23 نوفمبر، 2024 6:38 ص
Search
Close this search box.

هل يستقيل المالكي ووزير الدفاع بعد فضيحة اللطم في وحدة عسكرية؟

هل يستقيل المالكي ووزير الدفاع بعد فضيحة اللطم في وحدة عسكرية؟

ما أظهره شريط فديوي عرضته إحدى القنوات الفضائية، نقلا عن الفيسبوك ، عن قيام وحدة عسكرية عراقية بممارسة اللطم في ايام عاشوراء يوم الخميس الماضي ، وبمشاركة أحد ضباطها يدعو للأسى وللرثاء من أن أحوال البلد ، ما زالت مرعبة ، إذ إن الطائفية المقيتة مازالت تعشعش بين جنباته وفي ـحد مفاصلها المهمة ، وهي الجيش والقوات الأمنية عموما ، مايشكل إنتكاسة كبرى في نظر الكثير من العراقيين الذين رأوا في تلك المظاهر عودة الى الاحقاد والضغائن والممارسات البعيدة عن أي مظهر عسكري ، يفترض فيه ان يكون الجيش على قدر عال من الانضباط والحيادية ، وأن لا يظهر ولاءه لطائفة دون أخرى.
ويرى ملايين العراقيين ان تلك الصورة التي ظهر فيها شريط الفديو ، وظهرت فيه وحدة عسكرية عراقية ، ربما بحجم فرقة للعدد الكبير الذي ظهرت فيه وفي ساحة عرضات، يبين مدى إيغال ساسة البلد وبعض قادته العسكريين ، في تحويل هذا الجيش الى اداة لقمع كل الطوائف والاديان ، وهي مخالفة صريحة للدستور وللقانون الذي نص على ان يكون الجيش حياديا لايتدخل في معارك السياسيين وخصوماتهم ولا ينحاز لطائفة ضد اخرى، لكن ما ظهر كان كارثة بكل معنى الكلمة ، كان على البرلمان ان يطالب بعزل رئيس الحكومة فورا ويحيل قادة الجيش المتورطين في ترويج مثل هذه الممارسات الطائفية الى المحاكم المختصة لينالوا عقابهم الذي يستحقونه، وهو استخفاف بارادة الشعب العراقي وتعد على حقوق الطوائف والاديان وتجاوز على القانون والدستور، ان لم يكن تعريضا لمستقبل نظرة الشعب الى هذا الجيش الذي يفترض ان يكون وطنيا، الى دور لايليق به ان ينخرط رجاله فيه بهذه الطريقة التي زرعت في نفوس العراقيين غصة الم عميقة سوف لم تندمل جروحها هذه المرة بسهولة .
إن عودة الاجواء الطائفية مع تلويحات بمعارك ساخنة ربما يشهدها العراق تمثل انتكاسة كبيرة على صعيد رأب الصدع في الوحدة الوطنية العراقية ، وما أظهره الشريط ينبغي ان يخصص له جلسة في البرلمان، لمحاكمة أؤلئك المتورطين في ممارسات طائفية لايقبلها العراقيون وتشكل انتقاصا للكثيرين منهم وتعرض مستقبل قوات الجيش والقوات الامنية لخطر بالغ، قد تستغله الجماعات المعارضة للاساءة الى الجيش ولاستهدافه بعملياتها العسكرية والحاق أكبر الضرر به ، بعد ان وجدت ما يمكن ان تبرر به للشارع العراقي من ان هذا الجيش وبمارساته هذه لايعد  جيشا وطنيا بل بناء طائفيا يستهدف العراقيين ويمزق اوصالهم ويقسمها الى طوائف وملل تتقاتل فيما بينهم.
ولا ادري كيف تواجه وزارة الدفاع العراقية هذه المهانة التي لحقت بها، وكيف يكون بمقدور وزير الدفاع العراقي ان يبرر سلوك فرقة عسكرية وهي بالالاف تمارس اللطم بهذه الطريقة التي ظهرت بها وتندب حظ العراقيين العاثر الذي اوصلهم الى هذا المصير البائس، وهي ممارسة تستحق الادانة من كل القوى السياسية العراقية سنية وشيعية دينية وتلك التي تسمي نفسها ليبرالية او علمانية ، لان تلك الصورة ربما كانت الأسوأ في تاريخ هذا الجيش ، وهي وصمة عار في جبين مرتكبيها ستظل الاجيال العراقية تذكرها على انها ممارسة طائفية شنيعة لاتليق بسمعة جيش له تاريخ ضارب في الوطنية وفي الوقوف الى جانب الشعب والدفاع عن الوطن عندما يتعرض للاعتداء، لا ان تتغلغل تلك الممارسات العقيمة التي تظهر من خلال وحدة عسكرية ، بل ان وحدات اخرى ربما لم يسعف ملايين العراقيين كيف تصرفت على هذه الشاكلة الوقحة واظهرت نفسها بهذه الطريقة التي ظهرت فيها وتدعونا للرثاء على احوال شعبنا ومصير بلدنا ومن اننا لم نستفد من دروس الماضي القريب ، في ان انتقل القتال بين طوائفنا من شارع الى شارع ومن محلة الى أخرى في حرب طائفية بغيضة يعيدها لنا قادة في الجيش ، من خلال استعراض اقل ما يقال عنه انه استخفاف بارادة العراقيين وقواهم الخيرة, ولا ادري كيف يواجه رئيس الحكومة شعبه وبما سيعتذر لهم عما حدث من تجاوز واستهانة بهم.. انها تستحق ان يقدم رئيس الوزاء وزير الدفاع وقادة الالوية والفرق استقالاتهم، لان الجيش وصلت به الامور ان ينحدر الى هذا المنحدر الخطير الذي لاندري ما ستؤول اليه عواقبه من نتائج مريرة على العراق والعراقيين الذين ابتلوا بحكام طائفيين، ولله في خلقه شؤون!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات