يجتمع في الرياض المئات من الشخصيات اليمنية الممثلة بأحزاب وتنظيمات وفئات مجتمعية لبحث المشاكل في اليمن وخصوصاً الظروف التي تشهدها المناطق المحررة، والاجتماع حصل بناءً على دعوة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بحضور المبعوثين الأممي والأميركي بهدف ايقاف الحرب في اليمن، حيث تتزامن المشاورات مع إعلان الحكومة اليمنية والتحالف على إيقاف العمليات العسكرية طيلة شهر رمضان بهدف تهيئة الظروف المناسبة لإنجاح المشاورات لتحقيق سلام دائم. واكيد انها خطوة ايجابية لبحث المشاكل التي تواجهها الحكومة اليمنية ومعالجة الازمة الانسانية من اجل رفع المعانات عن المواطن اليمني ومواجهة الفساد وايجاد السبل الناجعة في توزيع مواد الاغاثة، وخلق بيئة لصناعة السلام وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، بينما يلف الغموض حول مشاركة الحوثيين الذين أعلنوا مسبقاً عدم حضورهم المشاورات، اذن ما الفائدة من المشاورات والطرف الفاعل في اشعال الحرب في اليمن لم يشارك في الحوار والاكثر من ذلك الميليشيات الحوثية تخترق الهدنة وتكثف من اعتداءاتها باطلاق المسيرات على دول الجوار .. مما يعني ان المشاورات لا تعدو سوى خطوة رمزية لها اثر اعلامي اكثر من اثر عملي على الارض مالم يتم اجبار الاطراف المتصارعة المشاركة في المشاورات لتأسيس صيغ جادة لصناعة السلام وهذا بالتأكيد سوف لن يحصل طالما القرار السياسي نابع من البعد العقائدي الذي يحدد مسار السلوك السياسي للحوثيين الذي ترعاه ايران وتمدهم بالمال والسلاح لاستمرار القتال من اجل اتخاذ اليمن ورقة ضغط ومساومة اقليمية ودولية تستخدم لزعزعة الاستقرار في المنطقة لصالح ايران .. لهذا على دول مجلس التعاون الخليجي ان تعي ان الهدنة خدعة اممية بشر بها وروجها المبعوث الاممي هانس غروندبرغ لانقاذ الحوثيين من اجل اعادة تنظيم تشكيلاتهم العسكرية واكتمال ارسال الامدادات من السلاح والعتاد بعد رفع القيود على الموانئ البحرية ومطار صنعاء، مما يعني ان تلك الاجراءات تصب في مصلحة الحوثيين مالم يتم اجبارهم على المشاركة الفعلية في حوار جاد يحقق السلام فِي اليمن وذلك لا يمكن ان يحصل دون قطع الامدادات العسكرية الايرانية للحوثيين والتي غالباً ما شاركت بعض الاطراف الدولية بها من خلال مشروع الاغاثة لاستمرار الحرب وفق الاجندة الامريكية التي تقضي باشعال الحروب في بؤر مختلفة في العالم من غير غالب ولا مغلوب، وبالرغم من ذلك هناك جانب ايجابي أستجد من خلال تلك المشاورات وهو التأكيد على الحل العربي لصناعة السلام في اليمن وهذا ما عبر عنه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور نايف الحجرف بقوله لا يمكن أن يتحقق الأمن والاستقرار المنشود الا ما يقرره أبناء اليمن فالحل يمني وبأيديهم يتحقق السلام .. لذلك يفترض من اولويات مخارج الحوار تفعيل الدور العربي من اجل رسم خارطة طريق نحو حل المشاكل العربية بعيداً عن التدخلات الخارجية التي غالباً ما كانت تغطى بستار اممي .. مما يعني ان الحل العربي خطوة بالاتجاه الصحيح ولو انها جاءت متأخرة ولكن عسى ان تكون الاساس الذي تبنى عليه المواقف المستقبلية في حل المشاكل العربية.