ها هي السنة الخامسة من دوامة الدمار الكبير, التي تجتاح المدن السورية, ولا حلول بالأفق, نتيجة الدعم الخارجي للجماعات المسلحة, التي عاثت فسادا بالأرض, وتحولت إلى خطر إقليمي, يهدد كل بلدان المنطقة, فالنفخ بالغباء وتحويله لوحش, عملية سهلة وممكنة جدا, نتيجة انتشار الغباء في البلدان العربية, التي يحكمها فقه السلاطين.
كان الهدف الأكبر المعلن ,للداعمين الخارجين, وللجماعات المسلحة والإرهابية, هو إسقاط حكم الأسد, لكن لم يتحقق الهدف لحد ألان.
الأسابيع الأخيرة شهدت تحول ملحوظ لمصلحة الجماعات الإرهابية, فهي كسبت الأرض, مع تقهقر مخيف للقوات الحكومة السورية, وهذا حصل بعد معاودة الدعم الإقليمي للمعارضة السورية, المتمثلة بعصابات القتل والإجرام, وتتزايد احتمالات سقوط دمشق, إمام الفصائل المسلحة والعصابات الإرهابية, مما يعني الضرورة القصوى لحلفاء الأسد, في تحرك سريع, لإنقاذ الوضع الحرج, عبر التسليح والتمويل, مع المساهمة بإرسال مستشارين لإدارة المعارك, وإلا أن صمود الأسد يتحول إلى ماضي.
من يدعم الأسد إن أراد تحقيق شيء حقيقي, عليه ألان تكثيف الدعم, لان الصراع السوري وصل إلى نقطة حرجة, قد تؤدي لواقع مختلف.
الأسد يستمد قوته, من تحالفه الوثيق مع روسيا وإيران, لكن ألان يشتد الصراع وتتنوع الضغوطات, نتيجة تعدد وتنوع التمويل الخارجي, للجماعات المسلحة والإرهابية في سوريا, والتي يضع الإعلام الغربي والعربي لها عنوان كبير, جيوش الثورة السورية, والحقيقة إن كل ما فعلته هذه الجيوش, هو عملية تدمير لسوريا, ليس الأمر ثورة شعبية, ولا عملية تغيير, بل هو عملية قتل مبرمجة للسوريين, الآلاف تم قتلهم وذبحهم منذ اندلاع الإعمال الإجرامية, بعنوان عربي خبيث ( الثورة السورية).
على روسيا ألان إن تستخدم أوراقها الإقليمية, فالحال أنها لعبة شطرنج, وعليه إن تتقدم روسيا بحركة تفك الضغط عن الأسد, مثل القيام بمناورات بالبحر المتوسط مع سوريا, ودعم بتسليح كثيف, مع توفير معلومات دقيقة, عن تحركات داعش وجبهة النصر والجيش الحر.
الدعم الكبير لمؤتمرات واجتماعات, تضم إيران والعراق وسوريا لبنان والصين, بغية توفير فرص حقيقية لمقاومة الضغط.
على روسيا والصين تحجيم الدور التركي, عبر الضغط بواسطة الورقة الكردية, وتحريك المال نحو الإعلام, بهدف تعرية تركيا, إمام الرأي العام التركي نفسه, ليحصل انقلاب على حكم اردوغان, الذي يطمح لإعادة الخلافة العثمانية, لذا فان دوره الخبيث في سوريا, هو من جعل الحرب تتجه إلى نتيجة جديدة, فالضغط على تركيا, من شانه يضعف الجماعات الإرهابية.
على روسيا والصين, الاهتمام بالجانب المصرفي, في الشرق الأوسط, بحيث تدفع الأمم المتحدة لمنع أنشطة المصارف, التي تتعاون مع التنظيمات الإرهابية, وهذه الخطوة لو تمت, فإنها ستحد كثيرة من قدرات الدواعش وجبهة النصرة, وترفع من آسهم روسيا والصين, وتعتبر خطوة جبارة في حرب الإرهاب.
على إيران إن توفر طريق للمجاهدين, لحماية المراقد الشيعية, وتكون نقطة انطلاق لتكوين قوة متعددة الجنسيات, برابط عقائدي, تكون مساندة للحكومة السورية, من أولوياتها, مسك مناطق معينة, بحيث تكون نقطة انطلاق للتوسع, ودحر الجماعات الإرهابية.
ثانيا على إيران وان تمول الأسد بالسلاح والمعلومة, والخبرة العسكرية, فالسلاح والمعلومة أسباب ديمومة إمكانية المقاومة.
على العراق, إن يؤمن الحدود , ويجفف روافد دعم الدواعش, بحيث يصبحون منعزلين في الأرض السورية, مما يحول الضغط باتجاه الدواعش السوريون, ويفك الخناق عن الحكومة السورية, والعراق بخطوته يستفيد كثيرا حيث يضعف الدواعش العراقيون, ويقطع خطوط التمويل السوري, ثم يشرع بدعم لواء آبي الفضل العباس, كي يتابع كل من هرب, من ارض العراق للقصاص منه, حتى لا يفكر بالعودة, أي يقوم العراق بجعل حائط الصد داخل العمق السوري.
حزب الله, دوره اليوم كبير, وهو ما يمكن الإشادة به, ولولاه لضاع جزء كبير من الأرض السورية بيد التكفيريين, ألان على من يدعم حزب الله, إن يضاعف الدعم, لأنه أصبح يقاتل على جبهات متعددة, ويحتاج لدعم اكبر كي يمكنه إن يبقى قويا صامدا بوجه التحديات, وهنا يأتي دور إيران وروسيا, لان قوته تضمن لهم دور اقوى في حرب القوى العالمية.
بمجموع هذه الجهود, يمكن للأسد أن يصمد ويعبر الأزمة, وتنتصر أرادة محور الأسد على محور الإرهاب.