23 ديسمبر، 2024 6:23 ص

هل يعلم ثوار تشرين كيف تمت سرقة مليارات الدولارات المخصصة للنازحين؟!

هل يعلم ثوار تشرين كيف تمت سرقة مليارات الدولارات المخصصة للنازحين؟!

اذا كانت ثورة تشرين قد قامت بالأساس للقضاء على الفساد ، فالواجب على الثوار استعادة ما يمكن استعادته من المال العام الذي نهب من قبل حيتان الفساد وعلى رأسهم الوزراء الفاسدون ، ولعل وزارة الهجرة والمهجرين تأتي في المركز الثالث على قائمة الوزارات العراقية الفاسدة (بعد النفط والكهرباء) .

ومنذ عام 2014 وحتى نهاية عام 2018 تولى الكردي درباز محمد (جاسم محمد الجاف) منصب وزير الهجرة والمهجرين ، وهي وزارة يفترض انها ذات اهداف انسانية عظيمة كاغاثة النازحين وايوائهم واعانة المهجرين وامدادهم بكل مقومات الحياة الكريمة الى حين عودتهم ، ولكن ماذا فعل درباز محمد او جاسم محمد في هذا الملف؟ وما الذي قدمه للنازحين والمهجرين؟

لقد شهدت الوزارة خلال عهده عمليات سرقة ونهب ممنهجة لمليارات الدولارات التي كانت مخصصة للنازحين ، ذهب معظمها الى جيب الوزير درباز محمد وشريكه النائب رعد الدهلكي (رئيس لجنة المهجرين والمرحلين النيابية) ، والبقية ذهبت الى جيوب كبار الفاسدين في الوزارة مثل الوكيل جاسم العطية والمدير العام الحاج نظام علي كاكا والسكرتيرة الجميلة المدللة (ن) المقربة من الوزير التي يوجد عليها ملف تحقيقي (الاستحواذ على منزل مخصص للنازحين) تم اغلاقه بأمر الوزير ، وصغار الموظفين الذين لامجال لذكر أسمائهم .

الوزير السابق درباز كان ينهب المال عن طريقين ، الاول هو اقناع المنظمات الدولية والحكومات الاوربية بضرورة دعم ملف النازحين الهاربين من بطش داعش ، وبالفعل كان يستلم مبالغ ضخمة جدا تقدر بالمليارات ، ثم يعبث بوجوه صرف هذه المليارات ويحتال على كل الجهات الرقابية (الخارجية: الاممية والاوربية ، والداخلية : هيئة النزاهة والبرلمان والمفتش العام) ، اذ كانت السكرتيرة الجميلة المدللة (ن) تقوم بالعبث بأبواب الصرف بذكاء لتحمي وزيرها ، اما النائب الفاسد رعد الدهلكي فلم تكن له حصة من هذه الاختلاسات ، بل حصته يحصل عليها من السكوت على الصفقات الفاسدة والحصول على تعاقدات ، وهذه هي (الطريقة الثانية) التي يمارسها الوزير جاسم محمد الجاف في نهب الاموال .

إذ توجد لجان في الوزارة تقوم باحالة عمليات شراء الخيم والكرفانات والمساعدات العينية كالأغذية والبطانيات ، كلجنة الاعتدال المعروفة بفسادها ، حتى ان بعض الفاسدين فيها نالوا شهرة واسعة مثل المدعو علي عبدالرزاق ، وهو شاب صغير انتقل من الفقر الى الثراء خلال شهور قليلة واصبح مقرباً جدا من الوزير درباز .

وهذه اللجان الفاسدة جعلت الوزير وشلة الفساد التي معه تحصد مبالغ طائلة من السحت الحرام ، وبالطبع كانت حصة النائب الفاسد رعد الدهلكي تصل اليه فورا ، والويل للوزير وعصابته اذا تأخرت!

المطلوب من ثوار تشرين ان ينادوا بمقاضاة هؤلاء اللصوص واستعادة حق الشعب منهم ، فكل من امتدت يده للمال العام يجب ان يحاسب ، والسجن خير مكان للفاسدين .