22 نوفمبر، 2024 6:41 م
Search
Close this search box.

هل يمکن التعويل على جناح رفسنجاني روحاني في الانتخابات؟

هل يمکن التعويل على جناح رفسنجاني روحاني في الانتخابات؟

من الخطأ و السذاجة الاعتقاد بإن هناك إختلاف کبير و جذري بين الجناحين المتنافسين في النظام الديني المتطرف في طهران، وإن جناح رفسنجاني ـ روحاني الذي يطلق عليه کذبا الجناح الاصلاحي، يعارض القمع و الاستبداد الديني و الاعدامات و تصدير التطرف الديني و الارهاب للمنطقة و التدخل في ش?-;-ونها، فهما في الحقيقة و الواقع کجانبي المقص من حيث موقفهما واسلوب تعاملهما مع الشعب الايراني و المنطقة و العالم.
    المشکلة الاساسية في الصراع و التنافس الاستثنائي الحالي القائم بين جناحي النظام هي إن کلاهما يعلمان بإن هناك إعصار في الطريق الى هذا النظام القمعي الاستبدادي المعادي للإنسانية، ولذلك يسعى کل منهما لمعالجة الاوضاع الوخيمة و المزرية بحسب أسلوبه و طريقته، مع ملاحظة إن کل منهما لم يعد يطيق الاخر و يسعى للإجهاز عليه و إزاحته من طريقه و الامساك بزمام الامور لوحده، مع الاخذ بنظر الاعتبار أن أيا منهما لايفکر إطلاقا بإلغاء نظام ولاية الفقيه و إجراء تغيير على نهجه القمعي حيث إن ذلك يعني بالضرورة إنهاء إمتيازاتهما و تمهيد الارضية و بصورة تلقائية و بأياديهما للتغيير الجذري في إيران.
    مراجعة ماضي جناح رفسنجاني ـ روحاني و إستحضار ماقد قدمه أقطاب هذا الجناح و لايزال يقدموه من خدمات واسعة النطاق و مختلفة لهذا النظام القمعي من أجل ديمومته و إستمراره و ضمان قوته، حيث إن المشکلة لاتتعلق بالموقف من النظام وانما في الحرص عليه و کل منهما يبذل مابوسعه من أجل المحافظة على النظام و بالتالي المحافظة على مصالحه.
    الاتفاق النووي الذي تحقق بفضل مساعي جناح رفسنجاني ـ روحاني، يبدو واضحا بإن هذا الجناح يحاول جهد إمکانه إستخدامه و توظيفه في الانتخابات ضد جناح المرشد الاعلى للنظام، في حين إن الجناح الآخر خصوصا إذا مارجعنا مواقفه و التصريحات الصادرة عنه بشأن الاتفاق النووي، فإننا نجد إنه يطعن في الاتفاق و يتهکم عليه و يصوره وکإنه لم يحقق شيئا للنظام وانما يمهد الارضية من أجل النيل من النظام و تضييق الخناق عليه، على الرغم من إن هذا الاتفاق وکما يعرف الشعب الايراني جيدا بإنه کان نتاج هزيمة عامة للنظام و للمرشد الاعلى بشکل خاص، وان النظام الذي صوره لفترة ما على إنه نصر سياسي، عاد ليقول العکس و إن هذا التناقض و التضارب في المواقف و الاراء يدل فعلا على إن الوضع و بصورة عامة ليس على مايرام في إيران للجناحين على حد سواء و من الخطأ التعويل على أي جناح منهما.

أحدث المقالات