هل ان الاوان لتنأى القوى الوطنية بنفسها عن داعش ..
مبدأ معروف لدى القوى الوطنية والاسلامية في العراق بالذات اكثر منه في سوريا يقول : لن نقف ضد أي مجموعة تقاتل الاعداء من امريكان وصفويين وغيرهم من اعداء العراق والمسلمين اوالخونة اوالاستسلامييين اومن تنفعهم مضرتنا , ولن نبدأ بقتالهم الا دفاعا عن النفس او اذا غلب ضررهم على نفعتهم ..
يلاحظ ان الاحزاب القومية والقوى الوطنية الغير طائفية والاسلامية المنهج والتي تختلف وداعش في المبدأ او التطبيق والتي تلتقي اهدافها في معظم او اجزاء منها معها وبالذات العدو المشترك قد تحالفت معهم او اتفق الجميع ان لا يعترض احد منهم طريق الاخر ووفق المبدأ السابق ذكره اعلاه .. لكن الى متى سيبقى هذا المبدأ ساريا ولم لا او الى اين سيتجه الجميع ؟ هل الى الهاوية الانتحارية التي تتجه اليه (الدولة الاسلامية ) واسال هنا سؤالا وهو هل ان بقاء التحالف مع داعش مضرا على مر الزمن لهذه القوى ام لا ؟
اول ضرر واضح لهذه القوى كما اراه وهو الغاء داعش للبقية اعلاميا والاساءة للسمعة ثم التفرد في الساحة وكأن البقية تابعين اليها .. ثانيا ان أي تصرف اهوج او سيء او سلبي من داعش سيعود بضرره على الكل .
وربما لن تنفع بعدها التبريرات ولا استهجان بعض الافعال ولا رفضها لذلك فانه من الطبيعي ان تقوم الاحزاب والمنظمات والقوى وخصوصا ذات الباع الزمني الطويل في العمل السياسي ان تعيد حساباتها وتحالفاتها من خلال تحديد فترتان زمنيتان متباينتان ويصار الى دراسة المضار والمحاسن التي رافقت الفترة الجديدة ومدى تأثيرها على التأييد الشعبي وزيادة رافد الحزب باعضاء جدد تديم استمراريته ونشاطه , او هل ان فترة التحالف هي تخدم هدف تحرير العراق ام تضعفه ؟
وبالنسبة الى داعش فانها تمثل القوة الضاربة الاكثر تأثيرا من الاخرين ذلك لانها لا وطن لها ولابيت فمقاتليها لملوم من عدة مناطق في العراق او الخارج تركوا منازلهم واهلهم وانضمو ليكونوا قاعدة عسكرية متحركة تعيد قيادتهم تجميعهم في المكان الذي تريد ولهذا يمتازون بسرعة التحرك والفداء ,الا ان هذا الامر له سلبيات ايضا فثبت في المرحلة السابقة انها لا تستطيع السيطرة على مناطق جديدة والحفاظ عليها والاسباب عديدة منها الغائها لوجود الاخرين وتجيير الانتصارات لها فقط ثم هذا التشرذم في قواتها وتنقلهم حسب الحاجة مما لا يجعلها تستطيع ان تمسك الارض المحررة بالاضافة الى وجود الخونة او اعداء لهم ومتعاونيين مع الحكومة و المحتل او متضررين من تواجدهم فلهذا فان ارض المعركة او المناطق المحررة ليست جميعها صديقة .. ولا تخدم توسعها اذا كانت هي تسعى للتوسع في طريقها لتحرير العراق وهذا ما اشك انا به , من خلال شواهد عديدة فلا ستراتيجية واضحة لها غير منازعات الكر والفر التي ستتعب نفسها بها وليس العدو بسبب استملاك الارض والموارد والقوة البشرية والمادية .وعليه وفق منظوري المتواضع ارى انه من الضرر الفادح ان تبقى الاحزاب والقوة الوطنية تعمل في الظل بسبب اختلاف المنهج والستراتيجية والنتيجة الواضحة لنزول الخط البياني لمستقبل العراق .
واحسن حل لهذه القوى وللعراق كما أراه هو ان تبدأ هذه القوى بتجميع قواتها في معسكرات داخل ارض صديقة وتقوم بتحرير مدن قريبة لنفوذها أي ان يبدا بالمناطق القريبة من الموصل وتحريرها مثل تكريت وبيجي وسامراء التي لا يجب ان تبقى فيها داعش بل ان وجود قوات كمقاتلين لحزب البعث والقوى التقدمية الاخرى ضروري لاعطاء تحرير سامراء طابعا وطنيا وليس طائفيا وهذا ما يجب ان يكون الهدف المرحلي الاول وهذا ما يجب على داعش ان ترضى به .. فلا يجب ان تستفرد داعش بالقتال فلو تم التركيز والزحف على مناطق جنوب الموصل وتمكين القوات من اجل ديمومة البقاء والا ما النفع من تشتيت القوات مرة في كركوك ومرة في الرمادي ؟!!لماذا هذه التضحيات الغير مبررة ,الم يكن اجدى بتقديم هذه التضحيات فداء لتحرير مدن جنوب الموصل ؟ والاستمكان منها .لذلك على داعش ان ترضى بوجود القوات الأخرى مثلما ان تلك القوى رضت بها .ولا بد ان تكون هذه المرحلة مرحلة التنسيق الصحي والصائب بين هذه القوى.
أقول ان التحالف مع داعش ليس كتابا سماويا مقدسا لا يمكن الاستغناء عنه وخصوصا أثبتت احداث كثيرة ضعف خبرتها العسكرية الستراتيجية و ظهور شكوك ودلائل كثيرة على نشأتها و الدعم الذي تحصل عليه ولو صح ما يقال فان ذلك سيسيء بشدة للقوى الوطنية والقومية المتحالفة معها . لا يجب ان تجبرنا الظروف على افعالنا فالاحرار يصنعون مستقبلهم بايديهم ..
لنستمع الى بعض ونتخذ القرار الاصوب فلا يوجد واحد احسن من الاخر فالاحتلال هو ضد العراق ومقاومته هي مسؤولية الجميع فلتتعاون الجهود في سبيل التحرير النهائي.