بالرغم من أن الله قد ميَّز الأنسان وفضله وكرمه على غيره من المخلوقات، وسخر له كل ما يحتاجه، واسبغ عليه النعم، وفطره على الفطرة النقية السليمة، الا أن تاريخ البشرية وحاضرها يكشف عن حقيقة لاريب فيها هي ان ثمة مَنْ انحرف عن طريق الفطرة، واتبع سُبل الشر والظلام، ومنها عبادة الأصنام بمختلف انواعها وجميع اصنافها لدرجة من الجهل أن عَبَدَة الأصنام عبدوا اصناما صنعوها بايديهم او ايدي اسلافهم او إرث توارثوه جيلا بعد جيل، كما هو غير خاف عن الكثير وقد حكت ونهت عنه جميع الديانات، حتى ان اصحاب الأيدولوجيات الغير سماوية تمج عبادة الأصنام كونه أمراً يستقبحه العقل ويرفضه ويستخف به ويسخر من فاعله، ومع كل هذا وغيره مما لم نذكره، نجد أن هذا اللون من العبادة قد مارسته اقوام اكثر من نبي بالرغم من علمهم أن مَنْ سبقهم كانوا يعبدون الأصنام التي لاتضر ولا تنفع، كما هو الحال مثلا في مشركي مكة، وقبلهم بني اسرائيل الذين أضلهم السامري فراحوا يعبدون عجلا له خوار وهي قصة معروفة حكى عنها القرآن الكريم، وهي خطوة قد تثير العجب والأستغراب عند الكثير من الناس بمختلف دياناتهم وتوجهاتهم كون الناس عبدوا العجل أو الحجارة…!!!!.عبادة الأصنام لم تنقرض، بل تطورت وتعددت مصاديقها وأصبحت أشد خطورة وفتكا بالمجتمعات، ومنها عبادة الأصنام البشرية لأنها تُمرَّر باسم الدين، بل انها صارت هي الدين، وفوق الدين، بل فوق الخالق وصارت الها يعبد من دونه، تُستباح بها الدماء، وتسرق الأموال والثرات، وتحتل الأوطان، ويشرع الفساد وتحمي الفاسدين وتصدر فتاوى القتل والتهجير والطائفية وتسحق بها كل القيم والأخلاق والمُثل الأنسانية…، فعُبّاد الأصنام البشرية في هذا الزمان فاقوا من سبقهم من حيث الجهل والغباء والإنحدار لأنهم يعبدون اصناما لاتملك صورة ولا صوتا ولا خوار، وهي ظاهرة قد انتقدها وحذَّر منها المرجع الصرخي مرارً وتكرارً، ومنها ما طرحه في المحاضرة الثامنة من بحث “السيستاني ما قبل المهد الى ما بعد اللحد”، بتاريخ 8 ذي القعدة 1437 ،
حيث كان مما جاء فيها قوله: (ليخرج السيستاني ليدافع السيستاني ليحك ِ السيستاني ليكتب السيستاني اين هو ؟، لا صوت لا صورة لا خط)، ثم وجه المرجع الصرخي كلامه الى اتباع السيستاني ناصحا اياهم قائلا: (ماذا تتبعون حقيقة ام خيال ؟ واقع ام خرافة واسطورة ؟ الى متى هذا الجهل والتغرير والغرور والسفاهة والتسافل الى متى ؟ حتى من يتبع الحجارة يرى الحجارة يلمس الحجارة ينظر الى الحجارة يصور مع الحجارة ويطوف بالحجارة !! اين انتم من مشركي مكة اين انتم من مشركي الجاهلية ، كونوا مثلهم ابحثوا عن صنمكم، ليُخرج لكم الصنم انظروا الى الصنم شاهدوا الصنم المسوا الصنم سلموا على الصنم احكوا مع الصنم )واضاف متسائلا: (ألم يكن لعجل بني اسرائيل خوار؟، ألم يصدر منه الصوت؟، ألم يكن له رد فعل تجاه ما يتوجه اليه من اصوات من دعاء من توجه الناس؟، كيف انخدعوا بعجل بني اسرائيل؟، كان له خوار ” وقال ” اطلبوا الخوار اطلبوا الصوت اطلبوا الحقيقة اطلبوا الواقع ، ساووا بني اسرائيل في عبادة العجل ؟)وعزى المرجع الصرخي سبب تدهور الوضع في العراق وشعبه بإتباعهم السيستاني حيث قال: (لماذا تسافلتم الى هذا المستوى حتى سلط الله عليكم كل الافات كل المهالك كل الامراض كل الفساد كل القبائح وصرتم في ادنى الدرجات في الحضيض في كل المستويات في كل الحسابات في كل الدراسات في ادنى المستويات في احط المستويات من الامن والامان والاخلاق والعلم والنظافة والايمان والسكوت والخضوع والذل والانكسار والزراعة والصناعة والمياه والارض والسماء والامراض ، كل شيء ملوث ، ملوث مادة وملوث اخلاقا ومعنى ).