17 نوفمبر، 2024 1:34 م
Search
Close this search box.

” \u0647\u0644 \u064a\u063a\u0627\u0631 \u0627\u0644\u0628\u0627\u0643\u0633\u062a\u0627\u0646\u064a \u0639\u0644\u0649 \u0634\u0631\u0641 \u0627\u0644\u0639\u0631\u0627\u0642\u064a\u0627\u062a\u061f”

” \u0647\u0644 \u064a\u063a\u0627\u0631 \u0627\u0644\u0628\u0627\u0643\u0633\u062a\u0627\u0646\u064a \u0639\u0644\u0649 \u0634\u0631\u0641 \u0627\u0644\u0639\u0631\u0627\u0642\u064a\u0627\u062a\u061f”

في 23-11-2016 كتب الدكتور سليم الحسني مقالاً على صفحته في الفيسبوك بعنوان ” هل يغار الباكستاني على شرف العراقيات؟” إدّعى فيه ان وزير الخارجية العراقي الدكتور السيد ابراهيم الجعفري تحاشى الادانة المباشرة والقوية لموقف السعودية المشين في الطعن بشرف العراقيات من خلال صحيفتها التي باتت تعرف في العراق باسم “الشرق الاوسخ”.
ولاحظ السيد الحسني في مقاله ان السيد الجعفري توارى عن الانظار وأوكل هذه القضية الحساسة والخطيرة الى الناطق الرسمي في الخارجية العراقية تفادياً للاحراج مع اغنى حكومة في المنطقة، كما لاحظ بحق ان السيد الجعفري حجّم القضية وانزل مستواها من اعتداء سعودي على الشرف العراقي تتحمل الرياض مسؤوليته الى جريمة اعلامية تتحمل صحيفة لندنية جريرتها.
واعتبر السيد سليم الحسني هذا المسلك من الدكتور الجعفري تصرّفاً مشيناً ومضى في تحليل اسبابه وقال ان احد تلك الاسباب هو الانتماء العرقي زاعماً ان الدكتور الجعفري هو باكستاني الاصل، فلا غرابة ان تكون غيرته على شرف العراقيات اقل من غيرته على شرف الباكستانيات.
***
بدل ان يطالب القرّاء بالدليل على كون الجعفري باكستاني الاصل لاقى المقال سيلاً من الانتقادات تمحورت حول نقطتين:
الاولى تعيب عليه الاشارة الى السيد الجعفري بكونه باكستاني الاصل، وترى في ذلك انتقاصاً منه.
الثانية ترى ان هذه التهمة غير صحيحة لان الدكتور الجعفري سيد ينتمي الى قريش، وبالتالي فهو عربي ولا يمكن ان يكون باكستانيا.
وعبثاً حاول حاول السيد الحسني اقناع المعترضين بأنه لم يقصد تعيير الجعفري بالاصل الباكستاني وانما حاول شرح الخلفية السايكولوجية لموقف الجعفري الباهت من قضية شرف يقترف فيها ابناء العشائر العربية جريمة قتلٍ إنتقاماً لشرفهم. وأشار الحسني الى ان هذه القضية مبحوثة في علم الاجتماع السياسي وهي تكتسب اهمية خاصة في الدول حديثة الاستقلال.
كما بذل جهداً كبيرا لكي يوضح للمعترضين ان كون الجعفري باكستاني الاصل لا تعني كونه عبداً حبشياً وليس سيداً قرشيا، بل انها تعني انه ينحدر من اصول باكستانية شأنه شأن الكثير من السادة القرشيين الذين ينتمون الى جنسيات غير عربية، وهو أمر مفهوم لمن قرأ تاريخ اضطهاد اهل البيت وذراريهم مما اضطرهم للتشرد والهجرة في البلدان حيث استقروا وتكاثروا وتناسلوا. وضرب لهم السيد سليم الحسني مثلاً في رجال مشهورين على صعيد الدين والسياسية كالامام الخميني قائد الثورة الاسلامية والامام الخوئي زعمي الحوزة العلمية والامام السيستاني المرجع الاعلى للامامية الاثنى عشرية، وكلهم سادة قرشيون لكنهم من حيث الجنسية مواطنون ايرانيون، دون ان تشكل اصولهم الايرانية اي طعن بسيادتهم القرشية وانسابهم الهاشمية. بل ان اغلب – ان لم يكن جميع- أئمة المذاهب السنية هم من اصول فارسية، وليس هذا عيباً ولا منقصة.
***
لقد ذهبت جهود السيد الحسني ادراج الرياح ولم يستطع ان يقنع المعترضين على الاشارة الى الاصل الباكستاني للدكتور الجعفري بانه ليس انتقاصاً منه، ولا طعناً بسيادته.
لقد كان المعترضون حساسين تجاه الانتقاص من الدكتور الجعفري اكثر من حساسيتهم تجاه الانتقاص من شرف العراقيات، وكانوا مهتمين بسيادة الجعفري اكثر من اهتمامهم بسيادة العراق. وهذه كارثة في الاتباع تعبّر عن مستوى الفهم لدى شريحة المؤيدين لا يُحسد عليها التابع ولا المتبوع.
***
عندما قرأت تعليقات المعترضين لفت نظري عدة امور:
اولا ان الذين اعترضوا احتجوا بالآية الشريفة: ان اكرمكم عند الله اتقاكم. فقد اعتبر المعترضون ان اتهام الجعفري بالاصل الباكستاني هو انتقاص من الجعفري وتهمة ظالمة لا يستحقها الرجل!
لقد غاب عن ذهنهم انهم هم الذين يعتبرون ان الاصل الباكستاني مثلبة، وهم الذين ينطلقون من خلقيات عنصرية جاهلية تعتبر مجرد الانتماء لغير القومية العربية عيباً يأنف المرء منه…وهذه من مخلفات التربية الصدامية التي دأبت على الانتقاص الانتقائي من القوميات الاخرى، واتخذت من ذلك الانتقاص رافعة للقمع الطائفي بحق شريحة من العراقيين الشيعة لانهم من أصول ايرانية، معتبرةً ان الاصول التركية هي المعيار الحقيقي للوطنية، لا لشيء الا لأن الاستعمار التركي كان استعمارا سنياً، يحنون اليه ويريدون اعادته اليوم.
المعترضون نسوا انهم يحاكمون فكر الحسني – في علم الاجتماع السياسي- بمعايير صدام في الفكر القومي العنصري معتبرين ان الانتماء الباكستاني سبّة لا يليق بالعراقي ان يوصم بها.
لا يجد من يقرأ المقال اي انتقاص من القومية الباكستانية او العرق غير العربي…كل ما في الامر ان المقال يربط عدم غيرة الجعفري على العراقيات بتأثيرالجينات. فاين الانتقاص من الاصل الباكستاني والباكستانيين حتى يشهروا بوجهه آية ” ان اكرمكم عند الله اتقاكم ” ؟
ثانياً بعض المعترضين يصعب عليه التمييز بين الانتماء النَسَبي والانتماء الوطني. فهو يتصور ان انتماء الجعفري الى رسول الله في النسب الأعلى يتنافى مع انتمائه الى باكستان في الوطن الأعلى !
الذين يعانون من هذا الخلل في التفكير انما يرددون – من حيث لا يشعرون- التهمة التي كان يرددها البعثيون بحق الامام الخميني وهي الطعن بسيادته النَسَبية معتبرين ان الايراني لا يمكن ان يكون سيدا ينتمي لرسول الله في النسب.
ثالثاً بعض المعترضين لم يكن يعرف بالضبط سبب الاعتراض! فحين ساله السيد الحسني: ما الذي تعترض عليه في المقال؟ اجاب: ” كله…من الاول الى الاخير” وهو جواب يعبّر عن مدرسة جديدة في النقد تستحق براءة اختراع والتسجيل في موسوعة غينس.
***
اين المشكلة في هذه الهيصة التي خلقها الكاتب سليم الحسني؟
برأيي المتواضع ان المشكلة ذات حدين:
1-قارئ لا يدقق عندما يقرأ
2-وكاتب لا يراعيه عندما يكتب.

أحدث المقالات