الجميع يشكو من ازمة النقل الداخلي في بغداد ليس بسبب قلة مركبات النقل العامة او الخاصة ولكن بسبب الزحامات الخانقة التي تسبب معاناة في عدم وصول الموظف الى محل عمله و الطالب الى كليته بالوقت المحدد .. وفي بادرة حسنة ومحمودة من سكك حديد العراق قامت الشركة بتسيير قطارات يوميا لنقل المواطنين من محطة قطار المحمودية الى المحطة المركزية في منطقة العلاوي وسط بغداد ..وبحسب الخبر الذي نشرته صحيفة المدى فان موعد انطلاق القطار من محطة المحمودية سيكون في الساعة 6،45 مرورا بالمحطات الفرعية ابو دشير وهي من المناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية وام الطبول القريبة من حي النفط والداخلية في اليرموك والقادسية وربما يمكن الاستفادة من هذه المحطة حتى لسكنة البياع وغيرها عند الضرورة .. اما موعد وصول القطار فهو الثامنة صباحا .. في حين يغادر الى المحمودية من المحطة المركزية الساعة الثالثة بعد الظهر ليصل في الساعة الرابعة والربع ..وباجرة زهيدة الف دينار للراكب ..
قد يكون من المبكر تقييم التجربة كونها لم يمض عليها غير بضعة ايام غير ان الفضول الصحفي دفعني لصعود سيارة نقل عام ( كيا ) الى المحمودية من اجل احتساب الوقت الذي تستغرقه الرحلة فكانت بحدود الساعة الا خمس دقائق وهي لاتشكل فارقا كبيرا بينها وبين الوقت الذي يستغرقه القطار .. لقد كان بالامكان قطع المسافة بوقت اقل لولا مشكلة قدم خط السكة الذي يمنع سائق القطار من زيادة سرعته خاصة وان معدل سرعة القطارات الحديثة التي اشترتها السكك من الصين تتراوح بين 125 الى 150 كم بالساعة وبحسب معلوماتي فان التخصصيات المالية تشكل العائق الرئيس امام تأهيل خط السكة الذي لم يعد يواكب القطارات الحديثة ..
وفي كل الاحوال فان مبادرة السكك جيدة ويمكن ان تسهم في حل جزء من ازمة النقل الداخلي والتخفيف من معاناة المواطنين كما يمكن لهذه التجربة الوليدة ان تتطور اذا ما توفرت المستلزمات واهمها قناعة المواطن بجدوى استخدامه القطار في النقل الداخلي . ونقترح هنا قيام الشركة العامة لسكك حديد العراق بالتنسيق مع المجالس البلدية و المحلية في المحمودية وابو دشير واليرموك لعقد ندوات مع سكنة هذه المناطق لاطلاعهم على التجربة من ناحية والاستماع الى ملاحظاتهم من ناحية اخرى .. كما يمكن وضع اعلانات في تلك المناطق للتعريف بالتجربة اذا ما تعذر الاعلان في الفضائيات بسبب الضائقة المالية .. ربما لن تحقق التجربة في ايامها الاولى موارد مالية كافية تجعلها تحقق الجدوى الاقتصادية وهذا يحتاج الى قليل من سعة صدر وتحمل المسؤولين في وزارة النقل عامة فهذه التجربة تستحق الدعم لتتوسع وربما لتشمل مناطق اخرى .