23 ديسمبر، 2024 1:23 م

هل يصح ذلك ياقادة العراق؟

هل يصح ذلك ياقادة العراق؟

أورد القرآن الكريم جوانب الأمانة والمسؤولية في أكثر من موقع فقال جل شأنه( وقفوهم إنهم مسئولون) وقال ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا) إذن  الأمانة دين ودنيا، حُكم ودولة، تشريع وسياسة وكل ما فيه صلاح العباد والبلاد وخير الدنيا والآخرة، فالمسؤولية محبة واحترام ومقام لا عنوة وتخبط وعجرفة واعتبار الآخرين أرقاما دون كرامات بدواعي تصفية حسابات أو غيرها ، يجدر بهذا المسؤول أو ذاك أن يترفع عنها عندما يصبح في سدة المسؤولية يحمل عبء الأمانة وتبعاتها على الجميع ، وكلما ارتقى المسؤول في سلم المسؤولية يصبح معها أكثر تمثيلا للدولة ومؤسساتها وبمثابة واجهة للدولة وسياساتها تنعكس ممارساته وسلوكياته مع الآخرين على خواطر الناس ووجدانهم سلبا أو إيجابا ، لذلك فأن مزاجية المسؤول وعنجهيته أو معاملته للآخرين كأرقام مهملة دون تقدير ، هذه السلوكيات تشكل أثرا سلبيا في داخلهم ينعكس على مواقفهم تجاه أمانة المسؤولية وقد ينسحب الأثر حسب الإساءة وطبيعتها من ذلك المسؤول على مؤسسات الدولة وسياساتها مما يجعلنا نتساءل لمصلحة من نخسر شعبنا ؟ جراء مزاجيات (وعنجهيات )من هذا المسؤول أو ذاك ؟ أليس الأجدى والأجدر أن نحاسب هؤلاء المسؤولين على هذه السلوكيات بكل صرامة وبما يقتضيه الموقف لأنه يسيء إلى الدولة في صميمها عندما يصيب المواطن في عيشه وأمنه ، قد نختلف في المناهج والأساليب والرؤى والسياسات محل الاجتهاد والتحليلات وأيهما الاصوب ولكل رأيه ما دام الهدف خدمة الوطن وتعزيز منعته في إطار الدستور وثوابته التي نتفق عليها جميعا ، ولان رأي من هم خارج “المسؤولية “الرسمية لا يعدو كونه فكرا وتحليلا وربما ثقافة يؤخذ به أو يترك له كالمجتهد إن أصاب فله أجران وان أخطئ فله اجر واحد، وليس محل تشكيك أو تأويل أو تحوير أو محاسبة من أي نوع كانت مباشرة أو غير مباشرة ولا يحسن الإساءة لهم إلا إذا أخذنا بمفهوم اللامبالاة والعجرفة التي تجلب دائما سوء التقدير والخسران ،أما رأي من يحمل “المسؤولية “الرسمية فأمره للشعب العراقي كافة في بعده السياسي والاجتهادي يتحمل تبعاتها لأنها تمس أحوالهم الذين ينظرون لها نظرة الناقد والمحلل كيف لا وهي محل تفسير وتحليل من الأعلام كله في زمن الفضائيات التي لا تترك صغيرة ولا كبيرة إلا تحصيها وتدقق فيها وتحلل أبعادها، ويترك أمر محاسبه هذا “المسؤول ” للبرلمان وللقضاء بعد ذلك قول الفصل، لاسيما إن القاعدة الشرعية والإدارية والدستورية تعتبر أن “لا قداسة لمسؤول ولا عصمة لسياساته وقراراته وهي محل نقد ومحاسبة “والأسئلة التي نرغب بعرضها على أنظاركم وهي ليست كل الأسئلة بحكم الأمانة والمسؤولية بصيغة هل يصح ذلك يا قادة العراق:-

1.     إن ثرواتكم تقدر بأكثر من “700 مليار دولار” وفق أخر تقرير صدر من منظمة الشفافية والرعية تعاني من توفر ابسط الخدمات

2.     الفساد المستشري والمحمي بدوافع حزبية وولائية لفائدة من ؟

3.     الاحتلال الأمريكي المباشر للعراق وتداعياته  لا يزال العراق تحت الفصل السابع وضبابية الموقف الكويتي رغم إعلان الاتفاقيات الجانبية الغير واضحة المعالم لحد ألان

4.     العمل بأكثر من مكيال في قضية واحدة

5.     صناعة الأزمات والإصرار على ترحيلها بفعل العامل المؤثر الخارجي

6.     رغم مرور ستة سنوات على قيادتكم للعراق إلا إن ظاهرة نقض المواثيق والعهود بسبب السياسية الباطنية في التعامل مع الإطراف الأخرى هي السائدة

 

7.     تقديم الولاء  الفئوي والشخصي على الانتماء الوطني والكفاءة في إشغال المناصب المهمة

8.      الإصرار وبمختلف جوانب الحياة على تكريس المحاصصة الطائفية المزدوجة التي هي أس مشكلة الوضع السياسي الراهن وانعكاساتها الخطيرة على تركيبة المجتمع العراقي من ضمنه كسر أواصر تماسكه

9.     رغم موازنة العراق  السنوية الضخمة إلا أن أهات البؤساء من أبناء شعبنا تنوعت فمنهم  من لا يستطيع أن يؤمن لقمة العيش لأبنائه ومنهم فراشهم السماء والأرض ومنهم من لا يستطيع أن يسدد متطلبات دراسة أولاده ومنهم  من لا يستطيع يصلح حتى نظارته الطبية ومنهم من لا يستطيع أن يعالج نفسه من المرض الذي أصابه واعتكف للمشفي الواحد الأحد الرحمن الرحيم ليشفيه مما هو فيه  ومنهم من يتمنى الموت ليس جبنا بل كرها بالحياة والزمن الأغبر الذي جاء “بولاة ” لا يخافون الله ، ويتحدثون في مجالسهم العامة عن الحلال والحرام وسيرة أهل البيت، لكن متى ؟ عندما تناديهم جيوبهم المنتفخة من المال العام وهي تصرخ هل من مزيد ؟ ولاة ينفقون المليارات من الدنانير العراقية سنويا لدعم المناسبات ” الدينية السياسية”  ومليارات الدولارات الأخرى من حصص الأسهم في الشركات والعقارات والأبراج وغيرها من أموال منقولة وغير منقولة  جاءتهم من استغلالهم السياسي الديني ،  والرعية  في ” فاقة” وهي تسأل هل يصح ذلك ؟  ، والله لتسألون يوم القيامة عن صرخة مظلوم واحد  فكيف بعامة الناس وهي تصرخ ( آه ثم آه ثم آ…ه ) من فاقتهم  ، إلى متى هذا الظلم ” ظلم في كل شيء” لا عدل ولا إنصاف حتى المنظومة القيمية عطلت ، هل يعقل أن يحصل هذا في العراق تحت قيادة ” إسلامية ” ، أم غطائها الديني جسرا لغاياتها،  لكن جل وعلا لديه الاستبدال والتغيير حين التولي عن دربه، حيث يقول تبارك وتعالى في كتابه العزيز((وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم )) ، ومن هنا ندعوكم أيها القادة  هل تريدون أن تكونوا مع الرسول(ص) ومع الأئمة من أهل بيته كونوا دعاة فرح وسرور وحق وعدل وهداية وخدمة للناس، ففي الحديث “الخلق كلهم عيال الله وأحبّهم إلى الله من نفع عياله أو أدخل على قلب سروراً”، فخطّ حب أهل البيت الذي تنادون به داخل اجتماعاتكم في التحالف الوطني وخارجه ليس دمعة تشعر معها أنك أدّيت حقّ أهل البيت وليس هو الاستعراض في ” المواكب أو الشعائر الدينية”، ولكن أن تكشف الحق من أجل أن تؤكده ،  فلقد قال الإمام علي(ع) وهو يشير إلى النعل الذي كان يخصفه وهو يخاطب ابن عباس “ألا ترى إلى هذه النعل إنها أعظم من إمرتكم هذه إلا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً” وقال أيضا “ما أخذ الله على العلماء أن لا يقارّوا على كظّة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها ولألفيتم دنياكم أهون عندي من عفطة عنـز” ،هذا هو علي(ع) وهؤلاء هم الأئمة من أهل بيته فهل نرتفع إلى هذا المستوى؟ أو نحاول أن نهبط وننحدر حتى نعيش التخلّف باسم علي وأهل بيته(ع)؟ ، لابدّ من مواجهة الأخطاء بشجاعة والعمل على تصحيحها , وهذا لا يعني القبول ببقائها وإيجاد البدائل في عرضها فذلك مُجرد ترقيع, وإنما لابدّ من السعي للتغيير الجذري , فإن الأمراض المستعصية لا تُعالج بالمهدئات أبداً ، لان  التخطيط  المسبق والتنظيم الدقيق في خطوات العمل هو الآلية الأكثر فاعلية في تحقيق الأهداف المتوخاة من أصل تحمل المسؤولية والنهوض بها ، وآخر  دعوانا ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب ) .