلام فقط؟!. أن الشعب العراقي يا دولة الرئيس، أستسلم لقدره وصارعلى يقين بأن القضاء على الفساد الذي وصل حتى الى الهواء الذي نتنفسه!!، أصبح من سابع المستحيلات!. دولة الرئيس أنه وبرغم كل النجاحات التي تحققت على يديك مؤخرا والتي أعدت فيها شيئا من هيبة العراق وقوته والتي أعادة بنفس الوقت الكثير من جسور الثقة والأمل بكم، ألا أنها ليست بمستوى الطموح ويشوبها شيء من القلق!، لأن الشعب الذي أكتوى بنار الأحزاب السياسية وفسادها طيلت السنوات التي مضت، يصعب عليه تصديق نواياكم بالقضاء على الفساد!؟ فلا زال الخوف من الفساد يؤرق العراقيين ويقتل بصيص الأمل الذي تريد أيقاده فيهم!. ألا اللهم أن تقوم بثورة بيضاء كبيرة تفك فيها أولا أسرك من كل قيد حزبي وسياسي وتعلن فيها خروجك من حزب الدعوة وأية حزب آخر، وتنتمي فقط الى الشعب والوطن، لتكون حرا طليقا بقرارتك وبعيدا عن أية تأثيرات داخلية أو خارجية، عند ذلك ستجد الجماهير العراقية كلها خلفك ومعك وهي تهتف لك بكل صدق ومن الأعماق (علي وياك علي)، لأن الأمام علي عليه أفضل السلام هو صوت الحق والعدل والأنسانية ونصير المظلومين. فهل أنت قادر على ذلك؟. فأذا عزمت فتوكل، والله معك.

أحدث المقالات

أحدث المقالات