18 ديسمبر، 2024 3:47 م

هل يصوت البرلمان للدكتور الياسري

هل يصوت البرلمان للدكتور الياسري

زار الدكتور حسن الياسري رئيس هيئة النزاهة الاسبوع الماضي البرلمان العراقي، والتقى رئيسه الدكتور سليم الجبوري، واجتمع مع اعضاء لجنة النزاهة البرلمانية في مسعى منه للحصول على تاييد ودعم اعضاء البرلمان للتصويت على بقائه رئيسا لهيأة النزاهة.
المعلومات التي حصلت عليها أن اعضاء لجنة النزاهة لديهم صورة ايجابية عن الياسري، لا تخلوا من بعض الملاحظات من عدد من النواب تكونت عبر معرفة شخصية كونه كان نائباً في البرلمان العراقي، واخرى آنية نتجت بعد لقاءه لجنة النزاهة. 
   إن تمرير الدكتور حسن الياسري رئيسا لهيأة النزاهة عبر التصويت، ليس سهلا ولكنه ليس مستحيلاً، بل يمكن أن يمرر، لو تمكن من تصفير ثلاث عقبات مهمة تقف أمامه.
 العقبة الاولى يمكن حلها في هيئة النزاهة نفسها، وهي منوطة به، وتكمن في غضب الموظفين من بعض المدراء أن لم نقل اغلبهم فلو تم تغييرهم ونقلهم خارج الهيئة او فتح بعض الملفات بحقهم وهي بتقديري كثيرة يتعلق بعضها بالاستغلال الوظيفي، واستخدام الصلاحيات بتعسف، يمكن بث روح الاستقرار لدى الموظفين عن طريق حل موضوعة اراضيهم التي عُرقلت من قبل الادارة السابقة لاسباب يعزوها بعض منتسيبي الهيئة الى عدم رغبتها بشمول بعض الموظفين بهذه القطع لاسباب تتعلق في ادارة الهيأة في زمن القاضي رحيم العكيلي بناء على اقتراح قدم من المدراء في هيئة النزاهة بحسب مايذكره الموظفين انفسهم، وحل هذه الموضوعة  يتصل بمكافئة ربانية، فأن الله العلي القدير يجزي الذين يعملون على تحقيق العدالة وانصاف الاخرين.
 والعقبة الثانية تتعلق بالتحالف الوطني بكتله مجتمعةً، فهل ان هيئة النزاهة هي من حصة ائتلاف القانون، ولكتلة مستقلون المنضوية تحت لواء القانون؟ ام انها تعود للتيار الصدري؟ او للمجلس الاعلى وغيرها، فأذا اراد الياسري البقاء رئيسا لهيأة النزاهة عليه ان يقنع دولة القانون بالتخلي عن امانة بغداد لصالح المنافسين التقليدين( المجلس والاحرار)، والتضحية بشبكة الاعلام وهيئة الاتصالات، فلو استطاع الياسري اقناع دولة القانون بالتخلي عن المناصب الاخرى مقابل هيئة النزاهة، يمكن له ان يقترب من تحقيق ما كان يصبوا له.
  وتكمن العقبة الثالثة، في أن هيئة النزاهة هي من حصة تحالف القوى بحسب التوزيع الاولي للهيئات، ويمكن تجاوز هذا الجانب لوجود عاملين مهمين لصالحه، اولهما: لا توجد رغبة ملحة لدى تحالف القوى الوطنية بتولي هيئة النزاهة، لانهم يطمحون بهيئات اخرى، والنقطة الثانية التي تصب في صالح الياسري، انه محط تقدير من اغلب اعضائه، والشيء نفسه ينسحب على رؤية الكتل الكوردية فكيف يتم اقناعهم ومن ثم تجاوز هذه العقبات الثلاث.
لذا فأن التصويت لياسري قريبٌ لكن دون ذلك اهوال كما يقول الشاعر” ابو الهلاء المعري”.
فعلى الرغم من صعوبة الافلات من هذه العقبات الثلاث المذكورة، لكن تخطيها ليس مستحيلاً، لتميزه  الياسري بصفات لاتتوفر في المنافسين مثل رغبته العمل بروح الفريق الواحد، وانتمائه للاسرة الاكاديمية التي تعطيه دعماً مهما وتقديرا لدى قطاعات واسعة من الجهور، ومنهم النواب.