17 نوفمبر، 2024 6:46 م
Search
Close this search box.

هل يمکن عزل التأثير الايراني على ميليشيات الحشد؟

هل يمکن عزل التأثير الايراني على ميليشيات الحشد؟

الاحداث والتطورات الجارية بسبب أمور وقضايا مرتبطة بصورة أو أخرى بميليشيات الحشد الشعبي ولاسيما فيما يتعلق بخروقات وإنتهاکات لما يتعلق بالسيادة الوطنية للعراق أو بإرتکاب إعتداءات وتجاوزات على المسٶولين الحکوميين أو المواطنين الى جانب مايثار بخصوص قيامها بنشاطات تصب في قائمة الفساد والقيام بنشاطات مشبوهة، تضع هذه الميليشيات مرة أخرى تحت دائرة الضوء والتساٶل بخصوص دورها المستقبلي في العراق، والذي أصبح مصدر قلق ليس على صعيد العراق فقط فحسب وإنما على صعيد المنطقة والعالم أيضا.

السبب والعامل الاساسي في جعل ميليشيات الحشد مصدر خلق وإثارة المشاکل إرتباطاتها الخارجية والذي يتلخص في إرتباطها وتبعيتها للنظام الايراني، ومن الواضح بأن قطع هذه العلاقة أو الحد منها، قضية خارج إرادة قادة هذه الميليشيات ومن قبلهم السلطات العراقية نفسها وإن کونها لاتخضع لأوامر وقرارات الحکومة العراقية فإنها تتصرف وفق أهوائها وميولها، والذي يجب أخذه بنظر الاعتبار إن علاقة الميليشيات بطهران وتصرفاتها المتناقضة مع السياق العام هو الذي يولد الاشکالية في العراق بشأنها.

الاختلافات الجارية بين قادة الحشد نفسهم من جهة وبينهم وبين الحکومة العراقية من جهة أخرى ، يدل على إن هذه الميليشيات حالة طارئة وإستثنائية لايمکنها أن تتأقلم وتتناغم مع القوانين والانظة العراقية المعمول بها والمتعارف عليها، وإن الدول الغربية ودول إقليمية عندما تتحدث عن ذلك وتنتقده فإنها تعلم بأن بقاء الاوضاع على وضعها الحالي من حيث دور الميليشيات يعني إن العراق لايمکنه الاستقرار والاطمئنان الى دوره على صعيدي المنطقة والعالم، ولذلك فإن قضية التدخلات الايرانية في العراق ستبقى موضع ريبة وتستدعي التحرك الجاد من أجل معالجتها والحد منها.

هل يمکن عزل التأثير الايراني على ميليشيات الحشد الشعبي؟ لاريب من إن ذلك غير ممکن أبدا طالما بقي النظام الحاکم في إيران على حاله، ومن دون شك فإن النظام الايراني يعلم جيدا بأن إستقرار الاوضاع في العراق ليس في صالحه أبدا خصوصا من حيث تفعيل القوانين العراقية وجعل السيادة الوطنية في العراق أمرا واقعا وفوق کل إعتبار کما هو في سائر أرجاء العالم، فإن قضية نفوذ النظام الايراني بشکل خاص ونفوذ دول أخرى سيتم تحديدها، ولذلك فإن النظام الايراني يهمه کثيرا بأن تبقى الاوضاع في العراق مضطربة وليست مستقرة حتى يتسنى له تنفيذ مخططاته وتحقيق أهدافه وغاياته.

 

أحدث المقالات