المواقف الصعبة تظهر معدن الرجال ، وهم يعرفون حينها وعندما تكون التحديات فوق المعتاد والمتوقع وربما كانت تلك الفترة الممتدة من منتصف العام 2016 وحتى اليوم قاسية لجهة الضغط على البرلمان ومحاولة حرفه عن مساره الوطني والتشهير به وتشكيل جيوش ألكترونية مدفوعة الثمن لتقويض جهوده وإحباط مساعيه الوطنية وسعيه الحثيث للنهوض بواقع العمل البرلماني وتشريع القوانين التي توفر ضمانات نجاح السلطتين التشريعية والتنفيذية ودعم الحكومة ومنع أي إخلال بالدستور، أو التجاوز عليه من أي طرف مهما كان نوع فعل هذا الطرف وحضوره .
وكان دور رئيس البرلمان في مثل تلك الظروف هادئا حكيما عقلانيا باعثا على الثقة لتجاوز الأزمة خاصة عندما إقتحم متظاهرون غاضبون المنطقة الخضراء حيث كان رد فعل رئيس البرلمان الدكتور سليم الجبوري أبويا ، ولم يعمل على التصعيد، ولم يهاجم الناس، ولم يصفهم بأوصاف سيئة ، أو دعا الى إستخدام العنف والقوة ، بل كان رحيما أبويا معبرا عن روح المسؤولية والشعور العالي بالإلتزام ، ويدرك الصحفيون العراقيون الطبيعة الأخلاقية المتماسكة وغير الإنفعالية للدكتور الجبوري، ورغبته في مد جسور الثقة بين المكونات الأساسية للشعب العراقي، ورفض مناخ خلق الأزمات الذي يعمل عليه آخرون ، بل هو جزء من نظام وطني يسعى الى بناء الدولة ، لا الى الصدام والتشنج والعدواة وهو أسلوب يجب أن يقتدي به الآخرون ، ويعملون عليه لأنه السبيل الى بناء الدولة الحديثة القائمة على علاقات حسن الجوار مع المحيط والتوازن الطبيعي .
قام الدكتور سليم الجبوري بزيارات عمل مهمة الى الولايات المتحدة الامريكية ودول الإتحاد الاوربي وكذلك الدول العربية والإقليمة خاصة تركيا وإيران والمملكة العربية السعودية وبعث برسائل واضحة الى تلك الدول أن العراق بلد عظيم وحضاري وإنه منفتح على الجميع ويسعى الى القيام بدوره ومهمته كطرف فاعل في المجتمع الدولي عليه إلتزامات وواجبات يسعى الى تنفيذها وينتظر في المقابل من المجتمع الدولي أن يقوم بدوره هو الآخر للنهوض بواقع العراق الإقتصادي ورفض الإرهاب وتقديم العون للقوات العراقية مؤكدا على أن العراق جزء من المجتمع الدولي وليس عضوا في محور صراع مهما كانت المغريات او الدوافع والظروف لان السعي الى بناء الدولة لايستقيم في ظل صراع محموم ونزاعات ومناكفات لن تؤدي إلا الى المزيد من العنف والضياع والتدمير .
الكتل السياسية عموما تعرف جيدا المستوى الرفيع من الاخلاق والمهنية والحنكة التي عليها الدكتور سليم الجبوري ولذلك فكلامه وآراؤه مسموعة ومحترمة وساهم من خلالها في حلحلة المشاكل ونزع فتيل أزمات كادت ان تودي بالعراق ومستقبل الشعب وبرغم وجود بعض الأقلام والأصوات المأجورة التي تحاول النيل من شخصية الدكتور الجبوري وتقدح بطريقة عمل البرلمان إلا أن ذلك نوع من التهويل وعدم المعرفة والإندفاع وراء المصالح من قبل هولاء الذين باعوا كرامتهم لجهات سياسية دولية وإقليمية وحتى داخلية ومهمتها الإنتقاص من الرموز الوطنية التي لن نسمح بأن تمس، بل سنكون سندا وعضدا لها في المراحل المقبلة لنبني وطننا قويا ومستقرا، ولن نرضخ للضغوط .
[email protected]