يزداد القلق في العراق خاصة مع استمرار الاعتصامات ودخولها يومها الخامس دون اي بوادر لانهائها على اعتبار ان هذه التظاهرة تختلف عن سابقاتها لكونها جاءت بدعم من زعيم سياسي له شعبية واسعة عند كل العراقيين ويبدو ان التظاهرات تحولت الى مضائف عشائرية ومركز لتجمع شيوخ العشائر , الامر الذي ربما ادى لزيادة عزم المتظاهرين على استمرار الاعتصامات وجعل موقف رئيس الوزراء حيدر العبادي يبدو ضعيفا امام هذه الحشود التي خرجت بأمر من السيد مقتدى الصدر فيما رافق ذلك اجتماع اللجنة الوزارية التابعة للتيار الصدري والتي اعلنت عن اتفاق على اختيار الوزراء التكنوقراط لتقديمهم ضمن تشكيلة وزارية مقترحة لعرضها على العبادي قريباً بينما نرى ان كل هذه التطورات انجزت والعبادي مازال ينتظر تقديم الكتل السياسية لمرشحيها لاتمام التعديل الوزاري بعد ان منحهم مهلة ثانية . فالواضح من الكتل السياسية ان اصبحت متخوفة وفاقدة للثقة في التخلي عن وزاراتها حيث اتهمت ائتلاف الوطنية العبادي بانه غير جاد في التغيير بسبب الضبابية التي تلف موضوع التعديل الوزاري لان اجتماع الرئاسات الثلاث لم يكشف عن ان التعديل كلي او جزئي وعلى نفس المنوال نرى موقف اتحاد القوى ففي بعض التصريحات نجد انه يربط بين قبوله التغيير بتلبية شروطه ومرة اخرى يعلن ترحيبه بخطوات العبادي وكذلك الحال لدى كتل التحالف الوطني التي لم تقدم سببا مقنعا لعدم تقديمها مرشيحها لحد الان الا ان المتحدث باسم الحكيم كشف عن عدم قدرة العبادي على اجراء تعديل شامل بسبب عدم قدرته على تغيير وزير الخارجية ابراهيم الجعفري لانه ضعيف امامه , وهذا يطرح جملة من التساؤلات حول السر في ذلك الامر ؟ تخبط العبادي في التعامل مع ملف الاصلاحات وخوفه من اجراء تعديل شامل بسبب المحاصصة لن يسفر عن نتائج طيبة لدى الكتل السياسية وسيدخل البلاد في دوامة جديدة لا اول لها من اخر .
