10 أبريل، 2024 1:31 م
Search
Close this search box.

هل يصح ابعاد العلم والمعرفة ، واستقبال الجهل والظلام ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

شهد العراق خلال عقود من تاريخه الحديث هجرة الاف من علمائه لتافي المخاطر من الخطف والاغتيال والتصفيات الجسدية التي طالت خيرة العلماء العراقيين من جميع الاختصاصات على يد عصابات الجريمة المنظمة ، واستقروا في عدد من الدول الأوروبيّة وأستراليا والولايات المتحدةالامريكية ، ولقوا في تلك البلدان تقديراً واحتراماً ودعماً ومعاملة إنسانيّة . وسرعان ما باشروا ممارسة مهنهم واختصاصاتهم. إذ أتيحت لهم فرص تطوير ملكاتهم، ومواكبة أحدث مستجدات التطور العلميّ والتكنولوجيّ. وبرزت كفاءتهم ومقدرتهم العلميّة والإدارية، وتبوأ مئات منهم مسؤوليّات أكاديميّة وعلميّة وإدارية .
وجاء تسلّمهم تلك المواقع متوافقاً مع مبدأ «الشخص المناسب في المكان المناسب» الذي تحترمه الدول الغربيّة وتلتزم به تماماً. وبذا، تأمّنت لهم سُبُل الحياة الحرّة الكريمة، والانخراط في مسار العلوم الحديثة، فتحوّلت بلدان الهجرة أوطاناً ثانية لهم بعد ان حرمت بلدانهم من كفائاتهم بسبب التهجير.
ورغم الظلم والتهميش والجور والإجحاف والمعاناة المريرة التي عايشوها في بلدهم الأم، لم ينس مئات العلماء العراقيّين العاملين في الدول الغربية واجباتهم الوطنيّة والإنسانية تجاه وطنهم. وبادروا إلى تأسيس منظمات وروابط وجمعيات أكاديميّة في عدد من الدول الغربيّة، خصوصاً أستراليا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
ومن اهم هذه المنظمات شبكة العلماء العراقيين في الخارج المسماة اختصارا (نيسا) والتي تأسست في عام 2008 بمبادرة من البروفسور محمد الربيعي من (جامعة دبلن ) والبروفسور ( دلاور علاء ) من (جامعة نوتنغهام ) وتضم 37 عالما عراقي الأصل .
وتهدف شبكة «نيسا» لَمّ شمل العلماء العراقيّين العاملين في المؤسّسات العلميّة في الدول الغربية، ومواكبة الخبرة والمعارف في العلوم والتكنولوجيا، باعتبار ذلك جزءاً حيويّاً من التنمية والتطوّر في العراق. وتسعى لتعزيز تبادل المعرفة بين العلماء والفنيين والخبراء، ونقل الابتكار والتكنولوجيا كي تكون في خدمة الوطن الأم.
وتستجيب تلك الأهداف إلى رغبة عارمة لدى العلماء في المهجر في تعويض وطنهم الأصلي جزئيّاً من الضرر المتأتي من هجرة تلك الأدمغة. لذا، تسعى الشبكة إلى توطيد الصلات بين الجامعات ومراكز البحوث داخل العراق وخارجه، عبر المشاركة في برامج واتفاقات علميّة متنوّعة. كما تسعى إلى جذب الأعمال والشركات والأفراد المقتدرين، كي يستثمروا في تمويل البحوث التي تنفّذها جامعات العراق في مجالات علميّة وعملية حيويّة.
علماء من رحم العراق عيونهم وقلوبهم متعلقة به تسعى لاصلاح ما دمره الإرهاب والغرباء و المفسدين والسراق الذين عبثوا به واوصلوه الى حال من الجهل والتخلف والضلام.
ليس من المعقول قيادة المؤسسات السياسية والعلمية والاقتصادية والصناعية في بلدنا من قبل افراد لم ينالوا شيء من العلم والمعرفة همهم كسب المال ؟ ومفكرينا وعلمائنا مهجرين في بقاع الأرض يئنون لنجدة شعبهم !
العراقيين صناع العلم والابتكار والحداثة ، انصفتهم وسائل الاعلام الدولي لتحدثها عن تميزهم وانجازاتهم وبصمتهم في دول العالم مثل المهندسة السيدة زها حديد – اسطورة فن العمارة واشهر معمارية في العالم ،
والعالم الشهير الذي ساهم في بحوث اكبر المؤسسات العلمية في أمريكا عبد الجبار عبد الله الذي هو واحد من اربع طلاب في العالم تتلمذ على يد (ألبرت أنشتاين )
وجواد سليم من أوائل النحاتين المشهورين في العالم الذي ترك اثره الخالد في ساحة الباب الشرقي ببغداد، وشعراء العصر الجواهري ، وبدر شاكر السياب ، وعبد الرزاق عبد الواحد الذين اغنوا الشعر والادب في عالمنا العربي ( رحمهم الله جميعا )
وفي حاضرنا تبوأ عدد من العراقيين مراكز مهمة إدارية واستشارية في بعض مؤسسات الخليج العربي ، ومؤسسات تعليمية وشركات في الأردن ، وفي دول عربية ، كذلك في اوربا احدهم العراقي الدكتور عمر الراوي عضو البرلمان النمساوي في مجلس بلدية فينا الذي تفوق في عمله ودافع بشجاعة امام المجلس عن العراق وعن تاريخه وحضارته وقدم مشورته للعراق في المجال البلدي، والدكتورة زينب السامرائي عضو البرلمان النرويجي في اسلو التي تفتخر انها عراقية ،والطبيب الجراح منجد المدرس برفيسور اول في عالم الأطراف الذكية ، وفي بريطانيا يقال ان وزيري التربية والتعليم والصحة اصلهما عراقي ، ويشير الاعلام الى أن طلاب وطالبات العراق في المهجرتفوقوا على اقرانهم في العديد من الدول التي تستضيفهم مثل الطالبة العراقية اماني محمد حيث دعاها ملك السويد على العشاء لتفوقها ، وغيرها الكثير كذلك الفنانين والمبدعين العراقيين في المهجر وعلى راسهم قيصر الغناء كاظم الساهرسفيرالامم المتحدة لرعاية الطفولة الذي كرم من رؤساء دول العالم لابداعه في الفن الإنساني .
هل نصدق خضوع هكذا شعب الى عدد من سماسرة السياسة الذين جوعوا شعبنا ومسخوا كرامة وطننا لخدمة الأجنبي ، وهل يحدونا الامل الان باصلاح الحال حسبما وعدنا الدكتور عادل عبد المهدي رئيس الوزراء الجديد الذي نتمنى له النجاح .
وأخيرا ليس غريبا تفوق أبناء شعبنا صاحب الحضارة والتاريخ وتمكنهم سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وصبرهم وجلدهم امام المحن التي يمر بها بلدهم المجروح ، وهم الان يرفضون قتل العلماء وابعادهم – ورفض استقبال الجهلة والمتخلفين ؟ وشعارهم اتركوا تدخلكم في العراق وارحلوا وخذوا اعوانكم معكم أيها الاغراب – ودعو شعبنا وعلمائه المهجرين يبنون بلدنا المخرب من جديد .. لأننا لا نحتاج لمجموعات التخلف والجهل التي إزاحت البسمة من وجوه العراقيين على مدى خمسة عشرة سنة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب