تعب العراقيون من طول معاناتهم وزكمت انوفهم من روائح الفساد التي تنبعث من كل زوايا واركان الدولة ويبس ريقهم وهم يتناخون ويشكون ويتصارخون بحثا عن منقذٍ من المأزق الذي وصل اليه العراق . فهل كتب علينا ان نخرج من مطاحن الموت الصدامي لندخل في اتون صراع من نوع جديد ؟ صراع تتطاحن فيه جبهات تلهث وراء مكاسب السلطة وزعماء يتبادلون الاتهامات ونحن بين رحى مطاحنهم نسحق حتى بدت الصورة قاتمة مسودة وكأن لا خلاص منها . ونقول بكل صراحة اننا كنا الى زمن قريب لا نفرق بين هذه الكتلة وتلك وبين هذا التيار وذاك بسبب اختلاط الامور علينا ولان وجوه كثيرة من مختلف الاتجاهات ساهمت وتساهم في انتشار ظاهرة نهب المال العام والتفريط بسمعة كتلها .
منذ شهور غير قليلة بدأنا نشاهد وميض امل جديد ونحن نراقب القرارات التي يتخذها زعيم التيار الصدري سماحة السيد مقتدى الصدر بحق اتباعه ممن يشغلون مناصب في الدولة وهذه سابقة لم نعهدها في العراق . لاننا تعودنا ان نرى زعماء كل الكتل يشهرون بمنافسيهم لكنهم يغطون على اخطاء رجالاتهم . بل ولا نجد غضاضة من الاعتراف اننا كنا ننتقد التيار الصدري احيانا لسلوك بعض المحسوبين عليه للأسف الشديد . وفي المقابل لنا اصدقاء من المعروفين في التيار ممن يشهد لهم بالنزاهة ودماثة الخلق ولا داعي لذكر اسمائهم حتى لا نتهم بالتزلف لأحد.
وأود اليوم ان نوجه رسالة اكبار وتقدير لسماحة السيد مقتدى الصدر مع القول : ان هناك عدد غير قليل من العراقيين لديهم معلومات عن بعض الرجال الذين استغلوا انتمائهم للتيار واستغلوا اشغالهم لمناصب حكومية فاقدموا على افعال لا تختلف عن افعال الاخرين الذين ننتقدهم ونحملهم مسؤولية ما يلحق بالعراقيين من مآسي . ونتمنى من سماحتك ان توجه خطابك لكل العراقيين وتحثهم على ان يكشفوا لك الخفايا من الامور لكي تكتمل رسالتك وتمضي بمسيرتك النبيلة الى الامام حتى يكون للعراقيين امل جديد بعهد جديد ترسوا قواعد بنائه يدك الشريفة سائلين المولى القدير ان يشد من ازرك لما فيه الخير لكل العراقيين على اختلاف اطيافهم ومذاهبهم وانتماءاتهم .
سيدى الكريم في مقالنا القادم سنضع بين ايديكم معلومات تكشف عن فساد مالي ورشاوى لبعض المسؤولين ممن احتسبوا على تياركم الشريف متأكدين من صحتها خصوصا واننا طلبنا من مصادرنا ان تقسم امامنا على المصحف الشريف حتى لا نكون من المشهرين بأحد ولا ان نرمي تهما باطلة بحق ابرياء .
بارك الله بكل من اقتدى بنهجكم ونهج سلالتكم الطاهرة .
