22 ديسمبر، 2024 11:11 م

هل يصلح الكاظمي , ما افسدته الاحزاب

هل يصلح الكاظمي , ما افسدته الاحزاب

يتعرض السيد الكاظمي الى ضغوطات كبيرة , والى التشكيك فيما يرمي اليه من اصلاح , ومحاسبة الفاسدين وارجاع الاموال المسروقة . وان محاولات تقييد تحركاته وجعلها تحت السيطرة , قائمة على قدم وساق . للحيلولة دون تفرده بقرارات لا تسر . ان الاحزاب المسيطرة على ثروات العراق , لا يروق لها عملية تقليم الاظافر التي بدأ بها السيد الكاظمي , وهي التي تعودت ان تسرق دون  حساب او رقيب . لهذا , فهي تحاول بكل الطرق .. ان تجمع شتاتها وتتضامن وتتحد فيما بينها , على قطع الطريق على رجل , كل الشواهد تدل على انه مصمم على قطع دابر الفساد والنهوض بالبلد , وفتح ثقب في جدار الياس العراقي  ..ان عملية الاصلاح التي شرع  بها السيد الكاظمي , لا يمكن لها ان تستمر , بوجود هذه الاحزاب
 التي دمرت العراق ونهبت كل ثرواته واحالته الى بلد فاشل لا يستطيع دفع رواتب موضفيه . وان محاربة الكاظمي اليوم , اصبحت من المسلمات  بالنسبة لهذه الاحزاب , بل وعملية موت او حياة . لان قطع دابر السرقة , معناه الطرق على رؤوس “السراق “ومنع تجاوزاتهم على اموال الدولة والحد من تماديهم اللامحدود . ان الاحزاب العراقية , تشعر  بانها قوية وقادرة , من خلال رجالها وسلاحها واموالها , على دحر كل من يتجرأ على قطع الطريق عليها , ومنعها من السرقة والعبث بالمال العام . لهذا , نجد 
عملية الاصلاح , لا يمكن لها ان ترى النور في ظل وجود هؤلاء   ” اللصوص ” . وان السيد الكاظمي الذي جاء بضغط  جماهيري , لا بغطاء حزبي يحميه ويقوي عزيمته ويدافع عنه عند الشدائد , ويقف بوجه 
الاحزاب الاخرى , سوف يتعرض الى الكثير من الضغوطات , لضبط ايقاعه وتحويله الى ترددات 
تستجيب لنداء الاحزاب .  ان الاصلاح في العراق , لا يمكن له ان يعيش , اذ لم تكن هناك رغبة حقيقية
 من الجميع , وخاصة الاحزاب التي لا تجد في الاصلاح , الا عقبة كبير في طريقها , يحول دون تمكنها  من تادية واجبها الاول والاخير” النهب والسرقة ” . فكيف لها ان تؤيد الاصلاح وما ينتج عنه , من قطع الانهر التي تصب المليارات في محيطهم ..هنا  , كاننا نتحدث عن المستحيل الذي لا يمكن تحقيقه باي حال من الاحوال . 
 اننا متفائلون بوجود السيد الكاظمي , الا ان هذا التفاؤل , يشوبه الحذر من المنغصات , في ان يتعرض الى مضايقات تؤدي به الى الاستسلام ورفع الراية البيضاء للحفاظ على حياته , فليس من السهل , ان تستمع الاحزاب الى صوت الحق ,  وتنهي مسرحية اذلال الشعب وحرمانه من حقوقه , تلك الحقوق التي نصها الدستور وتتمتع بها كل شعوب العالم , المسلمة والغير مسلمة . ان التجارب عودتنا , ان لا حل على ارض الواقع  , لمعضلة العراق , وان الشعب العراقي تقمص دور المغلوب على امره واخذ يؤديه على احسن وجه , حتى نسي نفسه  , امام ظروف الحرمان والذل والهيمنة التي يعيشها  , واصبح القهر , كواقع حال , عليه التسليم بقبوله ..