18 ديسمبر، 2024 4:54 م

هل يعد  الرئيس ترامب  من الان العدة لحروب المستقبل ..

هل يعد  الرئيس ترامب  من الان العدة لحروب المستقبل ..

*ويكسب ود المخابرات الامريكية  بعد تقريعه لها ..
*ويختار رئيسا لها  هو  النائب المتشدد مايك  بومبيو..
*المائة يوم القادمة  هل ستكون نذر شؤم لمن يراهن على قلة حيلته وصبره  وبوخته..؟
     ضمن حملة انتخابية  شعواء استهدفته من اكثر القوى المؤثرة في خيارات وتوجهات الناخب الامريكي ،اعتلى  دونالد ترامب الرئيس الامريكي 45 سدة الحكم  متبخترا مزهوا بِحٌلةِ النصر الذي حققه  على منافسيه في اعظم الاحتفالات التي شهدتها هذه البلاد والتي تكرم فيها الفائز وتخلع عليه كل اوصاف المنتصرين  ..!!
    ووسط حمى  وتداعيات  الحدث  والهواجس التي رافقته ورافقت كل تصريحاته وامانيه بل وتهديداته التي طالت شبكات الارهاب الدولي، كان نصيب العراق منها الكثير وكذا الامر ايران وغيرها ممن استشعروا من اول لحظة قرار له اتخذه ،انه ليس محظ قرار عابر سواء على مستوى الحدث الوطني الامريكي او تجار المقابر في العراق وسوريا وصولا  للنمر الاصفر في بحر الصين فهو بالمحصلة اليهم سائر الخًطى ..؟؟   لايقول لي احد ان تجار السياسة في العراق ووجههم الاخر الدولة الاسلامية والمرشد الكبير  القابع في طهران غير مهتم بهذه الظاهرة التي واجهت كل الاصوات الرافضة لمقدمه ، ومع ذلك تحداها جميعا وفاز باللقب الرئاسي عن مقدرة وادارة والتفاف شعبي قومي  اعاد به الى صورة البطل المنقذ للامة الامريكية” لينكولن ” من تخبطها وعجزها وتراجع هيبتها بين الامم بعد سلسلة انتكاسات وتراجعات بل وهرولات جلاء وانسحاب غير مسؤول من العراق ..    الانسحاب غير المسؤول وبرأي كل المراقبين

  اسقط هذا البلد العريق حظاريا  في دوامة دم يقودها دفانون من كل الاتجاهات.. فهل حقا سيُقدم ترامب على تدمير داعش التي افلتت من مختبرات لم تُوصد ابوابها جيدا وتلك واحدة من تهمه التي لم ينفك يقولها: اننا من صنعنا داعش لاننا تخلينا عن العراق وسلمناه للارهاب الاسلامي الداعشي ..     فهل حقا ان الرئيس جاد فيما ذهب اليه اثناء الانتخابات..؟  وهل هو حقا مقدم على تنفيذ ما وعد وهدد ان يبددها ويجعلها اثرا بعد عين ..؟ دعونا نقترب من سلاسل القوة والصقور التي احاط بها نفسه والقرارات التي اختار بها كابينته الوزارية ومستشاريه ومجلس الامن القومي وتحديد اختياره كلا من ماتيس وزيرا للدفاع … ووزيرا للخارجية والنائب الجمهوري مالك بومبيو مديرا لوكالة المخابرات المركية الامريكية.. 

  كل الدلائل والمؤشرات تقود الى فهم واضح للنوايا والامنيات التي تراود الرئيس في مسعاه لاعادة الامور الى نصابها في الشرق الاوسط والاقصى والصين عنده يجب ان تحجم وان لاتستاثر بسيادتها وفرعنة قوتها على الدول المطلة على بحر الصين ..
  اما العراق فهو  في مصاف اول تحدياته للقائمين على امره وعنده انهم اشرار لايختلفون عن داعش وجرائمها بحق المدنيين في العراق نفسه والمنطقة وحتى العالم وصولا الى امنه القومي والوطني ..لهذا هو سيهاجم ليس اعلاميا وانما استخباريا وعسكريا  الى حدود التدخل المباشر لمواجهة الاعداء في عقر دارهم او حيثما انتشروا واستاسدوا على شعوب المنطقة  واكتوت بنارهم ..
    وهو لم ولن ينسى ايران ونظامها الذي لايقل دموية عن داعش لهذا كان واحدا من التهديدات التي يلوم عليها منافسه انه كيف صبر على تحديها لبوارج ومدمرات بلاده في بحر العرب والخليج العربي بل ومدخل مضيق هرمز.. وباب المندب  وتدخلها لاعبا لايعرف حدود القانون الدولي في العراق وسوريا واليمن وحتى سيناء مصروجنوبي لبنان..
     لاجل ذلك كله فان الرهان على ان ما قاله وسيفعله  السيد ترامب اثناء حملته الانتخابية لايعدوا ان يكون”  بوخة”  اقول ان ذلك تكذبه الاحداث وتداعياتها في الزمان والمكان المنتظرين ان يحرك بهما جهده الاستخباري والعسكري على حد سواء ..
   لهذا جاءت زيارته لمقر وكالة المخابرات المركزية الامريكية السبت الماضي  تذكيرا ونذيرا لكل من يراهن على صمته وعلى كونه اسير تقاليد حكم دولة المؤسسات والقانون ..؟ ومن وجهة نظر سيكتشفون لاحقا انها كانت عنده ومنذ البداية حلما عليه ان يحققه..    ولكن ليس بالفوضى الخلاقة التي رافقت مسيرة الرئيس الاسبق بوش وليست بمثل سياسة التردد والانزواء  والتخاذل التي مارسها الرئيس اوباما طيلة ثماني سنوات من حكمه تسلمت ايران منه العراق على طبق من ذهب وظهر في العراق خلال الف الف ابي لهب..   سموه ما شئتم بالغضب ..على من اساء الادب وقتل الشعب في ايران وسوريا وعراق العرب لكن واقع الحال وكل تلك التصريحات والخطب التي لاحقته ولازالت تتحدث عن  امة  كان للعراقيين فيها تاريخا وحضارة متالقة ابهرت العالم الاف السنيين قبل ان ياتي هولاء   الممزقين  والرعاع فاحلوا بدلا منه اياما وصل الدم فيها للركب ..وانتشر نهب تجار القبور والسبي والتدميرفزاد عليه   القحط والكرب فهل حانت  حقاساعة ابي لهب..؟    واعود اليه ..السيد ترامب كظاهرة لم تسبقها من قبل ظواهر قارعت كل اجهزة الاعلام والصحافة  واجهزة الاستطلاع وقياس الراي العام  متصديا لها بعدما اساءت  التوصيفات والادب    وما رافقتها من تصريحات ِصدامية منافية للمنطق والقانون  اقلقت العالم  وصغار العرب ..
     تُهما ما كان ليرتضيها اي امريكي لنفسه فما بال الامر اذا مست الرئيس نفسه .. اتهاماتُ طِربَ وطبل  لها الاعلام الامريكي الباحث دوما عن الاثارة والتي  تصدرتها  رهانات مكاتب الاستطلاع   حول افول نجمه في مواجهة المرشحة هيلاري كلنتون واسالت  تفاعلاتها داخليا وعالميا  لعاب كتاب ومحللي  كبريات الفضائيات الاخبارية ،وما ترتب عليها يوم فوزه ان يضعها جميعها تحت سوط  سخطه بل وعزوفه عن التعامل معها وبينها وكالة المخابرات المركزية الامريكية..
    لكن ثمة متغيرات حصلت قلبت الاوضاع  في دولة المؤسسات والقانون وغيرت من مواقف وتوجهات بل وشكوك الرئيس المنتخب إزائها ما دعت الرئيس بنفسه ان يزور مقر السي اي اي بعدما نأى عنها  زمنا وسط شكوك متبادلة فازاح  بالزيارة ضبايبة كانت او كادت ان تهز مكانة امريكا في العالم..
      زارها السبت الماضي بعدما اختار لها رئيسا جديدا جمهوريا متشددا من ايران هو النائب مايك بومبيو ليخلف رئيسها المنتهية ولايته جيمس كلابر،  الذي قدم استقالته الخميس الماضي  عقب 6 سنوات من توليه منصبه وقبيل يومين من زيارة ترامب لمقره. 
    ففي اول واخطر حدث ترجم به سعيه  لوضع نواياه موضع التنفيذ  برغم الاتهامات  التي كيلت له مبتدئا   بالزيارة صفحة جديدة من حلمه الغائص في حمى تصريحاته وتلويحاته وتراشقات كل تهديداته ،  وهو ان يكون لهذه المؤسسة الاستخبارية دور  مرسوم لها في  القضاء على داعش قضاءا مبرما وباي الوسائل واينما تكون  في” العهد الترامبي..”.
    مهمة  عسيرة لاكنها ستعبر بدون ادنى شك  كل حدود الدول ولن توقفها عوائق وسط تحالف دولي  داعم ،  فداعش قد سممت عقول العالم بان  راية الاسلام التي ترفعها في قتلها وتدميرها هي من اسماها الرئيس ترامب  بارهاب الاسلام الراديكالي وبرايه وتوجهه هو من وجب ويجب استئصال شأفته ومن معه من فرق ومرجعيات كافرة قاتلة مصدرة للفوضى..     

 وتذكيرا لمن فاته المشهد فان وقوف  دونالد ترامب مواجها كل قادة وضباط وكالة المخابرات المركزية في مقرها وعقر دارها في لانجلي بولاية فرجينيا بالامس لم يكن حدثا اعتباطيا بل كان زيارة لاحد مكامن القوة في امريكا  زيارة كان لها معناها ودوافعها وعبرها اطلق اكبر تهديد لداعش مطالبا بالقضاء المبرم عليها ..ونعتقد انها مهمة بدات ثمارها في العراق باستعادة القوات العراقية الساحل الايسر للموصل ..!وهو اي الرئيس حينما  عاد يصالحها واضعا في حساباتها وحساباته ان تكون امريكا اولا شعارا مركزيا كنا نسمعه هنا وهنا ولايطربنا بقدر ما يقربنا الى فهم منطق قادة دول  مستبدة  ممن استغلوا قومية  هذا الشعار لكي يسحقوا شعوبهم ويعلوا من شانهم  تحت مظلته كما يحدث ذلك في الشرق الاوسط وتوارث الدكتاتوريات ..
       يعتقد الكثير من المحللين  ان المتغيرات  هذه وسلسلة القرارات المتوالية في السياسة الامريكية ازاء منطقة الشرق الاوسط والعالم وبينها الموقف من حلف الاطلسي وروسيا ستكون دراماتيكية  مثيرة وتفقد بريقها مع الايام  ،ولكنهم نسوا ان هناك كونغرس  ومؤسسات ضاغطة سيكون لها دور كبير في اضفاء بصمتها على كل ما يصدر ويُقرْ..
  وبرغم كل ما يقال عن  نوازعه غير الجمهورية وغلبته على الحزب الديمقراطي  كعامل حسم في اضفاء الشرعية على القوانين والقرارات التي تمس الامن القومي .. لكن امريكا اولا  ستظل عنده  عامل حسم في كل المواقف التي تتطلب حسما وابتعادا عن اي تطرف ونوازع قد تهز  مكانة هذا البناء اليمقراطي القائم منذ مئات السنين ..   

   مواقف ستضع حدا لاي تجاوز على المسلمات التي سار عليها من سبقوه  من الرؤساء  حتى وإن كان ترتيبها هوسا لا يصب في مصلحة شعب ووطن وقبل ان يروج لها الان  جهارا واستئثارا من لدن رئيس اشغلت بلاده الدنيا تصريحاته وتلميحاته  ونواياه ولم تقعدها بعد …  اي هذه القرارات سيبدأ بها  عهده دوليا ..؟ تلك ما تشغل مصادر صناعة القرار داخليا والبداية من مجلس الامن القومي و السي اي اي تحديداَ…
     ولنا ان نقول معقبين على هذه الزيارة التي قام بها الرئيس ترامب  لمبنى المخابرات عنها ستكون حقا تاريخية الزيارة جاءت خطبا لودها في بلد اغتيل فيه العديد من قادته العظام …
      زيارة وضع  ابعاد خطواتها مستشاريه ، ناثرا   في خطبته التاريخية امام قادتها ومدرائها ابتساماته مثبتا  النقاط فوق الحروف الامنية المشتعلة في بقاع العالم واهمية ان تنتهي حقبة ان تكون امريكا آخر من يعلم ..!
    هل كانت الزيارة لمقر المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) بمظامينها  كسبا لودها بعد كل الذي وجهه لها  من اقسى العبارات ام كان  تهيئة المناخ الجديد  لمرحلة جديد يعيد اعلاء شانها وامتداد اذرعها في كل بقاع العالم وبخاصة المناطق التي يشكل الاسلام المتطرف على حد وصفه مناطق عمل لانهاء بؤر الفوضى التي تفرضها داعش وغيرها من الحركات  والجماعات وحتى الاحزاب الاسلامية المتطرفة ..
        انتقد ترامب مرارا وبشدة الوكالة حيث شكك في البداية فيما خلصت إليه السي.آي.إيه حول ضلوع روسيا في اختراق إلكتروني خلال الانتخابات الأمريكية. كما شبه ترامب أيضا أجهزة الاستخبارات الأمريكية بألمانيا النازية بعد سلسلة اتهامات كالها لها قبيل وعشية استلامه مقاليد الامور رئيسا للولايات المتحدة الامريكية ..قبل ان تمسح زيارته  الودية هذه لمقرها كل الهواجس المتبادلة ويعود الصفاء للعمل المستقبلي الجاد  ..   وقتها واثناء حملته ازعجت كلمات ترامب النارية  اعظم واخطر جهاز استخباري  اسطوري بالعالم حينما وصفه بتوصيفات خرجت او داست على الخطوط الحمر للامن القومي الامريكي  ما دفعه ان يزورها  مراجعا نفسه بل ومستقبل امنه المرتبط معها ليلقي بعدها كلمة مقتضبة مؤثرة وشديدة الوقع طالبها ان تعد العدة لسحق التنظيمات الاسلامية المتشددة وعلى راسها داعش سحقا نهائيا وحتى العظم  .. لم يترك بوصلة انتخابية إلا وادارها صوب ناخبيه شًدَ بها اعصاب العالم والامريكيين معا في تصريحات وخطب رنانه وفتانة فتن بهم الامريكان واستنزل اللعنات على على من اوصل بلاده الى هذه المكانة من التردي والضعف بحسب ادعائه ..
    الهبت هذه الدعوات وحتى الاتهامات القاسية  التي كالها لادارة الرئيس السابق باراك اوباما بانها من اوجدت  داعش  مشاعر الامريكيين وقربتهم منه  وتلك هواجسه التي باح بها بصوت عالٍ  ما كان لها ان تعلوا وتنتشر و ويسمعها كل امريكي وكل رعايا العالم المتضررين ،لولا قوله  انها ولدت من رحم امريكي المفروض به بعدما وصلت النيران الاذيال  ان لايترك اتهاماته  تتلوى سائبة بل يدعوا الى محاسبة من كان السبب ايٍ كان ..؟
     وفي المقابل عمم   بدعواته تًهما مس بها   الاسلام  هذا الدين السماوي المؤمن بالحرية والتسامح والسلام ،عمًمَ عليه اتهامات  وافتراءات  مجازفا بمستقبل وعلاقات بلاده مع دول الشرق الاوسط الاسلامية والعالم الاسلامي الذي يضم اكثر من مليار مسلم  عندي كل القناعة ان هذه المسالة ستخضع للمراجعة من مستشاريه لئلا ينفلت اللسان ويصيب صاحبه بسؤاته ..
     لكنه سرعان ما قبل مشورة مستشاريه وراح يستمع بعمق لايات من القران الكريم تليت عليه من قبل احد الشيوخ: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وأنثى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”. فهل كان ذلك عودة الى منطق العقلانية في المخاطبة والمصالحة والمزاوجة ..
     حالها حال ما واصله في اليوم الثاني لاعتلائه الرئاسة من تراجع هادئ عن كل ما يبدد المخاوف  من  قرارات اعتباطية راح خصومه والخاسرين امانيهم ترديدها بل وتشويهها….
    و وثمة من يسال هل سيوافق على نقل سفارة بلاده الى القدس المحتلة  كما وعد ..؟ لا اعتقد ان ذلك سيتم تحت اي ضرف لانه كما قال امريكا اولا ولم يقل اسرائيل اولا ومصالح بلاده وتجارته كاقتصادي ورجل اعمال يجب ان يحسب لها الف حساب …           

 هذه المقارنة الظالمة وغير المتزنة  بلا شك ليست في محلها  غاية ووسيلة وعلى العقلاء والحكماء في الكونغرس الامريكي بمجلسيه ان يصوبوا للرئيس  اخطائه لكي لاتكثرُوتتناسخ فرق  اعداء امريكا ولكي لايظهر ما هو اخطر من داعش على العالم .. .    

 الغرب يراقب بشدةٍ وقلق لتوجهات ترامب ما دفع بريطانيا ان ترسل رئيسة وزرائها لزيارته غدا  الجمعة فيما ابدت دول اخرى بينها المانيا قلقها ونفاذ صبرها مما قد يحمله معه لحلف الاطلسي من افكار تستهدف  بنيته وتسليحه بعدما وصف الحلف بانه هزيل لايواكب تطورات العصر ..   

ايران التي تحدته في اكثر من مناسبة تراقب بدقة تحركاته وتصريحاته حيث لايسبتعد المراقبون ان يتسبب زورق ايراني طائش بحرب بحرية توقف للابد  تهديدات وتسلط ايران على مضيق هرمز  وتهديداتها لتجارة النفط العالمية ولكل حادث حديث ولكل موقف بحسب سياسة ترامب سيكون له ثمن وستدفع دول الخليج العربي الثمن وهو قالها بعظمة لسانه  .. كاتب من العراق