7 أبريل، 2024 9:41 ص
Search
Close this search box.

هل يصبح العبادي فرس رهان المرحلة  !!؟؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

من يتابع سيرة العبادي في حزب الدعوة يجد ان الرجل لم يتجاوز الصف الثالث من القادة والكوادر رغم طول فترة انتماؤه وشهادته العليا ومعايشته لصراع حزب الدعوة مع حزب البعث واذا كان التغاضي ممكن عن فترة النضال التي خاضها الدعوة من حيث البروز والالمعية وتبوء المراكز القيادية ففترة ما بعد سقوط نظام البعث لم تضيف للعبادي شيئا او تغير من موقعه داخل كابينة القيادة واعلى ما وصل له الرجل من المناصب الحكومية هو استيزاره لوزارة الاتصالات ليس لان اختصاصه الهندسة وانما لان الوزارة كانت من حصة الدعوة وفي مجلس النواب لم يتعدى موقعه رئاسة اللجنة المالية  ومظهر العبادي وسيرته داخل الحزب سواء في النضال او الحكم لايدل على شخصية مفصلية او نموذج قائد يمكن ان يتقدم الصفوف في حالة تعرض الحزب لخلل يهدد وجوده مما جعله شخصية حزبية راكدة يحتل موقع السنيد او ( الكومبارس ) دائما لكن هذه الشخصية الموادعة على حين غفلة قفزت الى قمة الهرم وتصدرت الصورة والسؤال : هل كان يخفي الرجل مواهبة ويجيد التمثيل متحينا الفرصة او ان هناك قدرا مجهول شاء ان ينقله من موقع راوح فيه لمدة قرابة نصف قرن الى الموقع الاول ؟ الجواب في منتهى البساطة والوضوح فالرجل بلا قدرات قيادية ولا من صناع القرار لكن صراع الاقوياء اخلى له الساحة ليتسيد نيابة عن اخرين وتضارب مصالح الاطراف الاخرى حمله الى سدة رئاسة الحكومة وحمل معه قدرا لطيفا شاء ان يمضي مركبه في ريح هادئة قرابة سنة من الحكم برتابة تامة لكن هذا القدر شاء ان يضعه في قلب دوامة صراع جديد باطراف قديمة وجديدة , ازدادت الامور سوء والشعب فقد صبره وجمر الثورة بدء يومض من تحت الرماد واختنقت الساحات بالطوفان الجماهيري منذرة بما لايحمد عقباه بالنسبة للشركاء السياسيين مما جعل الجميع يبحث عن حلول اقل ضررا وان احتاجت الى اكباش محرقة وكان من الممكن ان يكون العبادي هو الريشة الاولى في مهب الرياح الجماهيري لكن قدرا لطيفا وصراعا عنيفا بين الاقوياء اصبحا واقيان له ودخول المرجعية الدينية على الخط منحه فرصة اخرى واذا وقف معه القدر مرة ثالثة سيحوله الى بطل وطني وان تخلى عنه سيفقد حتى موقعه القديم . العبادي اليوم يحتاج كل ذكاء نوري السعيد وقسوة صدام حسين وجماهيرية عبد الكريم قاسم  وخداع عبد الناصر ولا مبالاة اتاتورك وقوة ايزنهاور واصلاحات مخاتير محمد .
الساسة ينكرون فسادهم ويستغلون السلطة ولايفرطون بمكتسباتهم بسهولة ومستعدين للحرب من اجل ذلك حتى اخر رمق والشعب كمارد انفلت من عقاله واعلنها انتفاضة دائمة ولن يعود من الشارع قبل ان يضع حدا لسوء الادارة والفساد المستشري في اروقة الدولة والحكومة  حتى لو وصل الحال للانهيار ولايوجد امل بحل وسط بين الطريفين وبين هؤلاء واولئك يقف العبادي بوضع لايحسد عليه فهو يعرف قوة شركائه السياسيين واحابيلهم واصرارهم على تفريغ غضبة الشعب كما يعرف ان المواطنين الذي تركوا بيوتهم واعمالهم لن يعودوا حتى يرون باعينهم المجردة تغييرا حقيقيا واسترجاعا صادقا لما سلب من الشعب . لاندري ان كان الغيب يحمل للعبادي قدرا لطيفا يمنحه صفات رجل المرحلة والحسم وصفات القادة التاريخيين والقائد الذي يصل بسفينة العراق الى بر الامان وسط موج مرعب او انه سيكشف عن حقيقة كونه رجل انتمى بطريقة تقليدية لحزب الدعوة وعاش في الصفوف الخلفية بامان ولم يعلمه الحزب وظروفه التي مر بها كيف يتصرف كقائد عندما تفرض المحنة وجودها ؟ ايام الجمع القادمة حبالى وساحة التحرير والساحات الاخرى لها قدرات كافية لاستيعاب اعداد اخرى من الغاضبين والساسة والمشمولين منهم بالفساد لم يعلنوا حربهم بعد او يستخدموا كل اسلحتهم , والعبادي لازال بين الفريقين يملك حزمة قرارات اقرت ولم تنفذ بعد وصولجان سلطة ودعم من المرجعية لكن كل هذا لايصمد مالم يظهر العبادي شخصية قيادية تجيد التعامل مع القادم من الاحداث بذهنية قائد حقيقي وقدرة على الحسم لاتلين

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب