لم تعد طموحات رئيس كتلة متحدّون للإصلاح أسامة النجيفي في اعتلاء رئاسة جمهورية العراق خافية على أحد , فبعد الدور الكبير الذي مارسه بالتعاون مع نائبيه في تعطيل عمل مجلس النوّاب الدستوري في التشريع والرقابة , وتحويل قبة مجلس النوّاب العراقي إلى ساحة للصراع السياسي بين الكتل السياسية , ووضع العراقيل أمام عمل الحكومة , أصبح يدرك تماما أنّ عودته لرئاسة مجلس النوّاب مجددا باتت أمرا شبه مستحيلا , فبدأ يعزف على وتر رئاسة الجمهورية , وبالرغم من كوني من المؤيدين جدا لأن يكون رئيس العراق القادم من العرب السنّة , إلا أنّ هذا لا يعني أن يكون هذا الرئيس هو أسامة عبد العزيز النجيفي , وسأقول لكم ما خطورة أن يتوّلى أسامة عبد العزيز النجيفي تحديدا رئاسة جمهورية العراق لا سامح الله .
فالمتابع لسيرة وسلوك هذا الرجل منذ سقوط النظام الديكتاتوري المجرم وبداية ما يسمى بالعملية السياسية , سيكتشف الدور القذر الذي أنيط له من أجل تخريب العملية السياسية من الداخل , فهذا الرجل الذي أصبح وزيرا للصناعة والمعادن في وزارة الجعفري الانتقالية , وبعدها نائبا في مجلس النوّاب العراقي عن القائمة العراقية , كان معروفا هو وأخيه أثيل النجيفي بعدائهم المعلن للأكراد , وكان لشعارهم الذي رفعوه في انتخابات 2009 المحلية بإخراج البشمركة من الموصل , الدور الكبير في فوزهم الكاسح في هذه الانتخابات , والسبب يرجع للسلوك الإجرامي الذي مارسته عصابات مسعود البارزاني في الموصل , مما دفع أهالي الموصل للالتفاف حولهم .
وفي انتخابات مجلس النوّاب عام 2010 عاد أسامة النجيفي ليصبح رئيسا لمجلس النوّاب بموجب نظام المحاصصات عن القائمة العراقية الممثلة للمكوّن السنّي , وكان الجميع حينها يتوّقع أن اسامة النجيفي سيقف ويصطف مع الحكومة في التصدي لسياسات مسعود البارزاني الذي جعل من إقليم كردستان دولة داخل الدولة العراقية , ولكنّ هذا لم يحدث , بل حدث العكس تماما , فمنذ اليوم الأول الذي اعتلى فيه رئاسة مجلس النوّاب العراقي , كشّرّ النجيفي عن طائفيته القبيحة والمقيتة وعدائه الذي ورثه من أبيه وجده للوطن العراقي , حيث جعل من موقعه كرئيس لمجلس النوّاب , منطلقا لتجسيد حقده الدفين على العراق إلى برنامج عمل , من خلال تعطيل دور مجلس النوّاب التشريعي والرقابي , ووضع كافة العراقيل أمام عمل الحكومة مستغلا عداء كتل نائبيه لرئيس الحكومة نوري المالكي .
ويبدو أنّ اسامة النجيفي يريد أن يستكمل دوره المرسوم له من قبل مملكة الشر العربية السعودية ليعطلّ قرارات القضاء العراقي وأحكامه , ويوقف عمليات الإعدام بحق الإرهابيين من القاعدة وداعش من خلال عدم التوقيع على هذه الأحكام الصادرة بحق هؤلاء القتلة من المحاكم العراقية بموجب القانون , والذي يؤسف له أنّ بعض الأغبياء من الساسة الشيعة لا زالوا حتى هذه اللحظة لم يستشعروا خطورة هذا الدور القذر الذي ينفذه أسامة النجيفي , حيث أعماهم عدائهم وحقدهم على نوري المالكي من رؤية هذا الخطر الداهم الذي أسمه أسامة النجيفي , فوالله و تاالله .. إن عاد هذا النجيفي لرئاسة البرلمان أو لرئاسة الجمهورية , فسيكون ذلك يوما أسود في تأريخ العراق والشعب العراقي , والتاريخ لن يرحم الأغبياء الذين يريدون أن يتحالفوا مع هذا الشر الذي أسمه أسامة النجيفي .