23 ديسمبر، 2024 5:44 ص

هل يمكن ان ينطبق عهد الامام علي لمالك الاشتر على واقع الأحزاب والحكومة الفاسدة الظالمة في العراق اليوم: الى انظار عبد المهدي الكربلائي ومكتب علي السيستاني؟

هل يمكن ان ينطبق عهد الامام علي لمالك الاشتر على واقع الأحزاب والحكومة الفاسدة الظالمة في العراق اليوم: الى انظار عبد المهدي الكربلائي ومكتب علي السيستاني؟

هل يمكن ان ينطبق عهد الامام علي لمالك الاشتر على واقع الأحزاب والحكومة الفاسدة الظالمة في العراق اليوم: الى انظار عبد المهدي الكربلائي ومكتب علي السيستاني؟
كررعبد المهدي الكربلائي استعانته بكتاب الامام علي (عليه السلام) لمالك بن الحارث النخعي الاشتر الذي ولاه الامام علي (مصر) ولكنه لم يكمل ولايته حيث مات مسموما عند بلاد القلزم قبل وصوله مصر. والرسالة التي تتضمن (وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبّة لهم، واللطف بهم، ولا تكوننَّ عليهم سَبُعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنّهم صنفان: إمّا أخٌ لك في الدين، وإمّا نظير لك في الخلق) اتخذت كوثيقة من وثائق الأمم المتحدة وأصبحت تدرس في مجال الحقوق البشرية عالمياً. ولكن الضرف الذي كتبه الامام علي لمالك الاشتر هو النصيحة التي تسبق السلطة وهي لا تشابه ابدا ما يجري في العراق اليوم. فالذي يجري في العراق هو فساد مشهود وقتل مروع وفشل واضح وتدهور خطير وعمالة لدول أخرى وشعب مقهور ترتفع فيه معدلات الفقر والبطالة والقهر والظلم والتدهور والتمزق والموت في كافة القطاعات فبعد ان كان من افضل البلدان صناعة وصحة وتدريس وبحوث وزراعة ونمو اصبح من أرداها وادناها وافقرها رغم خيراته. وواقع حال العراق اليوم يشهد على ان حكومته فاسدة واحزابها مراوغة ولا تهتم الا لمصالحها وقد فقد الشعب ثقته فيها ولحق بالشعب ظلم لم يستثني أحدا الا الظالمين انفسهم. فلو كان الامام علي (عليه السلام) موجوداً اليوم لقال كلام لحكام العراق غير ما قاله لمالك الاشتر لان واقع الحال مختلف فلعله يقول له بواضح العبارة اعزل نفسك بنفسك وقدم نفسك للحق والعدالة لما ارتكبت بحق الناس والشعب عامة. ان الامام علي سوف لن ولا يقول لحكام مثل حكام العراق كما قال لمالك الاشتر فشتان بين هذا وذاك واذا كانت ثقته (عليه السلام) بمالك كبيرة ورغم ذلك يوجهه هذا التوجيه الخطير فمن المؤكد انه سيقول قولاً مختلفا تماما الاحزاب وحكومة العراق التي تقتل شعبها وافسدت فيه وفشلت وانتفض عليها الناس. ترى هل سيقول علي لهم ما قاله لمالك ومالك من ثقاته ومعتمديه وهو يعلم بانه سيفعل خيراً لأهل مصر. بالتأكيد سيقول علي شيئا اخر وسيكون موقفه حازماً مدافعا عن المظلومين وضد الظالمين والفاسدين والفاشلين والعملاء.

وعلي (عليه السلام) هو الذي قال: وأيم الله لأنصفن المظلوم من ظالمه ولأقودن الظالم بخزامته حتى أورده منهل الحق وإن كان كارها.

وقال كذلك: أحسن العدل نصرة المظلوم.

وقال محمد الباقر (عليه السلام): ما يأخذ المظلوم من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من دنيا المظلوم.

وقال رسول الله (صلى الله عليه واله): الظلمة واعوانهم في النار.

وقال كذلك: اذا كان يوم القيامة نادى مناد …… أين الظلمة واعوانهم؟ ….. من لاق لهم دواة او ربط لهم كيسا او مد لهم مدة قلم فاحشروهم معهم.

وقال كذلك: من أعان ظالما على ظلمه جاء يوم القيامة وعلى جبهته مكتوب : آيس من رحمة الله.

وقال : من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام.

وقال: من مشى مع ظالم فقد أجرم ، يقول الله : إنا من المجرمين منتقمون.

وقال: من أخذ للمظلوم من الظالم كان معي في الجنة مصاحبا.

وقال: اتقوا دعوة المظلوم ، فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة

وقال الامام الصادق (عليه السلام): العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء ثلاثتهم.

وقال: إن أعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار حتى يحكم الله بين العباد.

وقال: ما من مؤمن يعين مؤمنا مظلوما إلا كان أفضل من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام ، وما من مؤمن ينصر أخاه وهو يقدر على نصرته إلا نصره الله في الدنيا والآخرة ، وما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلا خذله في الدنيا والآخرة.

وقال: من عذر ظالما بظلمه سلط الله عليه من يظلمه ، فإن دعا لم يستجب له ، ولم يأجره الله على ظلامته.

الظلم هو وضع الشيء في غير محله ووقته ينتج عنه التعدي من الحق الى الباطل كالتعدي على ممتلكات الاخرين او أموالهم او اعراضهم سواء بالفعل او القول وهو على أنواع عديدة. الذي يهمنا هنا وله علاقة بثورة الشباب العراقي هو ظلم الحاكم او الحكام للشعب. ومن هذا النوع من الظلم هو ظلم الحاكم للشعب بالفعل الذي ينطوي على القهر والضرب والقتل وسرقات أموال الشعب وتفتيت وحدته بالفتنة وتجهيل الناس واكل أموالهم وعدم اعطائهم حقوقهم والتجسس عليهم وخيانة الأمانة مثل العمالة لدول وشعوب أخرى غير الشعب المحكوم من قبلهم واهمال تطوير مقدراتهم سواء عمداً او من دون عمد. هذا ما تضمنته أقول المسلمين ومنهم أئمة اهل البيت وهي نفس المبادئ التي تقوم عليها المنظمات الإنسانية.

ان الذي تقوم به وقامت به حكومات العراق ما بعد عام ٢٠٠٣ من سرقات وقتل واهمال وفشل وتقاعس وعمالة للدول الأخرى مثل دولة ايران واهمال لمصالح الناس وقتل واعاقة عشرات الالاف منهم بشكل مستمر على مدى الأسابيع الماضية وغير ذلك مما يحتاج الى مجلدات للكتابة عنه إضافة للفساد المستشري والذي تصر عليه هذه الحكومة واحزابها هذا كله ينطوي تحت تصنيف الظلم. هذا النظام الفاسد في العراق والذي يصر على فساده اذن هو نظام ظالم للشعب وعليه يقع عقوبة الظالمين في الدنيا والاخرة.

قال تعالى: ولاتركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار. ولا تركنوا، أي لاتميلوا حتى الميل اليسير اليهم و النهي عن الانحطاط في هواهم، والانقطاع إليهم ومصاحبتهم ومجالستهم وزيارتهم ومداهنتهم والرضا بأعمالهم، والتشبه بهم والتزيي بزيهم ومدّ العين إلى زهرتهم، وذكرهم بما فيه تعظيم لهم. والذين ظلموا أي إلى الذين وجد منهم الظلم، ولم يقل إلى الظالمين … أي ان الله نهى ليس عن الظالمين فقط بل (الذين ظلموا) وهو تعبير يدل على ان هؤلاء قد يكونون في مجمل أعمالهم أناس عاديين ولكنهم صدر منهم الظلم في وقت ما خاصة عندما يكونون في السلطة.

وإن الظلم لا يرتكب إلاّ بالأعوان وبسكوت أهل الحق عن حقهم، والميل إلى أعوان الظلمة وليس بالظالم فقط.

ونحن نرى ان الذين صعدوا الى سدة الحكم من أمثال نوري المالكي وعادل عبد المهدي وباقي الجوقة من الأحزاب والكتل وأعضاء البرلمان قد اشربت قلوبهم حب الدنيا والسلطة والتسلط والابهة والسيطرة والظهور حتى اعمت عيونهم وبصائرهم وقتلت ضمائرهم فأصبحوا وامسوا كالسكارى لاهم لهم الا البقاء في كرسي الحكم أكبر فترة ممكنة ولو اقتضى الأمر إبادة الحرث والنسل، ومقاطعة هكذا حاكم أمر حتمي لا نقاش فيه، وعدم الالتقاء معه في أية نقطة هو الآخر أمر لا غبار عليه. وهذا ما سيقوله لهم علي بن ابي طالب (عليه السلام) لانهم ليسوا مالك الاشتر ولو كان مالك الاشتر عمل ما عمل هؤلاء بعد توليه ولاية مصر وانتفض عليه الشعب لقال له علي شيء آخر ولعزله وحاكمه كما رأينا في أقواله واقوال رسول الله والائمة وعليه فان حكام العراق اليوم قد تجاوزوا مرحلة النصح وهذا لايفيد معهم واتخاذه من قبل عبد المهدي الكربلائي مادة متكررة قد يثير الشكوك حوله وحول السيد علي السيستاني فلذا نسترعي انتباهه وعليه ان يمثل علي (عليه السلام) بأفضل واقوى صورة وليس بأضعافها واهونها وهو الذي قال: وأيم الله لأنصفن المظلوم من ظالمه ولأقودن الظالم بخزامته حتى أورده منهل الحق وإن كان كارها.

وقال عليه السلام: للظالم ثلاث علامات …. يقهر من دونه بالغلبة؛ ومن فوقه بالمعصية؛ ويظاهر الظلمة … وهذه جميعا تنطبق تماما على حكام وأحزاب العراق حالياً.

و اخيراً لابد من التعريج على قول (الغريب في ارض طوس) الإمام الرضا ( عليه السلام ) – في أعمال السلطان الجائر حيث قال: الدخول في أعمالهم والعون لهم والسعي في حوائجهم عديل الكفر!

النصر للعراق وشبابه ضد الظالمين من سلطة الأحزاب الفاشلة والعميلة والفاسدة والمتسلطة على صدور الشعب دون رضاه.