سؤال مشروع يطرحه كل عراقي ملتاع على نفسه وسط ما عاشه ويعيشه من ازمات لم تنته اخرها سياسة التجويع بتأخير صرف رواتب الموظفين وما تسببه من قلق مزمن ومشروع عن مستقبل مازال منذ الاحتلال البغيض الى الان في عداد المجهول .. فمع تأكيد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي قبل ايام واثناء لقائه بالمفوضية العليا المستقلة للانتخابات ، على اجراء الانتخابات المبكرة في السادس من حزيران من العام المقبل ، تتجاذب المواطن الاراء والتحليلات السياسية عن جدوى المشاركة في الانتخابات المقبلة فهناك من يدعو الى المشاركة الواسعة لاختيار المرشح الاقرب الى تفهم هموم وتطلعات المواطنين وتفويت الفرصة على الاحزاب الطائفية بالاستحواذ على مقاعد مجلس النواب في حين ان البعض يرى بانه من المستحيل ضمان نزاهة هذه الانتخابات في ضوء بقاء سيطرة الاحزاب وضعف القانون وبقاء السلاح المنفلت سيد الموقف بعد العجز الواضح للاجهزة الامنية من السيطرة عليه . ومن المناسب هنا ان نذكر بما حققته ثورة تشرين الشعبية التي انطلقت في 2019 من متغيرات ابرزها كسر حاجز الخوف ورفض الطائفية ورموزها من احزاب وشخصيات واعادة الاعتبار للمواطنة ومفهوم الوطنية وهو ما يبعث يعض الامل في النفوس من امكانية احداث تغيير اذا ما نظم ثوار تشرين انفسهم ووحدوا صفوفهم في اطار مشروع وطني كبير . ولكي لانغرق انفسنا في تفاؤل غير مدروس علينا ان ندرس بواقعية التحديات التي تجابه اي توجه وطني يخوض الانتخابات ومنها سعي الاحزاب الطائفية المهيمنة لخلط الاوراق على المواطنين وبلبلة وتشويش الافكار من خلال اقامة احزاب جديدة بمسميات وطنية مخادعة ومحاولة الالتفاف على ثورة تشرين بل افشالها بمختلف الوسائل وهو ما عملت عليه عندما زجت بمجاميع منها في ساحات التظاهرات ، كما انها ، اي الاحزاب الطائفية ، ستعمل وكما في كل مرة على توحيد صفوفها لضمان الحصول على اكبر عدد من المقاعد في مجلس النواب . ولا ننسى ان اكثر من سبعة عشر عاما منذ الاحتلال الى اليوم وفرت للاحزاب الطائفية كل الامكانيات ومنها المال الحرام والقوة على عكس التيارات الوطنية وثوار تشرين الذين لايملكون غير ثقة الشعب بهم وهو عامل غير مضمون ولا يمكنه ان يحسم نتائج الانتخابات لصالح التغيير اذا بقيت التيارات والشخصيات الوطنية المدنية بمختلف تنوعاتها ، بما فيها شباب تشرين الابطال ، مشتته وكل جهة تعمل لوحدها لاستقطاب اكبر عدد من المؤيدين لها . ومن هنا فان من اولى واجباتها هو العمل الجدي على توحيد صفوفها في اطار مشروع وطني جامع لها والتخلي عن روح الانانية . وبحسب معلوماتي المتواضعة الى ان هنالك الان مشروعان ينضجان على الساحة بهذا الاتجاه اتمنى ان يتوحدا على طريق تخليص العراق مما هو فيه كما ان عليهما الانفتاح على بقية الاحزاب الوطنية للانضمام اليها تحت مسمى واحد يضع حدأ لحالة التشرذم التي تصب في صالح الاحزاب الفاشلة والفاسدة كما ان عليهم اذا ما ارادوا ان يكسبوا ثقة المواطن ان يختاروا خطابا وطنيا يمكن المواطن من الفرز بينهم وبين ادعياء الوطنية المزيفون .. الانتخابات مقبلة سواء مبكرة ام لا وليس امام القوى الوطنية وخاصة شباب ثورة تشرين الا الوحدة لتحقيق الانتصارللعراق على اعدائه الطائفيين المحاصصاتيين الفاسدين . المواجهة مع احزاب السلطة ليست سهلة بل صعبة جدا لكنها ليست مستحيلة .