9 أبريل، 2024 4:05 م
Search
Close this search box.

هل يصلح العراقي لحكم العراق؟!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

يبدو السؤال غريبا وبعيدا عن بديهيات الأمور , ولابد أن نقترب منه بحيادية وموضوعية.
فهل يوجد عراقي حكم العراق قبل عصر الجمهوريات؟
لو تتبعنا مسيرة العراق منذ عدة قرون فلن نجد عراقيا حكمه , بل تحقق حكمه بغير العراقيين , بأنواعهم ومسمياتهم.
التراث السياسي الطويل للمجتمع يشير بأن الوعي الجمعي المتوارث مرهون بالذي يحكمه ليس منه , وقد توهم العراقي بأنه سينجح في الحكم فكانت نهايته قاسية , وما قدمه لبلاده متواليات مأساوية.
فحكامه العراقيون , معظمهم ذهبوا إلى مصير مشؤوم , وما حققوا خيرا للبلاد , فما أسسوا لنظام حكم معاصر يؤمّن إنتقالا سلميا للسلطات , بل تماحقوا.
وكأن العراق لا ينجح في حكمه العراقي , وتلك ظاهرة مؤسفة فهل سنعيها ونستحضرها؟
قد يقول قائل أن الكلام يؤكد حالة مرفوضة , بينما وقائع الحياة السياسية , تبرهن على أن العراقي لا يمتلك المواصفات اللازمة لحكم بلاده , وليتصور مَن يتصور , ويمعن في مطاردة السراب.
فالحكم الملكي هو الأفضل في تاريخ البلاد المعاصر , وإن قيل ما قيل عنه لتبرير صلاحية الأنظمة الجمهورية , التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه اليوم.
كما أن الذين يسمون أنفسهم عراقيين أخفقوا في الحكم على مدى أكثر من عقدين , ولاتزال الأحوال تتدحرج من سيئ إلى أسوأ , والتابعون للطامعين بالبلاد والعباد يقودون ويتجبرون بإسم الدين.
فمصير العراق أن لا يحكمه العراقي , ولن يحكمه الشعب , مهما تظاهر وقدم التضحيات , وعلى الجميع إدراك هذه الحقيقة المريرة , فربما لابد من نظام حكم يأتيه من الخارج , وقد أدرك المستعمرون هذه الخاصية عند تأسيس الدولة فنصبوا عليها ملكا غير عراقي.
والعجيب في الأمر أن إمرأة أجنبية كانت تتدبر شؤونه في بدايات القرن الماضي , وتتدبرها إمرأة في الربع الأول من القرن الحالي!!
فهل لنا أن نستفيق ونرى بوضوح ونعيش في وطن؟!!
ومَن يعرف عراقيا حكم العراق (المسؤول الأول وليس رئيس وزراء أو وزير) قبل عصر الجمهوريات فليأتنا بإسمه؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب