دعما للاقوال الـداعية الى ” الوحدة” بين المسلمين وهي اقوال خير ورحمة وطيبة نقترح لاجل ان تكون الاقوال فاعلة ومثمرة ان يصار الى الاتفاق على الغاء الفوارق القاتلة التي تحول دون تحقيق “الهدف المنشود” بين مذاهب السنة ومذاهب الشيعة وهي اي الفوارق كثيرة لكن نخص منها هاهنا موضوعة اساسية وجوهرية وقد سفحت بسببها دماء كثيرة من كلا الفريقين في حروبهما التي اندلعت منذ وفاة النبي ولم يزل اوار نارها متقدا يلتهم كل يوم مئات الضحايا البريئة في مشارق الاض ومغاربها الا وهي موضوعة الوضوء.
لا يخفى على كل ذي عقل ان التعارض في الادلة في اية قضية مدنية او فكرية او قضائية دليل على بطلانها. والتعارض في الادلة على كيفية الوضوء من الوضوح بحيث لا ينكره احد ولكلا الفريقين من الادلة الدامغة والحجج القاهرة ما يصلح براهين ساطعة ماحقة على اثبات ما يرون في كيفية الوضوء غسلا للاقدام او مسحا عليها او بها كما يرد في الاية المختصة بالوضوء والتي كلفت فيها قواعد الاعراب وحركاته اللعينة التي لم تكن حاضرة انذاك ايام نزول الوحي اذ تاخر نزولها ما يقارب مئتي عام او شيء من ها القبيل٫كلفت الفريقين اثمانا باهضة وازهقت ارواحا كثيرة.
لذلك نقترح على الفقهاء من الفريقين واهل العلم والحل والربط كخطوة عملية لخصم النزاع وتحقيق الهدف المبارك المنشود وحقن الدماء الغاء الوضوء من اساسه ولن تعجزهم حيلة في ايجاد مخرج فقهي لهذا الالغاء اذا ما عقدوا العزم وصفوا النية واحسنوا التصرف حيث ان باب التاويل مفتوح الى يوم الدين والراسخون في العلم من الوفرة بحيث لو وقفوا صفا واحدا لاكلموا حلقة تتحزم بها امنا الكروية الارض.
يمكن مثلا القول ان العبادات التي هي ممارسات رمزية سنها النبي وفق ما يناسب مدارك معاصريه كطريقة مقترحة وليست شكلا نهائيا منزلا بحرفياته اذ ان الاساس فيها اي العبادات هو القصد والغاية التي هي تطهير القلب والجوارح وليست مجرد ممارسات بدنية كالغسل بالماء للوجوه والايدي والارجل حسب اهل السنة والجماعة او مسحا بالاخيرة حسب الشيعة اذ ان مثل هذه العملية مع احترامنا الكبير للمتعبدين لا تحتاج الى عبقرية ما للقيام بها وليست عملا جبارا او ابتكارا بارعا ولا اظن الله يريد منا ان نغسل وجوهنا وايدينا ونهمل قلوبنا او ان نخفض جباهنا ونرفع مؤخراتنا بينما تظل ارواحنا متكبرة عالية.
مجرد اقتراح ونرجوا من اهل الله وعباده وحراسه وحمايته ان يوسعوا صدورهم قليلا وان لا يزعلون علينا -هكذا – لمثل هذه البدعات والخزعبلات.
اخيرا لا بد ان نشير الى ان محبتنا للاسلام ولاهله ونحن منهم وحرصنا على تصفيته وتنقيته وتشذيبه وتهذيبه وتحديثه هي ما املت علينا الحديث بمثل هذه الصراحة الربما موجعة قليلا وبمثل هذا الوضوح الربما قاسيا بعض الشيء.
ليكن الوضوء قربانا وهو قربان بلا دم لاجل تحقيق غاية نبيلة عضمى وهدفا ساميا.
كان هذا مقترحا بشان الوضوء ” العظيم” وتليه مقترحات اخرى حسب التساهيل.
غفرانك اللهم ان كنا قد ضللنا او غوينا. لا نريد سوي وجهك الذي احاط بكل شيئ.