23 ديسمبر، 2024 5:51 ص

هل يعقل ايران واتباعها يتباكون على ثروات الخليج !!!

هل يعقل ايران واتباعها يتباكون على ثروات الخليج !!!

اصبح كلما تبرز قضية ساخنة في الساحة العربية وبالأخص الساحة الخليجية تتعالى نغمة “حلب ثروات الخليج” التي بات يرددها كثير من الناس وتحشر مع أي حدث يحصل في العالم دون معرفة ان حكام الخليج تجار قبل ان يكونوا سياسيين وأهل مكة ادرى بشعابها وهم اعرف بكيفية الحفاظ على ثرواتهم وكيفية زيادتها، وايضاً هم اعرف أين يوضع القرش الأبيض في اليوم الأسود ولأي غرض وبأي مصلحة يستخدم لكن العتب على من يغض الطرف على الذين بددوا المليارات من اموال العراق دون معرفة أين ذهبت .. وقبل التباكي على اموال من يسمونهم البدو علينا التباكي على اموال الحضر وحال العراق اليوم اصبح لا مجال للمقارنة مع الرفاهية التي تعيشها دول الخليج وما نحن علية من تدني وتراجع بالرغم من ان ثروات العراق أضعاف ما تمتلكه دول الخليج التي باتت منتوجاتها تغزو الاسواق العراقية .. كما ان من حق الدول الخاضعة للتهديد والابتزاز الإيراني اتباع كل السبل لضمان سلامة شعوبهم وشراء أمن اوطانهم بأعلى الاثمان لان المشروع الفارسي جعل طبيعة الصراع اما ان نكون او لا نكون لذلك أصبحت كل الخيارات متاحة لتبديد ذلك الحلم القائم على ابتلاع دول المنطقة ودمار شعوبها، والمال وطن ولا خير في مال لا يصلح الحال وحينما يمرض احدهم لا يتردد في صرف كل ما يملك من اجل شراء الصحة فكيف لا تصرف الدول من اموال على أمن الاوطان وسلامة الشعوب وهي أولى من ان تصرف على الحروب العبثية وحبك المؤامرات مثلما تفعل ايران في سوريا واليمن ولبنان على حساب قوت الشعوب الايرانية .. وان من يتحدث عن ثروات النفط عليه ان يعلم ان دخل شركة ببسي كولا تعادل ثلاث أضعاف دخل النفط العربي .. وايضاً علية ان يعلم ان المعدل الاجمالي لأرباح شركة فوكس وأكن الألمانية للسيارات فقط للربع الأخير من عام ٢٠١٧ بلغ ٥٩.٩٤ مليار يورو، وان الميزان التجاري بين النمسا وسويسرا مجتمعة مع الولايات المتحدة يساوي ثلاث أضعاف الميزان التجاري للدول العربية بما فيهم دول النفط ولا نريد التحدث عن ميزانية شركة مرسيدس التي تساوي ميزانية ثلاث دول عربية مجتمعة كما ان التكلفة السنوية لابحاث وكالة الفضاء الامريكية ناسا تبلغ ١٦ مليار دولار فقط للابحاث .. وتكلفة إرسال رجل فضاء لغرض الأبحاث في عام ٢٠١٧ بلغت ٥٨ مليون دولار .. كما ان القيمة التسويقية لشركة تلفونات أيفون بلغت ٩٣١ مليار دولار، ناهيك عن اجمالي عائدات عشر شركات أمريكية بلغت اكثر من ٢٠٠٠ مليار دولار خلال عام ٢٠١٧ .. بمعنى كل هذة الأرقام المخيفة التي تملكها المؤسسات الاقتصادية في العالم الغربي قبل ما يسمى بالحلب وقبل الاتفاقات التجارية مع السعودية .. والاهم من ذلك ان أهمية النفط في حالة انحسار ولَم يعد سلعة استراتيجية، وبعد عشر سنوات سوف تكون الطاقة النظيفة بديل لأكثر من ٤٠٪؜ من النفط والتجارب قائمة على ان تحل السيارات الكهربائية خلال الخمس سنوات محل السيارات التي تعمل بالوقود وسوف يتبعها المكائن الثقيلة والطائرات لان العالم الغربي يعمل بشكل متسارع على انتاج الطاقة النظيفة وخلق بدائل للطاقة التقليدية لهذا باتت دول الخليج واولها دولة الإمارات في حرص شديد على عدم الاعتماد على النفط كمصدر للدخل القومي مما حدا بهم تنوع مصادر الدخل وتنامي سبل التجارة والاستثمار الذي جلب لهم الاموال ما يقارب لدخل النفط .. واذا كانت تلك الاموال التي يقال انها حُلِبت تجعل لعاب الغرب يسيل وتمنح فرصة لاختراق حجب تصدير التكنولوجيا المتقدمة الى العرب فلا مانع من انفاقها من اجل الحاق بالتطور التكنولوجي الذي يجب ان لايكون حكراً على دول دون اخرى الى ما لانهاية لان الغرب حريص على حظر التكنولوجيا المتطورة على العرب والشاطر من يستغل الفرض ويكسر ذلك الحاجز من اجل الرقي بمصاف الدول الصناعية لان أهمية الصناعة في عالم اليوم تعني الأمن وألامان وهي المعيار على تقدم الشعوب ورقيها .. والشواهد تؤكد ان التنمية وتنوع مصادر الدخل واتباع وسائل التقنية الحديثة من اجل النهوض فهي الأساس في الالتحاق بركب العالم المتقدم .. وليكن في معلوم الجميع ان العالم الغربي بحاجة الى ما هو اهم من حلب تلك الاموال وهو البقاء على التخلف وعدم إعطاء فرصة لنهوض العرب ومنعهم من امتلاك التكنولوجيا وأدوات التقنية الحديثة حيث نشاهد كثير من الامم كانت مستعمرة وعندما استقلت لم يحاربها المستعمر بل شقت طريقها في النهوض والتقدم دون عوائق مثل اليابان وكوريا وفيتنام وماليزيا وإندونسيا .. اما نحن بعد الاستقلال لم يتركنا المستعمر لانهم يعتبرون ان اي نهوض للعرب هو انحسار للغرب لهذا يخشى الغرب من نهوض هذة الامة المعروف تخطيها الصعاب عبر التاريخ والاهم ان تلك المخاوف تكمن في ان هذة الامة لن تموت مهما حيكت ضدها الدسائس والمؤامرات والحروب، وخير مثال على ذلك ما قاله كسينجر لبيغن :
” انني أسلمك أمة نائمة أمة تنام ولكن مشكلتها أنها لا تموت استثمر ما استطعت من نومها فان استيقظت أعادت بسنوات ما أُخذ منها بقرون “… ولكن للأسف هناك من يحاول تكسير مجاديف الامة بالسخرية والتهكم والنقد من باب الحقد والكراهية المعروف سببها بترديد ما تقولة الدعايات المغرضة التي تروجها الماكنة الإعلامية لايران وعملائها انطلاقاً من مقولة حب واحچي وأكره واحچي والسبب ان هذا المال حقق مفعولة في تحجيم ايران ومحاصرتها مما جعلها منبوذة وسط الاسرة الدولية وجعل ميزان القوى في المنطقة يميل لصالح السعودية ودول الخليج الاخرى .. لان أمن الاوطان وسلامة الشعوب لا تقدر بأثمان ..