23 ديسمبر، 2024 12:28 ص

هل يمکن إنقاذ السفينة حقا؟

هل يمکن إنقاذ السفينة حقا؟

لايبدو أبدا بأنه في وسع القادة والمسٶولون في النظام الايراني من إخفاء واقع الازمة الطاحنة التي يواجهها هذا النظام على مختلف الاصعدة والإيحاء بأن الامور على مايرام وإنه ليس هناك من أخطار وتهديدات غير عادية تحدق بهم من کل جانب، وإن مطالعة مايرد في وسائل إعلام النظام ولاسيما الرسمية منها والتي هي الاقرب للتعبير عن الحقيقة من تلك التصريحات التمويهية والعنترية التي يدلي بها قادة النظام وبشکل خاص خلال هذه الفترة حيث يسعون منها ورائها التغطية على الواقع المزري والوخيم المحيط بهم ومحاولة خداع المجتمع الدولي من أجل الخروج بحصيلة أفضل من مفاوضات فينا.
الجميع في النظام الايراني ومن کل الاتجاهات والاجنحة، يقفون على المسافة نفسها من الشعب الايراني وإنه لو حدث أي مکروه للنظام ولاقى ماقد لاقاه سلفه نظام الشاه، فإنهم سيلاقون جميعا نفس المصير لکونهم قد إشترکوا جميعا في دفع الشعب والبلاد الى الاوضاع الحالية التي وصل الحال فيه بالشعب الى أسوأ مايکون وصار أغلبيته يعيشون بسبب ذلك تحت خط الفقر، ومن هنا جاء ماقد کتبته صحيفة”شرق” عندما حذرت الجميع بقولها:” الأفضل حماية القارب نحن الجميع جالسين بإخلاص. دعونا لا نخلق ثغرة في أي مكان تحت ذرائع كاذبة ودوافع شخصية وسياسية”، وبنفس السياق کتبت صحيفة “جهان صنعت” في مقال تحت عنوان”لا تخترق سفينتك” وهي تخاطب القادة والمسٶولين في النظام على تبادل اللوم فيما بينها على التفجير في المراكز النووية للنظام، قائلة: “يجب على جميع اولئك المهمومين والمحافظين الانتباه إلى أن كسب السلطة وكرسي الرئاسة بإبعاد حسن روحاني ورفاقه ليس بالأمر الجذاب بما يكفي لاختراق السفينة (النظام) وانتهاك المصالح الوطنية للبلد الذي هم مواطنوه”، ويبدو إن الصحيفتين تتشارکان الهموم بخصوص التهديد الذي يحدق بسفينة النظام وخطر غرقها الذي يعني هلاك کل من عليها، ولکن هل يمکن حقا إنقاذ هذه السفينة وتجنب غرقها؟!
النظام لايعاني من خطر وتهديد معين بل إنه يعاني ويواجه تهديدات وتحديات لاحصر لها، ويبدو واضحا بأن هذا النظام قد أدرك بأن التهديدات والتحديات التي يواجهها لم يعد سهلا عليه أن يقف بوجهها، ومع إن هناك الکثير من التهديدات والتحديات فإنه ليس هناك من شك بأن النظام يضع دائما وعلى رأس أولوياته الخطر والتهديد الذي يحدق بمصير النظام والذي وکما أکد قادة النظام دائما بأنه ليس خطرا خارجيا بل إنه داخلي ويتعلق برافضيه والواقفين ضده ومن دون شك فإن أکبر خطر بهذا الصدد کما إعترفوا يتجسد في منظمة مجاهدي خلق، وإن ماجاء في إفتتاحية لصحيفة حکومة روحاني المسماة”إيران” بقلم سفير سابق للنظام من تحذير لاولئك المعارضين للمفاوضات مع الولايات المتحدة، من أن نجاح النظام في رفع العقوبات رهين بهزيمة مجاهدي خلق قائلا: “ليس من الواضح كيف تكون العلاقات الاقليمية او الدولية.. في الوقت نفسه، يجب ألا ننسى أنه تم تفعيل جماعات ضغط قوية داخل الولايات المتحدة والمنطقة لمنع (النظام) من النجاح في هذه المفاوضات. “في مثل هذه الحالة، لا ينبغي حتى إهمال يوم واحد”، وهذا الکلام يعني إن الخطر الذي واجهه النظام من جانب مجاهدي خلق في الداخل والتي قادت الى إندلاع 4 إنتفاضات شعبية ضده وآلاف الاحتجاجات والنشاطات الرافضة له، فإن هناك خطر خارجي لها من خلال القوى والشخصيات السياسية العالمية المٶيدة والمساندة لها، وهذا يعني بأن إنقاذ السفينة الخرقاء للنظام الايراني وفي ظل الظروف والاوضاع المختلفة المحيطة به مهمة ليست صعبة بل وحتى مستحيلة.