19 سبتمبر، 2024 7:09 م
Search
Close this search box.

هل يصح وجود اكثر من نائب للامام في وقت واحد؟

هل يصح وجود اكثر من نائب للامام في وقت واحد؟

حتى السفراء الاربعة للامام الحجة عليه السلام لم يكن هنالك سفيرين في وقت واحد ، وهذا يجعلنا ان نقف امام عبارة نائب الامام التي كثيرا ما تتكرر بين الاوساط الشيعية ، فهل هنالك ضوابط لمعرفة من هو نائب الامام ؟ كما قلت في مقال سابق ان المقلدين هم من يدعون ان فقيههم هو نائب الامام فكيف الحال بتعدد الفقهاء المراجع فهل كلهم نواب الامام ؟

حكاية من كتاب تنبيه الامة  الذي كان ابتداء من سبعة فصول ، حيث تناول المؤلف الشيخ النائيني في الفصلين الاول والثاني اثبات النيابة العامة للفقهاء الجامعين للشرائط في عصر الغيبة الكبرى 

يقول المؤلف حصلت لي رؤيا فسالت ولي العصر ارواحنا فداء : هل الرسالة التي انا مشغول بها ـ تنبيه الامة وتنزيه الملة ـ تحظى بعناية الامام عليه السلام ؟ فأجابني ، نعم ـ مرضية ـ غير موضعين منها، وبقرائن الحال عرفت ان المقصود بالموضعين هما الفصلان المذكوران لا غير، وذلك لعدم تعلقهما بالغرض الذي وضعت له هذه الرسالة ، وهو لفت انظار العوام الى ما ينتفعون به من الامور ، والفصلان المذكوران ليسا من هذا القبيل، لذا اسقطت الفصلين واكتفيت بالفصول الخمسة ( تنبيه الامة وتنزيه الملة ص174)

بالرغم من انها رؤيا والرؤيا لا تكون حجة ، ولاننا على ثقة بمصداقية الشيخ محمد حسين النائيني فان رؤياه هذه تجعلنا نطرح عدة اسئلة، فان الشيخ النائيني برر حذف الفصلين لانهما يختلفان عن سياق بقية الفصول الخمسة ، ومن حقنا نسال لماذا لا يكون ان الامام لا يوافق على مصطلح نائب الامام ؟ وان الكتاب اصلا يتحدث عن راي للشيخ النائيني في امر احدث خلاف بين الفقهاء ولاجل ان يكون رايه مدعوم بحجة فالحديث عن نائب الحجة امر يسهل تحقيق المقصد من التاليف .

على الجانب الاخر ما روي عن الامام الحجة عليه السلام في الكافي للكليني انه قال “وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم”.وهذا الحديث يؤكد على رواة الحديث وهذا منهج الاخباريين حسب المعنى الظاهر من الحديث وهذا له بحث مطول .

ومسالة ان الامام الحجة يتدخل في بعض المواقف الحاسمة بشكل متنكر يترك دليلا لمن يلتقي به بانه الامام الغائب والدليل هو قلبي أي اطمئنان قلبي يجعله يحلل اللقاء وطريقة الحوار ويربطه بما هو عليه ، والنتيجة يحكم بحكم اجتهاده فان اصاب فله اجرين وان اخطا فله اجر واحد مع صدق النية لخدمة الاسلام .

من بين المسائل الخلافية التي تخص نيابة الامام هي اقامة صلاة الجمعة باعتبارها من خصوصيات المعصوم فمن يقيمها هل حصل على وكالة من المعصوم لاقامتها ؟ هذا ما يخص القائلين بان الامام العادل يقصد به المعصوم وليس امام الجماعة العادل بدليل روايات واحداث تاريخية تثبت ذلك واقواها ان المعصومين عليهم السلام لم يقيموا الجمعة باستثناء الامام علي عليه السلام خلال خلافته والحسن عليه السلام حتى قبل الصلح .

والمعلوم ان السيد السيستاني اقام الجمعة ثم توقف فما هي الدلالات لذلك ؟ فهل كانت لديه وكالة من المعصوم ام له رؤية اخرى بخصوص الامام العادل او صلاحيات من يقيم الجمعة ؟

انا كمسلم ابحث عن الحكم الشرعي الصحيح لاتجنب غضب الله عز وجل ولان الامام غائب فلابد لي من اطمئن له في علمه وعلومه وجهده واجتهاده لكي الجا اليه واحدى معتقداتنا ان من يبلغ درجة عالية من الاجتهاد مع بقية الصفات الخاصة بالمرجع انه لابد ان يكون مسدد من قبل الامام الغائب عليه السلام وهذه مسالة اطمئنان قلبي ناتج عن قراءة سيرة المعصومين عليهم السلام في عدم تركهم من يلجا لوساطتهم عند الله عز وجل .

النتيجة ان تكون النية صادقة لمن يرجو الحكم الشرعي ومن يصدر عنه الحكم الشرعي ان عملهم خالص لوجه الله عز وجل هذا هو المعيار الحقيقي للخلاص من غضب الله .

أحدث المقالات

أحدث المقالات