17 نوفمبر، 2024 1:46 م
Search
Close this search box.

هل يشكل الرئيس ترمب حكومة عراقية ؟

هل يشكل الرئيس ترمب حكومة عراقية ؟

الأنتخابات العراقية البرلمانية في مايو المقبل ، ستحدّد مصير العراق وشكل المنطقة، وتعدّ نقطة تحول إستراتيجية في مستقبل العراق السياسي والعسكري، والشرق الاوسط عموماً، هناك تحوّلات جيوسياسية كبرى يجري تنفيذها على الارض، في كل من سوريا والعراق، لتحدّيد مستقبل المنطقة ،في مرحلة ما بعد القضاء على تنظيم داعش والميليشيات ،والفصائل المتطّرفة الاخرى، كالنصرة والجيش الاسلامي، وحزب العمال الكردستاني والوحدات السورية وغيرها ،وبما أن القضاء على تنظيم داعش في العراق، أصبح حقيقة واضحة، مع بقاء خلاياه النائمة والمختفية في الانفاق والمغاور وعمق الصحراء ،وتقاتل بطريقة العصابات والذئاب الجريحة المنفردة، التي تنصّب السيطرات المرورية على الطرق الدولية ، فإنها الآن تحتضر تماماً في سوريا، وهكذا الأمر مع النصرة والجيش الاسلامي والوحدات الخاصة الكردية السورية، التي هزمت في الغوطة وعفرين ودوما وسنجار وغيرها،بالرغم من الضحايا الكبيرة التي قدمتها هذه المدن ، كما قدمت الموصل والانبار ، للتخلص من الإرهاب ، إذن نحن ألآن أمام متغيرات إستراتيجية ، ومصيرية ، تتمثل في إعادة صياغة سايكس –بيكو جديد على المقاس الامريكي –الفرنسي –البريطاني –الالماني، والجميع يعلم أن حرباً عالمية (مصغرة) ، تدور رحاها الآن في الاراضي السورية ، بين التحالف الامريكي –الفرنسي البريطاني، وبين التحالف الروسي –الايراني – التركي –السوري،في أكثر من قاطع ، إذن المنطقة في حرب عالمية شئنا أم أبينا ، ولكن هذه الحرب التي نراها تأخذ أبعاداً أقليمية ودولية ،لكي تصبح وتدخل المنطقة كلها في هذه الحرب ، وتبقى شعوب المنطقة وقوداً لهذه الحروب، اليوم تأخذ الإستراتيجية الأمريكية شكلاً جديداً، وخطيرا ًفي التصعيد العسكري في سوريا ، ويوازيه أيضا تصعّيداً وتدخلاً مباشراً في الإنتخابات العراقية ،ففي التصعيد العسكري، فجرّت عملية القصف الكيمياوي لمواطني( دوما )، وإتهام النظام السوري بتنفذ الهجوم الكيمياوي هذا، الأوضاع وتصاعدت التهديدات الامريكية والغربية، في تنفيذ ضربات جوية على مراكز القيادة والقواعد والمطارات العسكرية السورية ، وتم تنفيذ ضربة إستباقية لمطار (التيفور- T4 )العسكري، قيل إنها ضربة إسرائيلية ، في حين نفت ادارة ترمب وماكرون توجيه هذه الضربة ، ولكنهما لم يستبعدونها لاحقا، بعد مناقشة الامر في مجلس الامن الدولي، وسط دفاع روسي مستميت عن النظام السوري، فيما حمّل الرئيس ترمب (إيران وروسيا) ،مسئولية مايجري في سوريا وتغول النظام السوري، حسبما ترى الدول الغربية وامريكا، وفي ضوء هذه التطورات الخطيرة تنظر الادارة الامريكية الى الانتخابات العراقية ،على إنها الورقة الاكثر اهمية في الوقت الحاضر لتنفيذ أجندتها ومشروعها في المنطقة ، وتحجيم الدور الايراني في كل من اليمن والعراق وسوريا ولبنان ، بعد أن أعلنت الميليشيات التابعة لايران القتال ضد التواجد الامريكي في العراق وسوريا ، وطالبت فصائل عراقية عسكرية مسلحة من القوات الامريكية مغادرة العراق فورا لانتفاء الحاجة منها ، مما جعل الادارة الامريكية تستشعر بخطر هذه الميليشيات في استلام السلطة في العراق ، بالترغيب والترهيب ، لاسيما وإن قادة الميليشيات وعناصرها قد أعلنت ترشحها وخوض الانتخابات ، بل ذهب البعض كجس نبض الشارع العراقي، بترشيح أحد قادة الميليشيات لرئاسة الوزراء، وهناك معركة حقيقية بين إيران والادارة الامريكية ، لتحدّيد مصير العراق، في الانتخابات المقبلة، فإما أن تكون حكومة تابعة لايران كلياً ، وهذا ما تعمل عليه بكل قوتها ونفوذها اللّاّمحدود إيران الآن، وقد حشدت كل إمكاناتها الدينية والاعلامية والسياسية ،وفتح مقرات في كل محافظات العراق، للإشراف على الانتخابات تحت يافطات وهمية، ومنظمات خيرية وإنسانية،وبين أن تخرج حكومة عراقية برؤية أمريكية ، تضمّ كافة قوميات وطوائف الشعب العراقي، لذلك خرجت تصريحات أمريكية تحذّر السياسيين العراقيين والأحزاب الدينية من الوقوع في الفخ الايراني ، وأرسل الرئيس ترمب مبعوثه الخاص الى بغداد، ليبلّغ جميع الاطراف ، وبدون لف ولا دوران ،أنّ الفخ الايراني في الانتخابات هو لإدخال العراق في دوّامة الحروب الاهلية الطائفية، وإبقاء العراق تابعا ذليلا للولي الفقيه ، فكانت زيارة المبعوث الرئاسي بريت ماكغورك المرتقبة لبغداد ، ليضع النقاط على الحروف ، وكانت مكالمة الرئيس ترمب للعبادي سبقت الزيارة ، دليل الاهتمام الامريكي الإستثنائي في الإنتخابات ، والتي تعتبّرها الإدارة الامريكية إنتخابات مصيرية لها ، هذا وسبق للسفراء البريطانيين والفرنسيين أن إالتقوا بالسيد عمار الحكيم وهادي االعامري ونوري المالكي ، إذن الحراك الاعلامي السياسي لأدارة ترمب والدول الغربية ، يشي بوجود إصرار واضح على تغيير بوصلة الإنتخابات بكل الوسائل، وسحب البساط من تحت أقدام حكام طهران، تمهيداً لتحجيمها واخراجها من العراق، فلا تخفي الادارة الامريكية خشيتها من تسلط ايران على العراق في مرحلة ما بعد الانتخابات، واعتبار ان كل الفشل الذي يواجه حكومة العبادي وراءه ايران ، وان كل ما يجري من زعزعة الامن والاستقرارفي العراق والمنطقة ، هو بسبب التدخل الايراني المباشر، من خلال أذرعها وميليشياتها ، وحرسها الثوري وفيلق القدس ، نحن نرى الاصرار الامريكي هو بسبب فشل السلطة التي يشرف عليها التحالف الوطني ( الشيعي) وجلّه تابع لولي الفقيه هو وأحزابه وميليشياته، وهذا أفصح عنه السفير الامريكي في بغداد حين قال( ان فشل الشيعة في الحكم، يتطلب من السنّة العمل على الفوز بالانتخابات القادمة ) ، والذي همشتهم الاحزاب الحاكمة بتوجيه ودعم إيراني منقطع النظير ، لان كل ماجرى من خراب ودمار وفساد ونزوح وتهجير وظهور ظاهرة داعش هو نتاج تدخل ايران وسيطرتها على السلطة بتخطيط إنتقامي واضح لاحقاد تاريخية ودينية ، إذن الانتخابات ستجري أو لاتجري إذا تصاعدت التصريحات والصراعات الامريكية –الايرانية بسبب إصرار الطرفان، على السيطرة على حكومة عراقية ،بعد الانتخابات وقطف ثمار النصر في العراق،ونرى بكل تأكيد أن الادارة الامريكية استشعرت مبكرا ألاعيب طهران الانتخابية، من تزوير وشراء ذمم وشراء بطاقات الناخب، وترهيب المواطنين في المحافظات المحررة من قبل ميليشياتها ،كما حصل في الانبار وصلاح الدين ونينوى، أو من خلال فتح مقرات لها فيها تحت مسميات مختلفة، لهذا إستبق الامر الرئيس ترمب بمكالمة هاتفية لحيدر العبادي، لتبليغه قلق واشنطن البالغ ،من التدخل الايراني في الانتخابات وسيطرتها على مراكز التصويت ، نحن ننتظر مبعوث الرئيس ترمب بريت ماكغورك ليضع اللمسات الاخيرة على القرار الامريكي بشأن الانتخابات التي تراها إيران والاحزاب فرصتها التأريخية للبقاء في السلطة ،والسيطرة على مقدرات وموارد العراق، وتقصد إبقاء العراق في مقدمة الدول الفاشلة والفاسدة دوليا،بكل تأكيد الرئيس ترمب شخصيا يرى في نجاح تشكيل حكومة عراقية برؤية أمريكية أمر في أولويات الإستراتيجية الامريكية في الوقت الحاضر ، لان تحديد مصير العراق، هو تحديد مصير المنطقة والشرق الاوسط بأكمله ، فلا إستقرار ولا أمن في المنطقة ،بدون إستقرار العراق، فمن خطأ غزو العراق وإسقاط نظامه وإزالة دولته ، خرجت أسباب دخول الشرق الاوسط ،في ظهور التطرف والارهاب وتغول ايران ، وإستئسادها على الدول العربية ، وظاهرة تنظيم داعش والنصرة وغيرها ، ودخول البعد الطائفي والاثني والعرقي والقومي على خط الخراب والحروب الاهلية ، وهذا ما نراه مجسدا في العراق وسوريا واليمن ، الرئيس ترمب مصمم على تشكيل حكومة عراقية بعيدا عن النفوذ الايراني ، بأي شكل من الاشكال وبإصرار واضح ، ومكالمته للعبادي، وإرسال مبعوثه أول الغيث وينهمر المطر ……..

أحدث المقالات