بعد الفشل المميز والساحق الذي حققته الأحزاب الشيعية العراقيةالمجتمعة في الإئتلاف الوطني العراقيفي إدارة دفة الحكم في العراق وإقامة موازين العدل والمساواة بين أفراد شعبه … وإن إدعى بعض مكونات هذا الإئتلاف( وفي مزايدات مفضوحةوقبيحة ) من أنهم أفضل من غيرهم …وفي تبادل أدوار مفضوح فاحت رائحته النتنة منذ بدايات الإحتلال … وبعد إندثار آثار الحزب الإسلامي العراقي الذي يذكرنا بظاهرة التبخر الفيزيائية !!! … وبعد الموقف البطولي والشجاعة الفائقة التي أبداها المقاتل البطل الشيخ مهدي الصميدعي رئيس هيئة الإفتاء السلفية ( والذي يدعي أنه المرجع الديني لأهل السنة في العراق !!! ) … من خلال الإرتماء باحضان المالكي والحرص على أن يكون تحت أقدام أسياده في إيران … والذي فر بدناءة طبعه إلى السفير الإيراني دنائي فر !!! … عبدا ذليلا لتنفيذ مخطط هدّام لبلدنا الجريح لا يقوم إلا على ظهور مثل هذه المطايا !!! .
كما أنني لا ادعي أن غير الإسلاميين ممن تصدوا للعملية السياسية كانوا أوفر حظا من الإسلاميين في تقديم الصورة المرضية أمام الشعب العراقي الجريح … ولكن … موجة الإنقلاب على الربيع العربي الذي جاء بالإسلام السياسي الى دفة الحكم في مجموعة من البلدان … هو الذي دفعني لهذا التقديم .
من هنا أقول : إن إياد علاوي … الذي لم تمنعه نعال أهل النجف وهي تطارده في زيارتة لمرقد الإمام علي ( عليه السلام ) … ولم يؤثر فيه انفضاض النواب عن قائمته العراقية التي خطفت أصوات السنة ورمتها في بحر التيه ( وراحت هباءا منثورا بخت عايدة والبطيخ ووتوت وغيرها من الأسماء التي نجحت في الضحك على علاوي الذي ما جاء لأهل السنة إلا بالمزيد من البلاوي !!! ) …كما لم يمنعه تندر العراقيين الشرفاء وتسخيفهم لتصريحاته البلهاء حول الوضع العراقي الملتهب … ولكن … رغم كل هذا يحاول علاوي اليوم ركب موجة الإنقلابات على الإسلام السياسي ليقدم نفسه كبديل ليبرالي يمكن أن يحقق للجماهير طموحها في عيش آمن وخدمات تليق بالبشرية !!! .
وحتى لا نظلم علاوي !!! … فان من حقه وهو واحد من ممتطي دبابات المحتل أن يُفكر مثلما يُفكر أقرانه القادمين بذات الطريقة … فيُحاول القفز الى دفة الحكم من أجل المزيد من الإبتلاءات والمصائب والفتن لأهلنا ! … ولكني أحب هنا أن أضع بين يدي السيد علاوي نقطتين هامتين :
الأولى : هل لاحظ السيد علاوي إن الإسلام االسياسي المُستهدف لم يشمل الجمهورية الإسلامية في إيران !!! … بل على العكس فقد انكشفت العلاقة الحقيقية بين أميركا ومن لف لفها مع إيران ومن لف لفها … وصار التعاون بينهما اليوم سيد الموقف في رسم معالم المنطقة العربية من جديد … وعلاوي يعلم علم اليقين أن ممن لف لف إيران … حكومة المالكي الحالية !!! .
الثانية : إذا ما تم التفكير ( جدلا ) في اختيار سيسي للعراق كما حصل في مصر لإنقاذ الواقع العراقي مما هو عليه من خراب وإحتراب قد يودي بالبلد إلى الهاوية … فان التفكير ( لا محالة ) سيتجه نحو رجل عسكري مُحنك يمكن أن يمسك بزمام البلاد بقوة وحزم … له حضور وأتباع … لا نحو رجل لم يستطع حتى أن يمسك بزمام قائمته الإنتخابية ويحافظ على أعضائها !!! … وإن المنفذين لمشروع سيسي العراق حينهالن يترددوا حتى بالإتيان برجل مثل طارق الهاشمي إذا ما أرادوا إنجاح مشروعهم ! .
وأخيرا … فليس جل ما أتمناه أن ينتبه علاوي لمثل هذا التقديم ويعرف قدره ( هذا إن كان له قدر ! ) … بل ما أتمناه حقيقة هو أن يقف النزيف العراقي أولا بأي وسيلة فليس لدينا ما هو أغلى من الدم العراقي… وأن ينتبه العراقيون إلى الأصلح منهم لإدارة أمرهم والسهر على أمنهم والوقوف على خدماتهم … بعيدا عمن يفتعلون الأزمات لهم يوميا … ليبقونهم حبيسوا دوامةتمنعهم حتى من التفكير السليم … ولك الله أيها العراق الجريح .