13 أبريل، 2024 8:57 م
Search
Close this search box.

هل ينتهي ازمة البرلمان…ويعود العراق سالماً….!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

ايام قليلة قادمة وسينتهي العراق من ازمة برلمانه المفكك ويعود كل شيء الى نصابه ، ولم تعد هنالك مخاوف من تلقي بظلالها على سيرها ليشتد الازمة من جديد على العملية السياسية الجارية في العراق ،اذن مثلما بدأت لابد لها ان تنتهي دون ان يتمكن من خلق واقع جديد يتناسب مع حجم طموحاتهم  السياسية ، فاعتلى سليم الجبوري مرة اخرى البرلمان ليقرر ما يجده مناسبا للخروج من الازمة التي رصدت لها كل الامكانات السياسية بغية اقالته وتنصيب ما يرونه مناسبا لاجتهاداتهم السياسية ، لست طرفا في المعادلة السياسية التي حضرت ولكنني اجد من المناسب ان نكون بمستوى المسؤولية في تحديد وجهات النظر حول المسالة ، وهذا يعني ان المعتصمين ومن لف لفهم قد وقعوا في مصيدة مقتدى الصدر ، واخطاوا في الحساب عندما تحولت انظارهم الى ما طرحه الصدر من مطالب لحكومة تكنوقراط ومحاربة الفساد المستشري في عموم مرافق الدولة ومؤسساتها ، وهي كانت من شعارات المتظاهرين للتيار المدني الذين امتلآت بهم ساحة التحرير منذ بداياتها ،  لقد تحول مقتدى الصدر من رجل ديني شيعي بارز الى  قائد سياسي ففقد بذلك مقوماته الدينية ليصبح رمزا سياسيا من الطراز الاول يأمر وينهي بما يتناسب مع ححم طموحه السياسي ، بمعنى ان مقتدى الصدر قد استأنس باللعبة وشارك فيها مع كتلته املاً بان يتحقق ما يصبو اليه…..لقد سمعنا ورأينا ما حدث في البرلمان عبر شاشات التلفزة ووقفنا على حجم الفوضى من قبل النواب المعتصمين الذين وصل الامر بهم ان يحدثوا ضجيجاً ارادوا افشال الجلسة التي عقدها سليم الجبوري بهدف الابقاء على الوضع السائد الذي اتصف بالتوتر الشديد ، وتمرير ما يرونه مناسبا لاجتهاداتهم السياسية ، والتي  كانت تدل على ضغف الجلسة بسبب عدم قدرة الجبوري على القيام بمهامه على اكمل وجه كرئيس لمجلس النواب ، وهذا يعني ان الجلسة كانت فاشلاً رغم التصويت على بعض من الوزراء التي جاءت من طرف واحد ، والتي تبرهن عن مدى هشاشة الوضع السياسي في العراق ، ويحاول كل طرف ان يمسك بزمام الامور وينفرد بفرض وصاياه المعلبة على العملية السياسية الجارية في العراق ،و بذلك نستطيع القول ان دفة الشراع  قد اصبحت معرضة للمزيد من النكسات السياسية ، والتي تخقي المجهول في القادم العراقي بما يتعلق بكتلتين متناقضين اللتان لا يلتقيان ابدا على نهج سياسي واحد ، ولهذا فان الوضع العراقي قد زادت سوءا بعدم القدرة على فرض التوافق بخصوص العمل على الية سياسية جديدة تبعد شبح التوترات المستقبلية في العراق ، ويبقى الابواب كلها مفتوحة على كل الاحتمالات ، وهذا يعني ان دعوة مقتدى الصدر للمظاهرة المليونية ليست بامكانها اضافة شيء جديد على الوضع الحالي بسبب تداخل الاوراق كلها  ، وجلبت عدم تقة الاطراف مع بعضها البعض من اجل توحيد الرؤى داخل المجلس ، بمعنى ان هناك عدم الثقة بالعبادي وهو موضع شك كبير لدى النواب المعتصمين الذين يتهمونه بعدم القدرة على تيسير الحكم على اسس سليمة وصحيحة تضمن نجاحها ….. وعلى هذا الاساس يبقى الانظار متجهة الى انعقاد جلسة البرلمان القادمة التي يتراسها سليم الجبوري لإضافة الوزراء الاخرين للتشكيلة الوزارية المرتقبة ، وربما لم يحضره النواب المعتصمون الذين يهددون بالجوء الى المحكمة الاتحادية للطعن بجلسات المجلس ، وهذا يعني ان صراعا سيشتد في وقتها مع سليم الجبوري  وربما وهذا ليس ببعيد ان يتجه النواب المعتصمون الى تشكيل كتلة برلمانية معارضة داخل مجلس النواب العراقي للوقوف بوجه الجبوري لإرغامه على التنحي عن رئاسته للمجلس النواب ، وبذلك نستطيع القول ان عمر البرلمان العراقي اصبح يعد اياما قليلة لتنهي بها مرحلته الحالية التي تمر بماساة حقيقية ربما نعجز من وصفها كاملة لكونها واحدة من الكوارث السياسية التي يشهدها الان العراق منذ سقوط العهد المباد  والى الآن ـ بمعنى  ان الوضع العراقي السائد يحتاج الى عقلية سياسية حكيمة تضع الامور في نصابها ، وتهيء ارضية مناسبة للحوار المباشر بين الاطراف السياسية جميعا  لتجاوز ما يتعمد البعض من فرض الشروط والوصايا  والخراب على العملية السياسية ليبقى العراق  سالما من العاهات والعوارض……..    

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب