17 أبريل، 2024 11:03 ص
Search
Close this search box.

هل ينبغي على الولايات المتحدة أن تكون القوة الجوية للشيعة في العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

ديف روثر/ الدايلي بروكرس- صحيفة ستار اكسبوننت
دعا السيناتور جون مكين وأحد كتّاب الأعمدة في صحيفة ستار اكسبوننت، الأمريكيين إلى أن تكون أعينهم في الميدان فيما يخص القصف المكثف لمناطق القبائل السنية في العراق والذي يهدف إلى مجابهة داعش. وقال أحد الظرفاء حول الموضوع: إذا كانت المطرقة هي الأداة الوحيدة لديك، فإن كل مشكلة ستبدو وكأنها مسمار. وهنا نتساءل هل ان الرأي العام الأمريكي حقا على استعداد أن يضع القوات الأمريكية ما بين فصيلين سياسيين عراقيين وطوائف مذهبية؟

بداية الصراع كانت تدور حول من منهم سيفرض سيطرته على الحكومة العراقية التي باشرت عملها مع الاحتلال الامريكي في العام 2003، عندما تم الاطاحة بحكومة صدام. وكانت الخطوة الأولى للتغيير الذي قام به نظام إدارة بوش هي أمر السلطة الانتقالية رقم واحد القاضي بإبعاد كبار أعضاء حزب البعث عن الوظائف الحكومية وحرمانهم من الرواتب التقاعدية. وكان الأكثر تضررا من هذا الإجراء الضباط السنة، فعندما تحولت مقاليد الحكم إلى الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة برئاسة الرئيس المالكي، تسارعت وتيرة برامج اجتثاث البعث والتمييز ضد السنة، وقد بدأ التمرد بمستوى منخفض، الأمر الذي كان عامل جذب للقوات الأمريكية.

ظهر تنظيم القاعدة في المشهد السياسي العراقي في العام 2006 ووعد بحماية القبائل السنية، والتحق بهذا التنظيم ميليشيات قبلية سنية وفلول النظام السابق ممن عانوا من التمييز. وبحلول العام 2007، كان الوضع الأمني سيئا للغاية، وكان الجيش العراقي غير مؤهل، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة تزيد من عديد قواتها لكسب الوقت، وكان من بين الأدوات التي استخدمها الجنرال بترايوس للتقليل من تهديد تنظيم القاعدة، الارتقاء بالميليشيات القبلية والتعاطف مع شكاواهم.

إن ظهور تنظيم داعش اليوم في العراق ما هو إلا تكرار للتاريخ. وقال الجنرال بترايوس إن “السبب المباشر لانهيار العراق يكمن في زيادة السلوك السلطوي والمذهبي والفاسد الذي انتهجته الحكومة العراقية ورئيسها بعد رحيل آخر الوحدات القتالية الأميركية  في العام 2011.” 

في ذلك الوقت حثث الولايات المتحدة بغداد بقوة على إلغاء برنامج اجتثاث البعث وتوقيع اتفاقية وضع القوات حتى يكون باستطاعة القوات الأمريكية البقاء وابداء المساعدة، إلا أن الحكومة العراقية في عهد الرئيس المالكي لم تحرك ساكنا بهذا الشأن. علاوة على ذلك، ففي كانون الأول 2011، اصدر المالكي مذكرة قبض بحق نائب الرئيس السني، الذي هرب إلى المنفى وانسحبت حينها الأحزاب السنية من البرلمان.

ويتواجد تنظيم داعش الآن في المناطق القبلية السنية الرئيسية في العراق، ويقود الجيش العراقي ضباط شيعة فاسدون لم يقاتلو وتركوا معدات الجيش في الميدان. على اي حال، يتمركز حوالي 80 بالمئة من الجيش العراقي في بغداد، وليس في الميدان، وإن من يقاتل داعش هم الميليشيات الشيعية التي يقع البعض منها تحت أمرة ضباط إيرانيين وملتحقة بها وحدات إيرانية.

إن اندفاع الميليشيا الشيعية إلى القرى السنية لا يمكن ان يكون وصفة للمصالحة، وكما قال الجنرال بترايوس مؤخرا إن المتطلب الأول لجهود مكافحة داعش ينبغي أن يكون عبر استخدام قوات سنية قادرة، وباستطاعتها المضي داخل المناطق ذات الغالبية السنية وينظر إلى مقاتليها على أنهم محررين، وليسوا طغاة. وافاد بترايوس أن التهديد الأكثر أهمية في العراق على المدى الطويل هو ذلك الذي تشكله الميليشيات الشيعية المدعومة إيرانيا، حيث إن شيعة إيران وشيعة العراق هما الآن متحالفان، التحالف الذي اراد البعض أن يقدم له الدعم الجوي الأمريكي الكامل.

إن المحللين في الولايات المتحدة، ومثال على ذلك كاتب الأعمدة في هذه الصحيفة الذي دعا إلى أن يكون للولايات المتحدة عيونا على الأرض لتوجيه حملات القصف، غابت عنه حقيقة أن تلك العيون في الوقت الحاضر ستؤدي فقط إلى مساعدة الميليشيات الشيعية، التي يديرها ضباط إيرانيون، في الاندفاع إلى قلب المناطق السنية، وأن قصف جميع المقاومين في المناطق القبلية السنية لن يكون عامل فصل لداعش عن السنة. إن التركيز على اتفاق لداعش في سوريا والعراق سيكون شراء وقت بالنسبة للعراق للتوفيق بين فصائله المحلية.

إن حملة القصف الأمريكية التي ستساعد الميليشيات الشيعية في التغلب على المقاومة السنية سيمكّن التحالف العراقي- الإيراني، ويقوي يد إيران في المنطقة. هؤلاء الذين لا يؤيدون زيادة النفوذ الإيراني ينبغي ان لا يدعون إلى إعارة القوة الجوية الأمريكية لأهداف سياسة طهران أو بغداد.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب